لقد انعزلت الاحزاب السودانية منذ نشأتها في الاربعينات انعزالاً كاملاً عن الشعب اولاً: عندما لم يكن امامها من سبيل سوى الركون الى الطائفية و ثانياً : عندما لم تكن هذه الحركة من الرجولة و القوة الكافية فانقسمت الاحزاب بين دولتي الاستعمار الاتحاديون ارتموا في احضان مصر و ادمنوا السفر اليها و الاقامة في فنادقها جل نضالاتهم التصريحات و عقد المؤتمرات الصحفية، و في مارس1946م عندما عقدت المفاوضات المصرية ـا لانجليزية فيما عرف بمفاوضات صدقي ـ استاتجسيت في القاهرة عجزت الحركة الوطنية عن اشعال نار الحماس الوطني وسط الشعب السوداني بل اقتصر دورها على ارسال وفد الى مصر ليراقب المفاوضات و الاوجع من كل ذلك ان وفد الاحزاب قد اجهض مطالب السودان الحقيقية على نحو مؤسف ، اذ لم يرتفع بها الى مستوى النضال و التطلع الجماهيري الطبيعي للانعتاق من الاستعمار، و لنقرأ سوياً ما نشرته جريدة الرأي العام بتاريخ 8/2/1946م " ان الوفد السوداني عقد مؤتمراً صحفياً في القاهرة اعلن فيه الآتي:
ان مطالب السودانين تتلخص في : ـ اقامة حكومة سودانية ديمقراطية في اتحاد مع مصر و قد ترك تحديد هذا الاتحاد معلقاً لم يبت فيه ، ـ مصر و السودان سيقرران معاً طبيعة هذا الاتحاد ، ـ عقد محالفة مع بريطانيا العظمى على ضوء هذا الاتحاد المصري السوداني" انتهى..
*هذا هو أس اساسيات بلاءنا و ما اشبه الليلة بالبارحة.
اما في االشق الآخر نجد حزب الامة قدد استكان الى الانجليز و شارك مشاركة فاعلة في مؤسساتهم مثل المجلس الاستشاري لشمال السودان و الجمعية التشريعية بل صار رجاله من المقربين الى المستعمر الانجليزي حاكم للسودان.
*بينما الشعب مجمد الوعي مستكيناً لمستعمريه و لم يزد دور حزب الامة و الاحزاب الاتحادية عن تبادل المذكرات مع دولتي الحكم الثنائي و هذا ما نسميه فراغ الحماس و بجدارة، اما فراغ الفكر فهو قد تمثل في افتقار تلك الاحزاب الطائفية الى المذهبية التي تملك القدرة على تغيير الواقع الى الاحق و قد كانت تلك الاحزااب عاجزة و حتى اليوم عن تقديم برامج محددة لمعالجة قضايا الحكم سياسية كانت او اقتصادية او اجتماعية فقد كان كل ما يهمها خروج المستعمر فحسب اما ما يعقب هذا الخروج فانه لم يكن ليشكل عندها هاجساً و لا يشغل فكرها من قريب او بعيد، وهذا هو فراغ الفكر الى جانب فراغ الحماس الذي رزئت به حركتنا الوطنية.
قراءة جديدة لمواقف قديمة:
ان موقف حزب الامة و راعيه السيد عبدالرحمن المهدي قد كان لهما موقف فعال ضد ان تكون لمصر سيادة السودان، و هذا الموقف قد ساعد كثيراً في نيل الاستقلال، فعندما انتقلت المفاوضات المصرية ـ الانجليزية الى لندن بعد سبعة اشهر من المفاوضات التمهيدية في القاهرة التي جرت في مارس 1946م بعث حزب الامة بسكرتيره العام السيد عبدالله خليل ليراقب سير المفاوضات مفاوضات صدقي ـ بيفن، ويعمل على ان لا تنساق انجلترا الى جانب المصريين الذين كانوا يساومون حول سيادة السودان و عندما انتهت المفاوضات عاد رئيس الوزراء المصري اسماعيل صدقي الى القاهرة و ادلى بالتصريح التالي:
"لقد رؤي نهائياً أن يعترف بوحدة مصر و السودان تحت التاج المصري" الرأي العام 28/10/1946م و هذا التصريح قد ازعج حزب الامة الطامع بالملك في السودان حسب الوعد الانجليزي و كرد فعل لهذا التصريح احتج حزب الامة لدى مصر و برريطانيا فقد نشرت جريدة الرأي العام في هذا الصدد ما يلي:
"لندن 10/29 رويتر : ذكر عبدالله خليل سكرتير عام حزب الامة و الموجود هنا لمندوب رويتر أن حزب الامة قد بعث ببرقية احتجاج الى كل من المستر اثلي و صدقي باشا على ما تتجه اليه النية من فرض السيادة المصرية على السودان".وسلام يااااااااوطن ..
سلام يا
الترابي : أجريت فحوصات لجميع وظائف الجسم بالدوحة .. حمداًلله على السلامة ..لكن قل لنا ياشيخ اين يجري اهل السودان فحوصاتهم ؟ وكيف هى حالة الجسد السوداني العليل ..ياعين ياليل ..وياعينى ع الفحوصات..وسلام يا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة