التطرف الديني الأعمى قاد لمسلمين إلى محرقة بإشعال الحرب ضد الاسلام والمسلمين في كل الجهات حتى من جهة المسلمين انفسهم حيث قامت حكومات الدول الاسلامية نفسها بإنشاء اجهزة لمحاربة المتطرفين في الاسلام السياسي بصورته التى يوصف بها وتعارف عليها بتسميته بالاسلام الرديكالي المتطرف ودمغه بالارهاب الدولي من أجل ذلك أنشأت مؤسسات عسكرية وأمنية وفرضت ميزانيات لمواجهته كدين اسلامي يستخدمه افراد أوجماعات من المسلمين بإستخدامهم جميع انواع الاسلحة ووسائل القتل ضد بعض وضد الاخرين وضد الابرياء لأسباب عدة منها الصراع على السلطة اوبغرض الغزوات وجني الغنائم والمال والنساء والاختلافات في المذاهب وغيرها مما يثار حوله الجدل بأسم الدين والجهاد والدفاع عن العقيدة وكلها شعارات زائفة لا تخدم غير مصالح مجموعات بعينها تنشر الرعب في نفوس الأمنين ويتغذى منها الانتهازيين الذين يعوثون في الأرض فسادا فتصبح النتائج كارثية على سلامة الدين وفهم البشر له بين الاعتناق والكفر به واكثر ما شوه الدين الاسلامى هو العقول العربية المتأسلمة التي تغذت بروح العنصرية والتعالي والتكبر على بقية خلق الله حيث اتخذوا من كتاب الله بأنه نزل باللغة العربية مصدر تعالي وتفاخر يطئون به على رؤوس البشر وذريعة لهم يسعون بها إلى استعباد بقية خلق الله وثبت عقلهم في هذه الناحية التي اعتبروها ميزة لهم عن غيرهم ولقد ادخلوا العديد من بعض ثقافاتهم القبلية العربية الصحراوية المتوارثة منذ عصور الجاهلية لتستخدم في الاسلام ولقد يظهر من تكبرهم على الاسلام فهم يقدومون العروبة عن الاسلام فيقولون العرب والمسلمون بإعتبار العروبة اولا ثم الاسلام ثانيا أو للعرب درجة اعلى من بقية المسلمين . يوجد على الكرة الأرضية الكثير من المتناقضات ولكنا لم نجد اكثر تناقضا ما بين الاسلام كدين واتباعه من المسلمين العرب حتى تحدث بعض شيوخهم عن الانحرافات التي يعاني منها لمسلمين في سلوك حياتهم حيث ذكروا أن حياة المسلمين غير متطابقة لدينهم فيما استشهدوا بوجود قيم الاسلام في بلاد غيرالمسلمين ( الدول الغربية ) يطبقها شعوبها على حياتهم من سلوك حسن واحسان وإنسانية ورقي الاخلاق وأمانة والصدق في التعامل مع احترام حقوق الأخرين وعدم الاعتداء على حرية الاخرين على الرغم من وجود المغريات بكافة اشكالها ومتاحة للجميع ولكن ترك الإنسان بحريته وعليه ان يختار حياته بنفسه ويتحمل تبعات ما ستقوده إليها من احكام سالبة او موجبة وهنا يكون لإنسان ملك نفسه حرا فيها كما خلقه الله وحرا في ان يعتقد بما يؤمن به دينا او مذهب من بين خيارات متاحة كتب ودعاة ودور عبادة والله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل المدبر والذي يدرس الأمور ويزنها ثم يقتنع بما توصل أليها من نتائج مرضية وليس مجبرا في اتباع اي دين او عقيدة بدون اقتناعه وذلك بموجب ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) والإنسان هنا ملك نفسه يوجهها كيف يشأ بدون مؤثرات خارجية تتحكم في إرادته وتقيد مصيره بمجموعة معينة من الارهاصات والترهيب وتسلب إرادته وتوجهه لخدمة أغراضها اينما كانت وكيفما تكون حتى ولو كان ضد