|
الاستقلال قبل عامه الستين بقلم عواطف عبداللطيف
|
• ليس على البسيطة أي كائن نابض بالحياة إلا كان " نافراً وكارهاً " لأي شكل من أشكال العبودية فما بال ان كان المستعمر دخيلا أجنبيا ففي الاول من يناير العام 1965م كان المستعمر الانجليزي يجرجر اخر ازياله التي جسمت على قلب السودان لاكثر من 59 عاما .. خرج نتاج رحلة نضال وطني اتسمت بالصبر والحنكة ودفع الكثيرون أرواحهم فداء ليس لان " السوداني غير" ولكن لان الحرية هي طعم الحياة ومذاقها الحلو وصفحات التاريخ مليئة بنماذج فريدة لاسترداد الحرية وللسودان نصيب وافر من النضال وما زال يقدم التضحيات لاجل استقراره ورفاهية انسانه رغم محن السياسة لحكومات متعاقبة خنقت البسطاء وأوجعتهم في لقمة عيشهم وصحتهم وتعليمهم. • إن تجولت على الفضائيات السودانية لحسبت ان الحجر والشجر يلوح بأغصانه متغن بذكرى الاستقلال كملحمة من ملاحم الكفاح المباح نظم له الشعراء شعرا عذبا يحرك مكامن العزة والفخر .. والسودان ذو حضارة قديمة ولا تنقصه العقول ولا القوانين المنظمة ففي وقت كثير من دول العالم كانت وما زالت تستنكرعطاء النساء، دستور 1953م اعطاها حق الانتخاب وبدايات الاربعينيات انتخبت الناشطة فاطمة احمد ابراهيم رئيسا للاتحاد النسائي العالمي ومن صممت علمه المعلمة الحاجة "السريرة بت مكي " ود. خالدة زاهر اول طبيبة كانت ورفيقاتها ضمن المواكب الهادرة لجلاء قوات الاحتلال في لوحة تدل ان جسم السودان كان واحدا متماسكا ولنصفه الثاني الحشمة والوقار . • وسودان اليوم يوضح بجلاء البون الشاسع بين الفرحة بالاستقلال والتغني للماضي وحاضره فالنفس موجوعة على وطن استقل منذ 59 عاما وقبل ثلاث سنوات انشطر لنصفين والدولة الوليدة " الجنوب " تذبح نفسها بنفسها في معارك الخاسر فيها المواطن .. وجسمه الشمالي يعاني انفلاتات امنية وضغوطات معيشية ورائحة فساد تزكم الانوف نتيجة استرخاء في المحاسبة وغياب الشفافية وملفات للحوار والتوافق الوطني تراوح مكانها ترهق راحة المواطن الذي طرز علمه ليرفرف في سماوات المجد ورغد العيش.. • السؤال هل بالغناء وبرفرفة الاعلام يسعد المواطن ام هي ما تبقى له من اضاءات يتنفس عبرها باستدعاء ماضيه ليكحل المستقبل بالامل ..ان الحرية غالية لكن ما يعانيه المواطن من شظف العيش جعل " لحافه مطوي " ليغادر ما اتيحت له سانحة فتدفق المهاجرين لاركان الدنيا يلمسون حياة كريمة من بلد هو بكل المقاييس غني بأراض زراعية مد البصر وثروة حيوانية وموارد مائية غزيرة ، وثروات معدنية ونفطية مطمورة ، كل ذلك والاقتصاد السوداني لايزال كسيحا ممددا على سرير علل انسداد الافق السياسي الاقتصادي طمس حتى تلك المشروعات التي انشاءها المستعمر كمشروع الجزيرة الزراعي ابو الاقتصاد السوداني. • وبرغم ضبابية الافق فان الامل كبيرا ان يهل الاول من يناير القادم وشمس الاستقلال تكمل دائرتها الـ60 عاما كنقطة فارغة ولعل القائمون على الامر يعيدون حساباتهم لاستشراف المستقبل تقول كل الدلائل ان مصلحة الاوطان مقدسة وهي على مسافات واحدة من الجميع .. وحقائق الاشياء تقول ليس مستحيلا ان ينتفض من امتهن الحرية وسعى لها بالغالي والنفس وان تمجيد الماضي لايجدي ان لم يكن لاستدعاء العبر واقتباس النجاحات. • ليت فرحة الاستقلال يرافقها حوار جاد لنبذ الفرقة ومسبباتها من قبلية وعرقية وجهوية لبناء وطن تسوده روح التعاون والمحبة والوئام حتى ولو بجناح مبتور من سودان كان كبيرا وفق ما خطط له الرعيل الاول الذي حقق المعجزات بأقل المعطيات وان تتم اجابة لسؤال بات ملحا ماذا حقق السودان ما كان يتطلع له جيل الاستقلال ليرفرف العلم عاليا وتتحقق للمواطنين معيشة سلسة آمنة . عواطف عبداللطيف mailto:[email protected]@gmail.com همسة : ايهم أشد قسوة الاستعمار الاجنبي أم سلب البعض لأبسط مقومات الحياة الكريمة من السواد الاعظم
|
|
|
|
|
|