الإسلام بين التطبيق الخاص والعام محمود صالح عودة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 06:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2013, 05:14 AM

محمود صالح عودة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلام بين التطبيق الخاص والعام محمود صالح عودة


    الإسلام بين التطبيق الخاص والعام
    محمود صالح عودة



    لعلّ أبرز مشكلات خصوم ما يسمّى "الإسلام السياسيّ" هي عدم إدراكهم لكيفيّة تطبيق المشروع الإسلاميّ من خلال الوسائل السياسيّة، التي هي بالأصل جزء أو إن شئت فرع من الإسلام، وليس "إسلامًا سياسيًا" لأنّ الإسلام واحد، ولكن فهم الناس متعدّد، إن كان للدّين أو للسّياسة.



    لم تقتصر المسألة على خصوم الإسلاميّين، بل تمتدّ لجزء من أبناء التيّار الإسلاميّ الفعّال في الساحة السياسيّة. ففي الوقت الذي ينتقي فيه الأوّلون كلمات مجتزأة وردود فعل مبتورة السيّاق، أو حتى مواقف عامّة لبعض الإسلاميّين ليبرّروا موقفهم المعادي للمشروع الإسلاميّ ككلّ، يقف الآخرين متردّدين حول بعض التفاصيل المتعلّقة بتطبيق المشروع الإسلاميّ على أرض الواقع، أو "تطبيق الشريعة"، ممّا يثير الشكوك والخوف لدى بعض الناس الذين يظنّون أنّ كلّ من ينادي بتطبيق الشريعة جاء ليكرههم على دين أو فكر، أو ملبس أو مأكل ومشرب.



    ولتوضيح القضيّة وشرحها من خلال هذه السطور بإيجاز، من الواجب العودة للقرآن الكريم الذي هو منبع الإسلام ومرجعه الأوّل.



    فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وتأتي مباشرة بعدها الآية: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 256-257). في الآية الأولى أمر واضح برفض فرض الدّين على النّاس، والدّين هنا يتعلّق بالإيمان الشخصيّ وما يشمل هذا الإيمان، من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيرهما وشرهما، وما يتبع الإيمان من فرائض الشريعة كالشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج من استطاع إليه سبيلاً. فهذه الأوامر تتعلّق بالتطبيق الخاص للإسلام، المأمور به المؤمن. والآية التالية توضح هذه الحريّة في العقيدة بتولّي الله لعباده المؤمنين وتولّي الطاغوت للكافرين. كما توضّحها الآية الأخرى {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (الكهف: 29). وهذا يخالف تمامًا من يدّعي قتل المرتدّ على سبيل المثال.



    فلا يمكن فرض العقيدة على الناس أو إجبارهم عليها، إنما هو الإقناع بالحجّة والبرهان والبيان، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالعمل الصالح الذي يكون أحيانًا بذاته دعوة إلى سبيل الله.



    أمّا التطبيق العام للإسلام فيتعلّق بالمبادئ العامّة التي تأمرنا بها الشريعة، منها: الإحسان والعدل والقسط والبرّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضايا الجهاد والمال في الإسلام، فجزء من العدل مثلاً يأتي بإطار القانون الذي يستند على الإرادة الشعبيّة بالأساس، ومن يخالف القانون في أيّ دولة بالعالم يستحقّ العقاب بقدر مخالفته للقانون.



    هذه المبادئ تطبّق بشكل عام من خلال وسائل سياسيّة، تربويّة، اقتصاديّة، قانونيّة وغيرها، أي من خلال الدولة، مؤسساتها وأجهزتها، لكنّها لا تقتصر عليها.



    فالمبادئ العامّة واجبة على المؤمن وهو مأمور بتطبيقها بقدر ما يستطيع، لكن في المقابل المبادئ الخاصّة ليست من تخصّص الدولة أو السلطة الحاكمة لأنّها تأتي ضمن الحريّة الشخصيّة؛ حريّة المعتقد والفكر. وهنا يبرز حدّ تدخّل الدولة في الإسلام بالحياة الفرديّة والحريّة الشخصيّة.



    إنّ التطبيق الخاصّ والعامّ في الإسلامّ يشمل اجتهادًا بشريًا دائمًا ومتجددًا لا يقف عند نقطة زمنيّة محدّدة أو مكان جغرافيّ ضيّق، فالشريعة صالحة لكلّ زمان ومكان بل سابقة لزمانها ومكانها، وعدم تقديمها بهذه الصورة للعالم يشوّه حقيقتها.



    فلا يجوز أو يعقل أن نستند كليًا على تفاسير قديمة للشريعة دون الأخذ بالاعتبار تغيّر الزمان والمجتمع والثقافة والتطوّر البشريّ والعلميّ، فمن الواجب استمرار الاجتهاد العلميّ والعمليّ، فالتفسير والنظر للشريعة بعيون معاصرة مكمّل ومصحّح للتفاسير القديمة المرتبطة بحدود العلم والظروف المختلفة في السابق.



    إنّ خطاب الحركة الإسلاميّة لا بدّ وأن يشمل وضع النقاط على الحروف بكلّ ما يتعلّق بتطبيق الشريعة وحدودها، ولا شكّ أنّ كثيرًا من أبناء التيّار الإسلاميّ يدركون هذا ويقومون به. إنّما الأمل أن يصل الصوت بوضوح وبصيغته الأصليّة في ظلّ التحريض الإعلاميّ الذي تجاوز مرحلة الكذب ووصل حدّ الفجور بكلّ ما يتعلّق بالحركة الإسلاميّة، وبالإسلام من أصله.



    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de