لقد حكمت الاقدار علي السودان ان يظل مادة يومية في وسائل الاعلام واضابير وردهات المنظمات الدولية علي مدي سنين طويلة في ظل ازمات سياسية متجددة ومنقسمة علي بعضها البعض بطريقة لم تحدث منذ ميلاد الدولة السودانية في اعقاب استقلال البلاد في العام 1956 تعاقبت فيها علي حكم السودان حكومات عسكرية تقليدية واخري حزبية ومدنية منتخبة ظلت فيها امور السودان وصراعات الحكم والسياسة محصورة داخليا الي حد كبير علي الرغم من وصول الصراع السياسي في بعض صفحاته الي مرحلة المواجهات المسلحة التي تسبب بعضها في اختفاء السلطة المركزية للدولة علي مدي ثلاثة ايام في يوليو من العام 1976 لم تحدث خلالها عمليات قتل جماعي او تدمير لمرافق الدولة بطريقة تستدعي تدخل او حتي مجرد ملاحظات مكتوبة من منظمة دولية . ولكن الطفرة الكبري في عولمة القضايا السودانية اطلت مع قضية دارفور التي تفاعل العالم الخارجي مع نتائجها والاثارالمترتبة عليها من ناحية قانونية عبر قرارات مجلس الامن الدولي وتكليفه المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق ومتابعة القضية التي ترتبت عليها قرارات المحكمة المعنية في هذا الصدد حيث ستبقي الجذور الحقيقية للمشكلة واسبابها رهينة بقيام عدالة سودانية مستقبلية تغطي هذا الجزء عبر تحقيقات قانونية تضع النقاط علي الحروف وتملك الاجيال القادمة الحقائق الكاملة عما جري في هذا الصدد. اليوم عادت وسائل الاعلام العالمية وبعض الدوائر والمنظمات ذات الصلة بقضايا الحريات وحقوق الانسان تسلط الضوء مجددا علي السودان والعاصمة السودانية الخرطوم وتتناول في عناوينها وتقاريرها الرئيسية الرسمية واقعة اقتحام قوات الامن الحكومية مكتب احد المحامين والشخصيات الحقوقية و القانونية العامة والمعروفة الاستاذ نبيل اديب الذي تم تكليفة بمتابعة قضية عدد من الطلاب المفصولين من جامعة الخرطوم لاسباب سياسية في اعقاب احتجاجات وتظاهرات طلابية واسعة جرت الاسبوع الماضي في العاصمة السودانية في اعقاب مقتل طالب بالرصاص في جامعة امدرمان الاهلية بطريقة اثارت سخط اتجاهات الرأي العام في الشارع السوداني ووسط الاحزاب والمنظمات السياسية بطريقة خلقت حالة استنفار نسبي في الشارع السوداني تعاملت معه السلطات السودانية بمجموعة اجراءات وقائية شملت الاعتقالات وملاحقة وايقاف الصحفيين من العمل. اللقطات التي اظهرتها كاميرات بعض الصحف ومواقع الميديا الاجتماعية سلطت الضوء علي حجم التخريب والعبث بمكتب المحامي المذكور في الواقعة التي لاقت استنكار واسع داخليا وجد طريقة اليوم الي الخارج ايضا الي حين وحتي اشعار اخر حيث تشابهت علي الناس المشاهد بين مايحدث في العاصمة السودانية ومشاهد الاستباحة المتكررة بواسطة السلطات الاسرائيلية لبعض مكاتب المنظمات الحقوقية والمدنية في المدن الفلسطينية. تحدثت التقاريروالاخبار الواردة في هذا الصدد عن اقتحام قوة مسلحة مكتب المحامي المذكور اثناء اجتماعة بالطلاب المتضريين من عمليات الفصل والايقاف من الدراسة وقالت انه تم اقتيادهم بطريقة وحشية بعد تعرضهم للضرب والركل بطريقة ترشح الاوضاع الداخلية في السودان للمزيد من التعقيد في ظل دعم العالم الخارجي الكامل بمؤسساته ومنظماته لكل الخصوم والمعارضين للنظام السوداني المحاصر في دائرة ضيقة يستحيل اختراقها عبر عمليات العلاقات العامة والتجميل السياسي والدبلوماسي. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة