|
الاتحادي والشعبي.. في دائرة مغنطيس الوطني ..! – بقلم يوسف الجلال
|
تيقن المؤتمر الوطني بأن الانتخابات المقبلة، ستكون مهددة بالعزلة، والمقاطعة من غالبية الأحزاب السياسية، بما فيها أحزاب الحكومة المُسماة بـ "العريضة"، فسارع إلى رفع الكرت الأحمر في وجوه الجميع، ترهيباً من المقاطعة، وترغيبًا في المشاركة. وبصرامة لا تخلو من إفراط في التهديد، قطع المشير عمر البشير بأن أيما حزب يقاطع الانتخابات، لن يكون جزءًا من الحكومة التي ستتخّلق بعدها.
هكذا إذن، فقد حسم البشير الجدل، وأرسل رسالة شديدة اللجهة إلى بعض من سال لعابهم سابقاً للمشاركة في الحكومة، مثل حزب الميرغني، أو حاليًا مثل حزب الترابي. وليس خافياً أن البشير أراد حسم التردد داخل هذين الحزبين تحديدًا، لضمان اندغامهما في الحكومة المقبلة، بحثًا عن بعض الزخم السياسي. وظني أن هذا أمر بعيد المنال، لأن حزب الترابي محدود العضوية، لدرجة أن زعيمه حسن الترابي، بكل مرموزه التاريخي، فشل في الدخول إلى البرلمان في انتخابات أبريل 2010م، من خلال القائمة الحزبية النسبية، مع أن تلك القائمة، خُصصت أصلاً لمساعدة صغار الأحزاب على الانسراب إلى البرلمان. وهو الحال ذاته مع حزب الميرغني، الذي أسهمت سياسات "زعيمه" قصيرة النظر، في إزهاق روح الحزب الاتحادي "الأصل"، حتى تقزَّم بصورة عجيبة، وتضاءل إلى أن تقدمه أحمد سعد عمر الرجل المفتون بحب السلطة، ومعه ثلة قليلة مثل عثمان عمر الشريف وحسن مساعد وغيرهم، ممن داسوا على ثوابت ودستور الحزب التي تُحرّم مشاركة الأنظمة الشمولية.
الثابت، أن مجموعة أحمد سعد عمر، لا تملك قوة الدفع اللازمة لاتخاذ القرار داخل الحزب، وأن كل ما يميزهم، أنهم ارتضوا أن يكونوا معابر لسياسات محمد عثمان الميرغني. والآن استحالوا إلى جنود في تشكيل "محمد الحسن" نجل محمد عثمان الميرغني، الذي باغت المراقبين بتغيير مواقفه كلياً. فالفتى لم يكن من مناصري مشاركة الحزب في الحكومة، بل إن كثيراً ممن لا يزالون يتوسمون الخير في حزب الحركة الوطنية، كانوا ينظرون إلى "محمد الحسن الميرغني" على أساس أنه قائد تيار الممانعة، بعد أن امتطى شقيقه "جعفر الصادق" حصان الموالاة، واتخذ سبيله في القصر سربا. الأكيد أن "الحسن" الصغير بدّل جلد الرفض، وتزيا بهندام التقارب مع المؤتمر الوطني، وذلك بعد أن شاع أنه جالس البشير في اجتماع غير معلن، وبعد أن تم ترشيحه كممثل لحزب الميرغني في المفوضية القومية للانتخابات.
يبدو أن تهديد البشير، حول أن أيما حزب يقاطع الانتخابات، لن يكون جزءًا من الحكومة المقبلة، سيكون له مفعول السحر في تغيير مواقف بعض المفتونين بالسلطة. فالآن يمكث حزب الميرغني غير بعيد عن الصناديق. لكن هل سيُخرج نهر القاش ناخبي الحزب الذين ابتلعهم في الانتخابات الماضية، على نحو ما قال الميرغني، ليكونوا فرس الرهان، أم إن الحزب سينتظر هبات المؤتمر الوطني، حاله في ذلك كحال صغار الأحزاب.
ومثل حزب الميرغني، يرابط حزب الترابي في منطقة دافئة نسبياً، فكيف سيكون موقفه، وهل سيتراجع ويشارك في الانتخابات بعد تهديد البشير، أعتقد أنه سيفعل..!"
تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
|
|
|
|
|
|