(1) لايستطيع النظام في الخرطوم مواجهة المقاومة المسلحة والمعارضين لسياساته التي مزقت النسيج الوطني ككتلة موحدة. ولذلك يلجأ إلى اذكاء الفتنة الطائفية والعرقية بين مكونات المجتمع السوداني باطيافه المختلفة لاضعاف المقاومة. ويتجلى ذلك في الحوادث الأخيرة التي شهدتها منطقة جبال النوبة حيث قتل عدة أفراد ينتمون لقبيلة الحوازمة بدم بارد وجاء ذلك تمهيدا وتزامنا مع الهجوم الصيفي الذي تشنه مليشيات الجمجويت في المنطقة في هذه الأثناء.
(2) النظام هو المستفيد الوحيد من أي انقسامات قبلية او عرقية يضرب النسيج الوطني والاجتماعي ويحدث شرخ في صفوف المعارضة كما لا يدخر النظام جهدا لإظهار المعارضة بمظهر يعطي انطباع بان الأخير غير مؤهل لتولي السلطة وإدارة شؤون البلاد وان الحركات المسلحة مجرد قطاع طرق وعصابات للنهب المسلح.
(3) وبحسب خبر اورده موقع بي بي سي عربي، فقد تضاعف مبيعات كلاشنكوف من الأسلحة بسبب الطلب المتزايد في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد صراعات مسلحة متشابكة ومعقدة في ظل التناحر الطائفي التاريخي المتمثل في إيران والمملكة العربية السعودية، ونشاط التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا؛ مايعني ان هناك دول تدعم الارهاب في سورية والعراق والصومال وغرب افريقيا مايصعب من نزع فتيل الأزمة وترسيخ الاستقرار في هذه المناطق كما يغذي استمرار الانتهاكات ضد المدنيين فضلا عن تمكن الإرهابيين من التسلل إلى الغرب عبر موجات الهجرة بسبب ماتشهده المنطقة ككل من عدم استقرار لانعدام الأمن.
(4) ولذلك فإن العلاقات الوطيدة التي تربط بين نظام حزب المؤتمر الوطني العنصري والدول العربية يجعل حظر الأسلحة المفروض على السودان بسبب جرائم الحرب والإبادة العرقية في إقليم دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق المستمر منذ عقود غير ذات جدوى لاسيما وان كفة موازين الصراع في السودان راجحة وتصب في صالح الدول العربية في ظل سيطرة الجمجويت على الأوضاع على الأرض واستمرار الاستيطان وموجات الهجرة لمجموعات عرب الشتات التي تحتل أراضي المهجرين القابعين في المخيمات في انتظار مستقبل مبهم يتضورون جوعا بسبب عجز المنظمات عن توفير بعض الاحتياجات الضرورية للاجئين والنازحين.
(5) من البديهي ان يتلقى حزب الجبهة العربية الإسلامية الحاكم في الخرطوم الدعم العسكري والسياسي من حليفاتها في الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ومشيخة قطر اللتان تتصدران قائمة الدول الأكثر استيرادا للأسلحة في الشرق الأوسط ومازال السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب الإسلامي وذلك لدعمها السخي للمنظمات الإرهابية التي ترعى مصالح الدول العربية في إفريقيا.
(6) بعد فشل بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام المنتشرة في اقليم دارفور منذ 2004ف، على مجلس الأمن البحث في آلية أكثر فاعلية للحيلولة دون استمرار الانتهاكات ضد السودانيين وتدفق السلاح إلى النظام الابادي في الخرطوم وذلك بمعاقبة المتورطين في انتهاكات حظر السلاح المفروض على السودان، والاطراف التي تدعم حزب المؤتمر الوطني؛ على رأسها المملكة العربية السعودية ومشيخة قطر ومنظمة المؤتمر الإسلامي، مع ضرورة التدخل العسكري تحت البند السابع لحماية المدنيين الذين يتعرضون لهجمات منظمة من قبل مليشيات الجمجويت. ولكن هل ستضحي امريكا من اجل دارفور بالسعودية وقطر اللتان تمتلكان أكبر إحتياطي للنفط والغاز في الشرق الأوسط؟
(7) ومن الطبيعي ان يتحكم حزب الجبهة العربية الإسلامية بخيوط اللعبة التي مكنته حتى الآن من ترويض وتحييد قوات اليوناميد طالما تتلقى الدعم المباشر من دول الخليح فعلى المقاومة المسلحة والمعارضة ألا تتفاعل مع سياسة النظام القائمة على تدمير النسيج الوطني عبر شراء الزمم والا سيستمر النظام في حكم السودان إلى ان ينقضي أمرا كان مفعولا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة