|
الإعلام والعلاقات المصريه السودانيه
|
الإعلام والعلاقات المصريه السودانيه لايخفى على أحد أن مصر والسودان مرتبطان بصوره غيره مسبوقه فى العلاقات الدوليه قديما وحديثا . إرتباط يتعرض بما يشبه المد والجزر . إرتباط يتغير أيضا صعودا وهبوطا بدرجات متفاوته . وذلك التفاوت تتحكم فيه العواطف أحيانا والمصالح فى أحيانا اخرى . رغم أن المطلوب هو أن يكون إرتباط يتناسب وأزلية وخصوصية العلاقات بين الشقيقين !! ولكن أرى أن المشكله تكمن فى نقطه قد لاينتبه اليها أحد وهى الناتجه عن القصور المعلوماتى من الأخ المصرى تجاه أخيه السودانى قصور معلوماتى لايتناسب وحجم مايعرفه السودانى عن مصر والمصريين .!! ولايتناسب كذلك مع السعى للمعرفه الموجود من السودانى تجاه مصر وأهلها . هذا القصور المعلوماتى يسبب فجوه ما لاينتبه اليها احد ! وحتى المسئولين للاسف يربطون العلاقات الثنائيه طبقا للظروف الطارئه . ولايعلمون أن أى اتفاقات وأى مشروع للتكامل لن يتحقق اذا لم يبدأ من القاعده الى القمه وليس العكس . والمعروف ان العلاقه بين أفراد الشعبين قويه ولكن ينقصها بعض الاهتمام .أو يلزمه تقوية الاعلام لابد أن يكون الاعلام من ثوابت العلاقات الثنائيه وليست من المتغيرات . وموضوع القصور المعلو! ماتى أقصد به رجل الشارع فى مصر . لأن رجل الشارع هو المقياس . أما الخاصه أو الرموز المصريه فيوجد الكثير الذين يعرفون عن السودان كل شئ وفى مجالات متعدده . فعلى سبيل المثال هناك الدكتور ميلاد حنا المتخصص والمحب للسودان والسودانيين . والذى يكتب بصفه شبه دائمه عن السودان فى مقالته الاسبوعيه بجريدة الاهرام . وحضرنا له ندوات كثيره عن السودان . وهناك ايضا الاستاذ يوسف الشريف صاحب العلاقات المميزه مع السودانيين وله كتاب رائع اسمه السودان وأهل السودان . وكان هناك المرحوم الاذاعى الكبير فؤاد عمر صاحب برنامج حبابكم عشر القديم وصاحب الاصدارات الكثيره جدا عن الفن والفنانيين السودانيين . وهناك رجاء النقاش الذى قدم رمزنا الرائع الاستاذ الطيب صالح للحياه الادبيه فى مصر منذ السبعينيات . وهناك الوزير يوسف والى وهناك رموز اخرى كثيره . ولكن المشكله تكمن فى رجل الشارع العادى وهو المقياس الرئيسى كما أوضحت . فرجل الشارع العدى فى السودان يعرف عن مصر وأهلها الكثير والكثير . بعكس المصرى الذى لايعرف الا القشور عن السودان وأهله . حتى تلك المعرفه القشريه ! ياليتها كانت بمتانة قشور البندق للأسف هى بهشاشة قشو! ر الفول السودانـــــــــــــــــــــى !!!! وهذه حقيقه بدون أى تجنى . فلابد أن تتغير السياسه الاعلاميه . لابد أن تعقد الاتفاقيات الاعلاميه بصوره تجعل الاعلام المصرى القوى بكافة وسائله يتوجه للسودان وأهله بصوره دائمه لاترتبط بزيارات المسئولين المتبادله .أو الأحداث الهامه فقط . لابد ان نتواجد فى وسائل الاعلام المقروئه والمرئيه والمسموعه . لابد من وجود مركز أعلامى سودانى كبير فى قلب مصر فى القاهره . لابد أن يكون هناك على سبيل المثال برنامج اسبوعى فى التلفزيون المصرى وفى كل حلقه يكون الموضوع مجال مختلف . وكذلك أبواب ثابثه فى الصحف المصريه . وهذا كله لن يكون إلا باتفاقيات . أما ماعدا ذلك من اتفاقيات فلن تحقق أى تكامل .لأن أول درجات التكامل هى تحقيق ثقافة ( معرفة الأخر ) فلا تكامل بدون معرفه تتناسب وحجم مانعرفه عن الاخوه فى مصر ولاتكامل بدون معرفه تتناسب والتاريخ الطويل الممتد بمشيئة المولى عز وجل من الأزل إلى الأبد . وفى الختام هناك نقطه لابد من الإشاره اليها وهى أن ذلك القصور المعلوماتى لا ألوم فيه الاخوه فى مصر فقط ولكن العتاب فى الأساس من المسئولين فى السودان على مر العصور والاج! يال . لأنهم مقصرين أيضا فى تقديم السودان بالصوره التى تتناسب وتاريخه ورموزه ومكانته . قبل أن نلوم الاخوه فى مصر علينا أن نلوم أنفسنا لأن إعلامنا ضعيف جدا وليس الأن فقط ولكن طوال السنوات الطويله الماضيه . ويكفى أن تشاهدوا الصوره الهزيله للمشاركه المصريه فى تجمع ثقافى كبير بحجم معرض القاهره الدولى للكتاب لكى تعرفوا مدى تقصيرنا . وكم خاطبت وكم كتبت فى كل المناسبات وللكثير من المسئولين السودانيين . ولكن للاسف لاجديد . ولكن لن نيأس وسوف أظل باذن الله اكتب فى هذا الموضوع . موضوع ضعف الاعلام السودانى . وأيضا موضوع الاعلام والعلاقات المصريه السودانيه . وبالله التوفيق بقلم / اسماعيل عثمان داود [email protected]
|
|
|
|
|
|