حياته . نحن نعتقد أن الديانات السماوية وكلام الله الذي ارسل للبشرية عبر الرسل يعني في المقام الأول لتعريف الإنسان على الخالق بصفاته الكاملة وبأنه الواحد الأحد الموجود وخالق الوجود وكل شيئا فيه وهو المتحكم والقادر على كل شيئ باحكامه العلى ثم فرض على الإنسان اتباع اوامره المنزلة عن طريق رسله المكرمين والانتهاء من نواهيه وترك المعاصي حيث جعل لذلك دارين اسماهما الجنة وهي ثواب المتقين والنار وهي عقاب الكافرين وجعل في ذلك الخوف من غضبه وجعل من سبل رحمته العظيمة إذا فعل الإنسان سيئة استغفره فيغفر الله له وهو الرحمن الرحيم ومن اعظم رحمته أن جعل الله له بيتا على الأرض بمكة المكرمة يسمى بيت الله الحرام يذهب إليه المسلمون في الحج ومناسكه العظمى ليستغفروا ذنوبهم وكثير من نعم الاسلام المهدرة على يد المسلمين الذين اصبحوا بأفعالهم مشردين في بقاع الدينا وكثير منهم في بعض الدول يخفي اسلامه أو ينكره ليتخلص من مساوي الاسلام وإرهابه . لقد اقحم المسلمين الدين في السياسة فأن عملية خلط الدين بالسياسة جعلت حياة الانسان اكثر تعقيدا فهي مثل خلط الطيب بالخبيث حيث أن الدين يفترض ان يخاطب عقل لأنسان في الحوار بين العبد والمعبود في ايفاء المستحقات الروحية وسد الفراغ الحسي بوجود المتلازمة الطوعية كغريزة موجودة لدي الانسان بالفطرة وفي ذلك يدير العلاقة بين الإنسان وربه لأنها علاقة تحتكم إلى ما يؤمن به ذلك الأنسان وهناك عدد من الديانات السماوية المعروفة اليهودية والمسيحية والاسلام ولأي من هذه الديانات احكام وتوجهات متوافقة أو مضادة للأخرى بموجب النواميس والايات والتفاسير التي وردت بها والتي يفهمها كل طرف على حداه ناهيك عن الذين لا يؤمن بهذه الديانات الثلاثة وهذه الديانات المختلفة تحتاج لطرف محايد لإدارتها بالتساوي للفصل بينهما ومنع المنازاعات التي قد تنتج من الاختلاف الفكري وهذا الطرف هو الدستور بقوانينه الذي يجب تحقيقه عبر العمل الذي إذا اتفقت الأطراف أن يكون هو العمل السياسي المحض لأن السياسة لا دين لها وهي عمل جماعي يقوم على مشاركة الجميع في وضع الحلول للمشكلات في إطار التواجد على أرض الدولة الواحدة أو الإقليم وبهذا المعنى يصبح الدين في جوهره يخاطب الانسان منفردا فيما أن السياسة تخاطب ألوان الطيف الوجودي لمجموعة متناقضات لتأليف الوجدان الموحد وانهاء خاصية التنافر والمنازاعات وعمليات الاستقطاب لسالب أو الاعتداء على حقوق الاخرين ومن خصائص السياسة المرونة في التعاطي مع المشكلات وهي وجدت بدون دين لإدارة العلاقة بين المختلفات من كل شيء مثل اللون والعرق والدين والثقافة وهذه القيم في ذاتها محفوظة في الديانات الثلاثة ولكن بعض الانفس المريضة تستغل الدين لتحقيق مآربهم الخاصة في حالة غياب الدستور والقوانين الوضعية المتفق عليها لأن السياسة وعاء جامع يتم عن طريقها الحوار الجاد للتوصل إلى المشتركات التي تبني الثقة بين الاطراف لأستمرار الوحدة والتواجد القائم على الاحترام المبادل بين كافة الاطراف على اسس موضوعية لا يكون فيها الغلبة لطرف على حساب الاخر . نواصل محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة