|
الاستقلال كقيمة ... وطنية ، أخلاقية وأدبية بقلم حامـد ديدان محمـد
|
بهـــدوء عفواً ، الأسياد في السودان ... هدوء ! نحن لم نلتصق بماضينا وحاضرنا بصورة تكفينا جميعاً حتى نقول الحمد لله ... الماضي هو فخر لنا وحبل (عاشميك!) لا ينقطع ... إن حاولنا قطع ذلك الحبل ، فلن نجد لنا حاضر ولا مستقبل ... الظروف الزمانية الثلاثة (الماضي الحاضر ، المستقبل ) ظروف متكاملة تصنع المواطن الوطني الخلاق ، الذي يستثمر كل المعطيات في الأزمان الثلاثة لخلق بلد حي وراقي . الاستقلال ، الذي بين يدينا ونحتفل به هذه الساعات والليالي ، لم يأت من فراغ هو ملحمة وطنية خالدة صنعها الأجداد والآباء في بلدنا القديم الخالد الجميل ... من بورتسودان حتى مليط ... من حلفا القديمة حتى نمولي ! لم يتخلف أحد منهم فكانوا كمن وصفهم المولى عز وجل (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) استشهد من استشهد ، سجن من سجن حتى كان استقلال جمهورية السودان في يوم واحد يناير من عام 1956م . حالنا نحن الأحفاد اليوم كمن يقول : جاتنا مشرحة وباردة ! ... الاستقلال ، الذي فجره الأجداد و أبنائهم - كثيراً منهم يعيشون بيننا اليوم - هو قيم وطنية ، أخلاقية و أدبية يجب أن نتوشحها ونحن نعيش في هذا البلد العملاق ... البلد الذي اُستلت البيض (السيوف!) والرماح و البنادق من أجل القضاء عليه ونحن (نايمين على ودانا !) وبلدنا يتمزق أمام أعيننا ويستغيث : أين أحرار السودان ... أين أبناء السودان ؟! فالقيمة الوطنية هي : يجب علينا نبذ الفرقة و الشتات ... يجب أن نكتحل بالأمانة و الإخلاص والعدالة ... أن نعمر و نبني : المؤسسات الصحية ... الشركات و المصانع الطرق المعبدة والمدن والقرى العصرية . حتى تنداح الفرحة والرضا ونستصحبهما إلى المستقبل ونحن مع سكان الكون ، متحضرون ... الوطنية أن تقول : أنا سوداني وتجتهد في عملك تبريراً لما قلت ! أما القيمة الأخلاقية فهي : أن لا نفرط فيما بين يدينا من الآلاء والنعم وأولها الحرية ... أن نعيش أحرار في بلدنا ولن نكون كذلك حتى : نعمل ، نتعلم ونعدل ! ... ننتج القطن وتستخرج البترول والذهب و الصمغ والفواكه وغيرها من مزارعنا الخصبة الطبيعية . تلك نعم ، يحسدنا عليها الناس حول العالم فهم مندهشون ويتساءلون : لماذا يجوع هؤلاء؟! القيمة الأخلاقية الكبرى هي أن نترجم القول إلى فعل - أن نتخلق بالصفات الخالدة وهي : الأمانة و الصدق و الخلق النبيل ! أما القيمة الأدبية فهي - كما عنيت - أن نتشبث بأدبيات الاستقلال في حاضرنا الذي هو عنوان مستقبلنا : الأدب (شعر ، قصة ، رواية ، ومسرحية) ... نصوغ ذلك بحماس متناهٍ يوقظ النُوّم بيننا ويبدأ ذلك بالأطفال في الرياض والشبيبة في المدارس و الجامعات . نعم ! استيقظ فأنت سوداني حر بين الأنام . وبعد : هل نذكر طيف من أجدادنا و آبائنا الذين ورثونا الحرية فالخلد في الحياة الدنيا ؟! هم كثر .. ولكن ، هاك هذه الكوكبة الخالدة منهم : الإمامان علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي ... الأبطال إسماعيل الأزهري و محمد أحمد محجوب ، واسم خلد نفسه بين طيات تاريخ السودان ألا وهو : عبد الرحمن دبكة صاحب اقتراح إعلان الاستقلال من داخل البرلمان فتبنى الجميع الاقتراح وأعلن قرار الاستقلال قُبيل مطلع عام 1956م .. أنه وصحبه الأبرار قد صنعوا لنا هذا السودان لنعيش فيه مرفوعوا الرؤوس ابد الأباد ... إلا أن تنطوي الأرض ... بالطبع ، فأن أجدادنا الذين (ولدوا!) لنا الاستقلال في ظروف كونية بالغة التعقيد لا تستطيع قراطيسي أن تسعها ولا أقلامي أن تكتبها . معليش ! البقية تأتي بإذن الله ... أشدوا ... فأنت حرُ ُ ... أنت سوداني !
وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
|
|
|
|
|
|