- ايوه يا راندا .. المذيعة بتلك القناة المصرية ما أن رن صوتها قبل حوالي شهرين بالنداء أعلاه مبددا الهدوء الذي كان يعم منزلنا التفت تلقائيا مجيبة اياها بأن: يا نعم! فإذا ما كررت النداء تركت مافي يدي لأستند على الحائط المقابل للتلفزيون ناظرة إلى المذيعة المصرية وأنا اتمتم سارحة رجوعا بالزمن: ياااااه معقوله 10 أعوام مرت عشرة أعوام مرت منذ آخر مرة سمعت فيها إحداهن او أحدهم من شمال الوادي يناديني .. راندا! حيث كان آخر من سمعته يناديني (راندا) هي د. سحر الموجي الباحثة بالجامعة الأمريكية والمشكلة مع كل من الباحثات بالجامعة الأمريكية د.منيرة سليمان، د.سهى رأفت ود.منى ابراهيم) لمجموعة (المرأة والذاكرة)، حيث شرفتني (جامعة الاحفاد) بالدعوة للمشاركة بورشة (إعادة كتابة الأحاجي) الحاضرتنا فيها المصراويات ال(4) عرضا لنماذج أحاجي ناقشن فيها معنا صورة المراة السلبية بها، ثم طلبن من كل منا اختيار حجوة وإعادة كتابتها بحيث نقدم فيها المراة بصورة ايجابية لاجدني اختار حجوة (علاء الدين والمصباح العجيب) والتي ما أن انتهيت من إعادة كتابتها ومن ثم روايتها بتشويق وشقاوة على بقية المشاركين بالورشة والذين من بعد هدوء عاصفة الضحك المغلفة بالدهشة التي اجتاحتهم ومن بعد تعليق المصروايات ال 4 عليها أي أحجيتي استمتاعا واعجابا سألتني د. سحر الموجي وإحنا لوحدينا:(راندا إنتي ليه ما جيتيش مصر!! راندا إنتي لازم تيجي مصر). ليعود بي الزمان للوراء فاتذكر القفشات التي كنت اتبادلها شيطنة مع زميلات الجامعة ما بين محاضرات دكتورنا المصري الذي كان يلقي على مسامعنا محاضرة عن الآلهة الفرعونية رع واوزيريس وإيزيس وووو يتبعها بمحاضرة اخرى عن ملوك الفراعنة المصريين ناس احمس وتحمتس وإخناتون وووو .. ليرجع الزمن بي لأيام مناقشاتي العميقة والودودة مع أستاذنا المصري العزيز د. مصطفى بركات حول التاريخ المشترك لشعبي وادي النيل، د. مصطفى بركات الذي حال طرحه سؤالا في مدرج المحاضرات ولاجل إعطاء النقاش جرعات متواصلة من الحيوية كان لا يفتىء يناديني طوال المحاضرة ب ايوه يا راندا .. رأيك يا راندا .. ايوه يا راندا .. ومع حمل الزمن لي برفق وتوغله ورجوعه بي لرحاب طفولتي حيث تراءى لي (يابا) جدي لأمي الذي ترعرعت في حجره رأيت (يابا) قبيل صلاة الصبح وهو يدير مؤشر الراديو الفليبس على إذاعة صوت العرب من القاهرة .. ليتراءى لي من بعد ذا مشهد (والدتي) بعيد عودتها من العمل مرتدية نظاراتها تقرأ في مجلة حواء . فيما مغامرات الشياطين ال (13) ومجلات سمير وميكي والمغامرون الخمسة ما بيني وبين إخوتي متناثرة .. ومجلات صباح الخير والمصور وآخر ساعة على أيدي خالاتي واخوالي موزعة. لتحيط بي إثر ذلك طرائف ونوادر جدتي (زينب) في زياراتها ل مصر، والذكريات الجميلة التي ما فتيء اخوالي وخالتي يحدثوننا بها حال عودتهم من القاهرة. ومع تناهي صوت (يمه .. جدتي لأمي) عبر الزمن وهي تحكي عن ما يوضح تغلغل ثقافة مصر في وجدانها هي ووالدتها أي (جدة والدتي) ووو .. ومع تداعي كل هذه الذكريات وعلى ضوء التفات وجداني وتوجهه صوب صوت (يمه) المتناهي اليه عبر الزمن ما كان مني سوى تغيير صيغة سؤال:(ترى من وما المسببات التي جعلت الثقافة المصرية ومحبة مصر في طريقها للإندثار من وجدان أهل السودان، إندثار ديانة كهنة معبد خنوم!!) ليصبح: ترى من وما المسببات التي جعلت الثقافة المصرية ومحبة مصر في طريقها للإندثار من وجدان الأم درمانية كاتبة عمود انتباهة قلم المتشبعة بالثقافة المصرية عن (جد) عن (أم) عن (جدة) عن (جدة) عن (جدة) !! حيث تقف على ذلك شاهدا حقائق كتابتها لسلسلة اعمدة (نقة يهودية) ومرور 10 أعوام عشرة أعوام منذ آخر مرة تسمع فيها إنسان من شمال الوادي يناديها .. راندا ! ونواصل مع .. إهداء للإعلام المصري: نقة يهودية .. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة