|
الاستاذ عثمان ميرغني والنموذج النازي الديمقراطي ؟ الحلقة الرابعة ( 4 - 7 ) بقلم : ندى عابد
|
mailto:[email protected]@gmail.com
مقدمة .
قلنا في حلقة سابقة ، إن الأستاذ عثمان ميرغني يفتخر بأنه كادر أخواني منذ الطفولة الأولى ؛ تربى في بيت أخواني ، ونشأ وترعرع في بيئة أخوانية ؟ وكان رئيس اتحاد الطلاب الأخوانيين في جامعات مصر في الثمانينات . والأستاذ عضو عامل في المؤتمر الوطني ، وقدمت اسرته شهداء من الدبابين الذين إستشهدوا وهم يقاتلون ( الكفرة الفجرة ؟ ) في جنوب السودان . ولكن يزعم بعض قادة المؤتمر الوطني إن الأستاذ عثمان ميرغني صار يمشي مكباً على وجهه مؤخراً ، وتجنب الطريق المستقيم ، وتنكر لمبادئه ومفاهيمه وقيمه الأخوانية .
قال قائل منهم :
صارت الآية 77 في سورة القصص المرجعية الحصرية للأستاذ عثمان ميرغني :
... ولا تنس نصيبك من الدنيا ...
يحارب الاستاذ الفساد في مؤسسة القطن ليس إحقاقاً للعدالة ودعم الإقتصاد السوداني المنهوب ؛ وإنما لجذب مشترين لصحيفته التي تتفنن في الإثارة بحق وبدون وجه حق .
لا ينس الاستاذ نصيبه من الدنيا ، وربما يطمح في أكثر ، كما يقول أخوانه في التنظيم . ولكن ما لهذا الأمر الإنصرافي دبجنا هذه الحلقات في تقييم مسيرة كاتب صحفي مرموق وناجح بكل المقاييس .
نركز وحصرياً ، في تقييم تغزل وإشادة الاستاذ عثمان بالموديل الإسرائيلي ، وهل هو على حق أم على باطل مبين ؟ ولكي نكشف زيف مقولاته وتجنبها للحق والحقيقة ، ولكي نحول دون أن يشوه الأستاذ عثمان المخيلة السودانية ، وهو في موقع مسؤولية أخلاقية ، عرضها المولى عز وجل على السموات والارض والجبال فابين أن يحملنها وحملها الأستاذ عثمان .... ؟
في كتاباته في عموده المقرؤ ( حديث المدينة ) في صحيفته التيار وفي حواراته التلفزيونية ، خصوصاً في قناة النيل الأزرق الفضائية ، خلال سنوات مضت ، أشاد الأستاذ عثمان ميرغني ، ولا زال يشيد بالنموذج الإسرائيلي ، وتغنى ويتغنى بإيجابياته المتعددة ونجاحاته المتفردة ، خصوصاً في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومعاملة للدولة للإنسان الإسرائيلي . في المقابل شن ويشن الأستاذ عثمان هجوماً قاسياً على النموذج الفلسطيني وعدد ويعدد سلبياته وإخفاقاته المزرية بالمقارنة مع النموذج الأسرائيلي المشرق .
تسآل الاستاذ عثمان :
ما هي إِسْرَائِيل؟
ورد الاستاذ قائلاً ونصاً :
إِسْرَائِيل هي دولة ديموقراطية من الطراز الأول، دولة منفتحة وتتمتع بالتعددية والحرية والحكم الراشد. بهذه المقاييس تلك إِسْرَائِيل. وما هو السودان؟ السودان دولة شمولية قابضة لا تتمتع بالحريات وحقوق الْإِنْسَان.
نختزل أدناه بعض البعض من الأسباب التي تجعلنا نختلف مع وجهة نظر الأستاذ ، ونعترف بأن موقفنا صحيح يحتمل الخطأ ، وموقف الأستاذ باطل ، ولكنه يحتمل الصواب .
أولاً :
دولة اسرائيل دولة عنصرية بإمتياز ، ولا تعترف بالمواطنة المتساوية أمام القانون . تعامل دولة إسرائيل ( وبالأخص قوانينها ) المواطنيين الإسرائيليين العرب ( عرب 1948 ) معاملة السوائم وغرائب الأبل . تحرم بعض البلديات تأجير الشقق المدعومة لغير اليهود . يحكم القاضي ضد الاسرائيلي العربي ولصالح الإسرائيلي اليهودي مهما كانت قوة بينة الإسرائيلي العربي .
هذه عينة من الديمقراطية التي يتغزل فيها الأستاذ عثمان ميرغني ؟
ثانياً :
كان نظام الأبارتايد في جنوب افريقيا نظاماً ديمقراطياً وبامتياز . ولكن فقط للمواطنين البيض ، إذ كان يعامل المواطنين السود اسوأ من معاملته للحيوانات .
فهل يتغزل الأستاذ عثمان في نظام الأبارتايد لأنه ديمقراطي ويحترم حقوق الأنسان للمواطن الأبيض ، كما يحترم النموذج الإسرائيلي حقوق المواطن اليهودي ؟
ثالثاً :
كان النموذج النازي نظاماً ديمقراطياً بإمتياز ، يحترم حقوق المواطن الالماني من أصل آري ، ويفضله أمام القانون على غيره من المواطنيين الألمان . بل أرسل 6 مليون مواطن ألماني من أصل يهودي إلى أفران الغاز .
فهل نسمح للأستاذ عثمان ميرغني أن يتغزل في النموذج النازي ، كما يتغزل في النموذج الإسرائيلي ، لأنهما نماذج ديمقراطية تحترم حقوق الأنسان للمواطن الألماني من أصل آري ، وللمواطن الإسرائيلي من أصل يهودي ، على التوالي ؟
أم يجب محاسبة الأستاذ عثمان لنشره مفاهيم ومرجعيات العنصرية والاثُنية وتغزله في النماذج العنصرية البغيضة ، في مجتمع سوداني قوس قزح عنصرياً وأثنياً ودينياً وثقافياً ؟
رابعاً :
قال قائل من اهل الأستاذ عثمان المقربين من الاخوان المسلمين الذين يؤذيهم أن يسمعوا الأستاذ يكيل السباب لحماس ، ويتغزل في النموذج الإسرائيلي الفاشي :
الأستاذ عثمان من المنافقين الذين أنذرهم القران الكريم بأن لهم أسفل درك في جهنم ! إذا رايتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا متغزلين في النموذج الإسرائيلي النازي الفاشي ، تسمع لقولهم كأنهم خشب مُسندة ، يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فأحذرهم ، قاتلهم الله آنى يؤفكون .
يحسب أهل الأستاذ عثمان من الأخوان الداعمين لحماس في قضيتها النبيلة ، إن الأستاذ عثمان صار من اولئك الذين إشتروا الضلالة بالهدى ، فما ربحت تجارتهم ، وما كانوا مهتدين . مثلهم كمثل الذي إستوقد ناراً ،فلما أضاءت ما حوله ، ذهب الله بنورهم ، وتركهم في ظلمات لا يُيصرون . صم بكم عمي فهم لا يرجعون .
خامساً :
يزعم بعض الاخوان من زملاء الاستاذ عثمان إنه صار من الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، أولئك كالانعام ، بل هم أضل ... اولئك هم الغافلون .
في غفلته ، تسحر المظاهر الاستاذ عثمان ، فينظر إلى الورم ، فيرى شحماً ؟ ينظر إلى فرفرة الديك المذبوح ، فيرى ديكاً يرقص من الفرح .
سادساً :
هل أتاك حديث بلقيس ملكة مملكة سبأ؟
راجع الآية 44 في سورة النمل .
حملت عفاريت الجن الملكة بلقيس إلى قصر الملك سليمان . كان القصر من الزجاج البراق الذي يتلألأ ، ويُبهر الناظر ويسحره . عشت عيون الملكة بلقيس من رؤية زجاج القصر المتلألئ، وظنته بركة مياه تموج بالصور والمناظر الساحرة . كشفت الملكة بلقيس عن ساقيها لتخوض في بركة المياه ، فلم تجد بركة ، ووجدت في محلها صرح ( قصر ) ممرد من قوارير ؟
( قيل لها أدخلي الصرح ، فلما رأته حسبته لجة ، وكشفت عن ساقيها ، قال إنه صرح ممرد من قوارير ... ) .
خدعت المظاهر الملكة بلقيس في زمن غابر ؛ وتخدع المظاهر الأستاذ عثمان في الزمن الحالي ، فيحسب ورم النموذج الإسرائيلي شحماً ، وفرفرة الديك المذبوح رقصاً من الفرح ، فقد صار من الغافلين حسب تقييم اخوانه الاخوان له ، وهم أدرى .
نواصل في الحلقة الخامسة ...
|
|
|
|
|
|