الانفصاليون والوحدويون معا ..وسلام بلا حدود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2003, 05:23 PM

يوهانس موسى فوك


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانفصاليون والوحدويون معا ..وسلام بلا حدود

    قد يسيء الكثير فهمي وما نقصده من خلال تفسيرنا وتحليلنا لمجريات الأحداث الطارئه في الساحة السياسية السودانية ،تداعيات هذا الوضع الراهن ،وأفاق مستقبله،لا سيما واننى أتطرق دائما إلى الجوانب السلبية التي قد تقود البلاد إلى التشرذم والتمزق ، ليس وحسب إلى دولتين احديهما في الشمال والأخرى في الجنوب كما يعتقد الكثيرون، بل ربما إلى أكثر من أربعة دويلات أن صح التكهن. ولكي أعطى للقاري الكريم انطباع جميل عما اقصده لابد في هذا المقام لابد من التمييز بين الذين يحاولون إقناع الطرف الأخر ،وإشعاره بالتخلي عن الأسلوب السابق وأتباع سلوك جديد تواكب المرحلة الجديدة التي تمر به الوطن ، وبين الذين يحاولون كذلك،إعطاء فكرة جديدة ليس لها علاقة بالسلوك ، واستقطاب فئة معينة من الشعب ، ليس لإقناعها وحسب ، بل دعوتها لاعتناق هذه الفكرة .
    لقد قرأت مقال السيد/حسين جعفر على الذي نشر بصحيفتي سودانايل وسودانيز اونلاين والمعنون بـ(المفاوضات السودانية : فاشلة يا يوهانس) وهو يحاول تبرير مسؤولية الشمال عما لحق بالجنوب من دمار وماسي ، ثم طرح مشروعه الانفصالي والذي سبقه فيه السيد الطيب مصطفى وهو باختصار يحمل العقيدة الانفصالية بالمعنى الكامل ، فيدعو الآخرين إلى اعتناقها رغم افتقادها لدعائم أساسية وهو يدعمه بالنعت العنصري (الجنوب يجلب علينا المأزق).
    ومن هنا تجدر الإشارة إلى أهمية توضيح النقطة التالية:إننا لا نريد ان نجعل من الشماليين اساطرة للشر والسؤ حتى نبالغ في وصف القضايا الخلافية ، أو نلحق ضررا بسمعة الأبرار من إخوتنا الذين يفهمون ماسينا وما أعنيناه من ظلم واضطهاد ،كما لسنا رسلا لايدولوجية معينة تعادى التعايش السلمي مع الشمال من خلال انتقادنا الموجه إلى الشمال . وإنما نسعى من خلال مع نسعى إليه إلى تغيير المفاهيم تجاه بعضنا البعض وهذا ضروري جدا قبل الوثوق بالشمال ، ومحاولة إقناع الصفوة الشمالية المهتمة بشان العلاقة بين الشمال والجنوب حتى تقوم بدورها بإيصال الرسالة إلى المواطن الشمالي وإقناعه بضرورة العدول عن تصرفاته والتنازل عن طرحه الديني (الشريعة الإسلامية)الذي يثير حفيظة وضغينة المواطن بالجنوب ويبعده عن واقع التعايش السلمي ، وربما سيدفعه فيما بعد إلى اختيار الرحيل عن فكرة الوحدة مع الشمال.
    ولكن، فيما كنا نقوص في شرح هذه النقطة الهامة اتهمنا بالتعصب لصالح الانفصال والعمل على تكريس هذه الفكرة ، مع إنها ليست فكرة سيئة ـ فقط إنها ثانوية ،لان الجنوب بين حتمية الانفصال وإمكانية الوحدة ،والانفصاليون حاليا في كل مكان .أكثرهم داخل المؤتمر الوطني الحاكم ،ويقولونه صريح العبارة دون توجس كما قاله الكاتب جعفر:سنطالب بالانفصال عن الجنوب لان الأخير طول ما هو معنا سيجلب علينا المآزق..وإذا ما أردنا الإجابة على السؤال المطروح من قبل الكاتب جعفر والقائل: (..ما علاقتنا كشماليين بتصرفات الحكومات السودانية المتعاقبة ، وسلوكها الشيطانية تجاه الجنوب،حتى يتفاصح فينا الجنوبيين بان هناك مأزق شمالي لابد من الخلاص منهلا سيما وان جميع الحكومات التي ذكرهم يوهانس بما فيهم حكومة الإنقاذ ، كانت جميع! ها تضم في تشكيلاتها وقياداتها العسكرية والمدنية عناصر جنوبية وبالتالي تحول من خلال مشاركتهم في السلطة دون تسميتها حكومة شمالية ؟؟ وبطريقة أوضح ما هي مسؤولية الشمال في المشكلة الحكومات مع الجنوب ؟؟...).
