:: متحدثاً لصحيفة الإنتباهة ( حزب الأغلبية هو من يتولى منصب رئيس الوزراء)، أوهكذا يكشف المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني ملامح المرحلة القادمة.. فالشاهد أن المؤتمر الوطني نافس نفسه بجدارة - في الإنتخابات الأخيرة - ثم إنتصر وحده بجدارة أيضاً، ثم أصبح حزب الأغلبية الذي يجب أن يتولى منصب رئيس مجلس الوزراء ..عفواً، لقد تنازل المؤتمر الوطني طوعا عن بعض الدوائر الإنتخابية لبعض الأحزاب، أي هزم نفسه في تلك الدوائر..!! :: وعليه، في الخاطر نصوص زاوية سابقة، وليس هناك ما يمنع التذكير .. قبل نيفاشا، وكان الوضع السياسي مأزوماً بالخرطوم، والعسكري مشتعلاً بالجنوب، والإقليمي محاطاً بعداء دول الجوار العربي والإفريقي، إجتمعت رئاسة الجمهورية مع بعض زعماء القوى السياسية للنقاش حول ما أسموه بالإجماع الوطني ..وتحدث الكل بشفافية، واسهاب..وهناك تحدث الحاج وراق مخاطبا رئيس الجمهورية : (أنت ضابط مظلات, وضابط المظلات يخترق خلف خطوط العدو, والبلد الآن يحتاج إلي أي اختراق سياسي)..!! :: ثم كانت مفاصلة الرابع من رمضان، وهي المفاصلة التي قزمت سطوة الحركة الإسلامية و(حزب الأغلبية )، لتتحرك الحكومة - عبر رئاسة الجمهورية - في (مساحات واسعة)، بالداخل والخارج بلا قيود..وكانت إتفاقية نيفاشا من ثمار هذا (الحراك الحر).. وبغض النظر عن مدى إلتزام أطرافها بنصوصها بحيث تحقق السلام العادل بالبلد أو السلام الشامل بالبلدين، فأن نيفاشا كانت إختراقاً إيجابياً لأكبر قضايا البلد و أطول حروب القارة.. ولولا الإختراق الإيجابي للمفاوضات عبر رئاسة الجمهورية لما بارحت الإتفاقية محطة مجاكوس وعناد الحركة الإسلامية و حزب الأغلبية..!! :: وبعد انفصال الجنوب، ظل السودان ( مخنوقاً) ما بين مطرقة ايران وسندان حماس لعقد من الزمان .. ثم كان التشكيل الوزاري والتنظيمي الأخير، والذي ساهم أيضاً في تقزيم سطوة الحركة الإسلامية و( حزب الأغلبية)، بحيث تتحرر الحكومة - أكثر من ذاك التحرر - وتتحرك في (مساحات أوسع)..وفجأة، أحدثت رئاسة الجمهورية - و ليس الحركة الإسلامية أو حزب الأغلبية - إختراقاً إيجابياً في (ملف الخليج)، وذلك بتحويل دول الضد إلى ( دول التحالف)..!! :: رئاسة الجمهورية - وليس الحركة الإسلامية أو حزب الأغلبية – هي التي أخرجت البلاد من (براثن ايران) إلى رحاب العالم العربي ، لينعم الإقتصاد المأزوم - منذ إنفصال الجنوب - ببعض المنح والقروض العربية والغربية..ولاتزال الإختراقات التي تحدثها رئاسة الجمهورية بين الحين والآخر - عبر مبعوثها الخاص – هي الإيجابية والمثالية في القضايا الداخلية والخارجية ..!! :: وكأوضح مثال، فأن رئاسة الجمهورية - وليس الحركة الإسلامية أو حزب الأغلبية - هي التي تحدث حالياً أكبر إختراق في العلاقة ما بين السودان وجنوب السودان، لتحصد البلدين ثمارها سلاماً وجواراً طيباً .. ومع أمريكا أيضاً، فالمبعوث الرئاسي الخاص كان هناك قبل أسابيع بلا صخب .. وهكذا.. رئاسة الجمهورية التي تتكئ على قوة المؤسسة العسكرية هي التي تحدث الإختراق المطلوب في القضايا العالقة، وليس حزب الأغلبية .. ولولا رئاسة الجمهورية لما كان هذا الحوار الوطني، ولما كانت حكومته المرتقبة.. !! :: وبما أن الشعب ينتظر النتائج، ويأمل بأن تكون حكومة ما بعد الحوار الوطني هي بداية الحل لكل أزمات البلاد، فعلى رئاسة الجمهورية أن تتحول إلى (ضابط مظلات) يخترق خلف كل خطوط الوضع الراهن و يحدث الإختراق المطلوب ..فالشعب يثق في مؤسساته العسكرية ولو خاضت به النار، ولم يعد يثق في أي حركة أو حزب أو جماعة، أقلية كانت أو.. (أغلبية) ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة