|
الاسلام ما بعد السلام فى جبال النوبه
|
هذه الورقة المهمومه بمناقشة احد القضايا المستقبلية بمنطقة جبال النوبه ,مواحهه بعمليات اعادة بناء وتاصيل بعد حرب ضروسة استمرت لوقت طويل ,خسر خلالها السودان وجبال النوبه عدد كبير من ابناءه ,الذين هم اخلص من ,لانهم جادوا بارواحهم فى سبيل جبال النوبه كمنطقة مستقره وامنه لا تعانى من اى نوع من انواع التمييز الثقافى او العرقى او الاجتماعى او الدينى او الاقتصادى , الخ ....تهتم هذه الورقة اذن بمناقشة واحد من الاسباب الرئيسية للصراع فى السودان , بالتالى جبال النوبه , والسبب الرئيسى الذى اعنيه دور الاسلام كايديولجيا فى منطقه جبال النوبه ,ولكن قبل ان اتحدث عن هذا الدور لابد من التمهيد له بالاشاره الى دوره فى السودان ..
لقد اتيحت للاسلام فرصته التاريخية الذهبية طوال عشرات السنيين التى مرت من تاريخنا الحديث ,,اذ اتيحت له القوة المادية الكافية لبناء دولة موحده من اقصى الغرب الى اقصى الشرق ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب واعنى هنا بالقوة المادية هنا القوى العسكرية والسياسية والسلطة بكل الخبرات المتراكمة التى تنوقلت عن طريق التواتر للعقل المسلم فى السودان , الى جانب القوه المعنوية واعنى بها الاسلام كتصور عقدى شمولى ,يغذى ويحدد فكرة بناء الامه الواحده وعلى الرغم من توفر هذين العنصربن الحاسمين الذين كانا من الممكن ان يسهما فى بناء وطن موحد ومستقر يقوم على اساس المواطنه كاساس للواجبات والحقوق الا ان الاسلام فشل فى لعب هذا الدور لعدم احترام المسلمين العرب لهويات الاخرين وخصوصياتهم الثقافية بجعلهم للدين مفهوما مطابقا لمفهوم الهوية (العربى هو المسلم والمسلم هو العربى )وهو المفهوم الذى تاسست عليه محاولات اعادة الانتاج للهويات الاخرى فى كل مناطق السودان (التعريب والاسلمه )واذا كانت محاولات التعريب والاسلمه فى فترة المهدية وفترة الانقاذ تجرى على اساس القسر ففى عهود اخرى كانت تجرى على اساس توفير الاجراءات والشروط الملائمة لاعادة انتاج الاخرين .ما شكل مشروعا لازمة استمر لوقت طويل الى ان تفجرت بمختلف الاشكال فى مناطق الهامش ابتداء بالجنوب ومرورا بجبال النوبة ..... الخ
هناك ملاحظة اساسية ان الاسلام فى افريقيا لم ينجح بالغاء الكيانات الاجتماعية الموجوده ولذلك نجده يتعايش مع العادات والتقاليد فى كثير من المناطق ونموزجا لذلك فى السودان حالة الاسلام فى غرب السودان ,فهو عبادات وعقائد فقط ,عدا ذلك استمرت العادات والتقاليد والاعراف تسير حياة الناس ,كذلك الاسلام فى جبال النوبه ولكن بمجىء سلطة الانقاذ وقيامها بمشاريع الاسلمة والتعريب القسرية ,اتخذ الاسلاممن النظام المدرسى الاسلامى اداة اساسية للتعريب والاسلمة , وحاول الغاء البناءت الاجتماعيه الموجوده (العادات والتقاليد والاعراف ...الخ )الامر الذى جعله يدخل فى صراع حاد مع هذه البناءات ووجهت ايضا بسعى الاسلام المدرسى الى تحويل مجتمعها الى مجتمع اخر (عربى لانه مسلم ) دون ان تعى السلطة الحاكمة انه ليس بالضرورهكى يكون الانسان مسلما ان يصبح عربيا (وبالطبع تغير الهوية فقط بالنتماء الى عقيده او لغه مستحيل )الى جانب ان المسلمين العرب فى السودان يتصورون ان التقاليد والاعراف والعادات العربية التى يمارسونها هى عادات اسلامية , ويتصورون انها العادات والتقاليد والاعراف الارقى ,ومن هنا ينظرون للثقافات الاخرى بالاستعلاء , خلاصة الامر ان السلوك الرسمى للنظام الانقاذ الى جانب ما احدثته المهدية من تجارب قاسية تراكمت على الوجدان الثقافى لمجتمعات المناطق المهمشة ,,كل ذلك ادى الى الصراع المسلح الذى شهده السودان فى العقود الاخيره ...المعادلة التى نريد الوصول اليها هى كيف يجعل المسلمين العرب من الاسلام دينا للتعايش والاسلام فى حبال النوبه وهى تشرع فى بناء مستقبلها ...فى تقديرى الشخصى ان صورة الاسلام فى جبال النوبه لحقت بها كثير من التشويهات نتيجة للاسباب التى اشرت اليها سابقا ,,وهو امر ينعكس على مستقبل الاسلام ,لانه يواجه من الجانب الاخر التبشير المسيحى والذى بالتاكيد سينشط فى جبال النوبه الى جانب ان ممارسات الاسلام السياسى ادت الى ان يتقوقع اصحاب الديانات المحلية فى جبال النوبه فى دياناتهم حماية لانفسهم من دين اعتدى على ارضهم وتاريخهم وتراثهم كما استشعروا من حرب الجبهه الاسلامية لهم ...ولكى يصبح الاسلام مقبولا لدى المجموعات الثقافية الاخرى بجبال النوبه يجب على المسلمين العرب الاعتراف فقط بان الاسلام دين السلام والحريات (لكم دينكم ولى دين |من شاء فيكم فليؤمن ومن شاء منكم فليكفر ,,الخ....)لا الاعتراف بزلك فقط بل تجسيده على المستوى العملى الى جانب التجسيد العملى للايه فالتجسيد العملى هنا ياتى بالاعتراف بحقوق الانسان واحترام هذه الحقوق خاصة حق الحياة كذلك اقرار كل الحريات خاصة حرية الاعتقاد والعبادات والتعبير والتفكير فحقوق الانسان الاساسية وحرياته تعتبر صيغة للتعايش بين الاسلام والديانات الاخرى فى منطقة مثل جبال النوبه بها ديانات مختلفة واثنيات متعدده وهذه الصيغه المبنية على احترام الاخر هى مدخل الاسلام لسلام حقيقى بالتالى مدخل المسلمين العرب فى التشارك مع الاخرين فى هموم ومهما البناء والتحديث بجبال النوبه
مركز جبال النوبه للدراسات التنموية [email protected] عثمان نواى على
|
|
|
|
|
|