    هذا السؤال الذي طرحه ،وكأنما طرحه سوداني عائش في جذر القمر ،فلابد ان يبرز عنده السؤال:باسم من يتفاوض الحكومة الحالية في نيفاشا ؟؟ طبعا سيكون سخيف ومضل من يجيب بان الحكومة يمثل السودان في هذه المرحلة لان المتفاوضون (الحركة والحكومة )سودانيون جميعهم. وفى تقديري طرح ذميلى جعفر هذا السؤال ليس لمعرفة الحقيقة وإنما لإيذاء المشاعر وإفساد الفرحة والبهجة التي رسمتها التطورات الايجابية الجارية في الساحة السودانية .
    في الجنوب لدينا الانفصاليون والذين لا يرفضون الوحدة ولكنهم يعتقدونها صعبة المنال ،وفى نفس الوقت لا يطرحون الانفصال بالطريقة التي يسوق به جعفر وأصدقائه ، والمواطن الجنوبي سئم من المراهنات والأقاويل التي بعضها لا تتحقق أحيانا وأصبح لا يعير عليها أدنى اهتمام.لذلك الطريق إلى بر الأمان سيكون شاقا إذا لم نعترف لبعضنا البعض بذنوبنا ، وقد يصل الأمر في نهاية المطاف إلى إفساد المائدة.لان الغالبية العظمى من الجنوبيين يعرفون، بل وترسخن في أذهانهم ان الشمال شعبا وحكومة تقع على عاتقها المسؤولية الكاملة عن الخراب والمأساة في الجنوب ، ويستحضرني هنا موقف ظريف مع الفكاهى الجنوبي المعروف لدى النوير باسم(كولانق توات) . ويحكى بأنه تلقى رسالة من الكمندر وليم نيون بانج، يطلب منه ان يذبح ثورا لإطعام جنوده الذين سيصلون قرية كولانق في اليوم التالي .
    في ذلك الصباح،وفيما كان كولانق يتجول وسط ماشيته ويتفقدهم ، وصل موكب الجنود ،وكانت الثورة حئنذاك في بدايتها حيث كان الجنود معروفين بالمكر والفوضة.فتوجهوا فور وصولهم صوب( لواك) السيد كولانق ،ووقف قائدهم وهو ملازم وطلب من كولانق بوجهة متجهم ،ان يسلمهم الثور الذي ابلغ عنه مسبقا .فما كان منه إلا ان امسك بأحد الثيران وأضعفهم حجما، وهو يبدو بذلك غير راضي بما يقوم به، كان كولانق يتألم وهو يسوق ثوره إلى الربح ، لكنه كان يدرك كذلك ان إكرام من يضحى بروحه فداء للتحرر واجب ،وان أولادهم (الغابيون) كما يسمونهم ، ينبغي ان يظلوا مر فوعى الرأس.
    بعد ذبح الثور جلس كولانق وهو يراقب تحركان الجنود وهم منشغلون في إعداد وتشوية اللحم ، وفيما كان يتأمل في المشهد ، كان ينشغل عقله في طريقة يعيد به علاقته بالجنود لاسيما وان وجهه المضطرب اظهر للجنود مدى امتعاضه.فرأى كولانق كلبه المدلل يجرى من هنا وهناك بحثا عن قطعة صغير من لحوم الوليمة ،ووجد بذلك فرصة ليعبر به عن امتعاضه لهذا المشهد، فنهض من مقعده وفى يده اليمنى عظما ناشفا وهو يجرى تجاه الكلب ، ثم ضربه وهو يردف قائلا: أيها الكلب السخيف الوقح،أتتجرع ان تأكل مع أولادنا الذين ذهبوا إلى الغابة؟؟ متى سيذهب أولادكم إلى الغابة ؟؟...فتفرقعة الجميع من الضحك جنودا وأهل بيته.
    وبعد ظهر هذا اليوم ، أراد الجنود ان يغادروا بيته، وعند رحيلهم رفعوا معهم أحبب خروف لكولانق دون الاستئذان منه ، فلم يستطع ان يفتح فاه غير انه فتح حظيرته واخرج كلما فيه من الخراف وهو يلحق بموكب الجنود ،فأوقف الضابط جنوده ثم سأله :لماذا ...وقبل ان يكمل قاطعه كولانق :انتم أخذتم خروف واحد فقط فأردتُ ان ابلغ سيادتكم بان الأفضل لكم ان تأخذوا خرفاني جميعا ان كان بذلك سيتحرر الجنوب من قبضة الجلابة!! .
    ووقته أمر الضابط باسترداد الخروف ، ثم شكره على الكرم. وبقيت حكايته بين الناس مثالا على الإخلاص والفطنة والفكاهة.
    الجنوبيون يشعرون دائما في كل شي بان الشماليون يخدعونهم، حتى وصل بهم الاعتقاد بان الغنى والثراء الذي وصل إليه الشمال كلها على حساب الجنوب ،فالشماليين يبنون المباني الفخمة ، ويشترون السيارات الفاخرة ، والجنوبيون يدفعون ثمنها الباهظة.
    هذا الشعور يفسر الواقع الذي بحاجة إلى التعديل ،وهنا لست بحاجة إلى إيجاد كامل تبرير لهجومي المتكرر إلى المثقفون الشماليين ، أو إسباغ طابع الدفاع المشروع لان الجنوبيين لا يكرهون الشماليون ، وإنما يكرهون أفعالهم وتصرفاتهم السىء تجاه الجنوب .
    هذه كلها لا تهم ، فالمهم هو:أين ، وكيف ، ستكون السودان بعد الفترة الانتقالية؟؟؟
    في تقديري الأمر بحاجة إلى دراسة وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات بشأنه لتقريب وجهات النظر ،لان الانفصاليون والوحدويون هما الذين بحاجة إلى حوار وإقناع بعض ، وليسوا بحاجة إلى اعتناق مبادى وأفكار قد تؤدى إلى نتائج كارثية في المستقبل.لان الحوار لن يبقى في مستوى المصالحة الوطنية. ولا اظنه سيرقى إلى مستوى السلام الابدى.
    العلاقة التي كانت سائدة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية، كانت علاقة حرب . وإذا ما نجح الطرفين وتحولت هذه العلاقة بفعل الاتفاقية المتوقعة بين الطرفين من حرب إلى سلم،ومن ثم إلى شراكة أو ما يمكن ان نطلق عليه اسم(التحالف) فان الخطوة المقبلة ستكون خلق أجواء مناسبة لكسب الاستفتاء لصالح الوحدة ، وفى تلك المرحلة ستصعب التمييز بين من يعمل من اجل الوحدة أو من يكرس للانفصال ، لان الانفصاليون والوحدويون سيكونون في خندق واحد لتجسيد حلم السودانيين في الاستقرار.
    أما السلام، قطعا سيحقق الحلم ،وسيكون سلاما أبديا ، لان الشمال والجنوب في كلا الحالتين الوحدة والانفصال لن يشهد بينهما حربا جديدا ، بدليل ان الستة سنوات كافية لتحقيق الطمأنينة الداخلية ولحسم كل الخلافات الباقية بين الطرفين. أما الصراع الجنوبي ـ الجنوبي الذي تطرق عليه الكاتب جعفر بصورة ساخرة .فان تاريخ الانشقاقات التي سجلت على الأحزاب والتنظيمات السودانية ،فالأفضلية لم تسجل إلا للقيادات الجنوبية !! وحتى أوضح ما اقصده:أين ترابي من المؤتمر الوطني ، وأين الهندي من الاتحادي الديمقراطي ، وماذا عن حكاية مبارك الفاضل مع الأمة ،وإذا سالتنى عن د. رياك مشار و د.لام أكول من الحركة الشعبية فالواقع يجيب.
    *























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de