:: بتاريخ 13 ديسمبر 2015، قالت وزارة الصحة أنها تعد خطة لتوطين الصناعة الدوائية في البلاد لحد الإكتفاء الذاتي من (650 صنفاً دوائياً)، بحلول العام 2018..ثم مضى العام 2016، و لم تعد تفصلنا عن العام الموعود - بالإكتفاء الذاتي من تلك الأصناف - إلا ثمانية أشهر فقط لاغير..والمسؤولية تقتضي أن توضح وزارة الصحة ما تم تنفيذها من تلك الخطة و ما هي في مرحلة التنفيذ، بحيث يعرف الشعب ( البيهو و العليهو)..!! :: ولكن لم - ولن - يحدث (جرد الحساب)، ولن تسأل سلطة رقابية - بحجم البرلمان – الجهاز التنفيذي عن مصير تلك الخطة..ولأن وزارة الصحة تعلم بأن ذاكرة الجميع في بلادنا مصابة بالزهايمر- و لن يسألوا عما حدث لخطة صناعة تلك الأصناف - خرجت لصحف الأمس بخطة جديدة و وعد آخر . .إذ تقول الوزارة، على لسان وزيرة الدولة، بانها حددت فترة أربع سنوات للوصول إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي من الأدوية ..!! :: وعليه، فان وعد الإكتفاء الذاتي في العام 2021 يلغي وعد الإكتفاء الذاتي في العام 2018.. وبما أن الكل يترقب التشكيل الوزاري لحكومة ما بعد الحوار الوطني، فربما يكون للوزير القادم - من الغابة أو الصحراء - وعد أخر وخطة أخرى، وبهما نلغي وعد وخطة الإكتفاء الذاتي في العام 2012.. وهكذا .. هل تذكرون قصة دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت، والتي بها كان يتم تنويم الأطفال قبل ثورة القنوات؟.. تلك القصة هي المسماة - مجازا ً - في بلاد (الخطة).. !! :: عند كل أزمة يتم تنويمنا بخطة طموحة، وعند كل كارثة يتم تخديرنا بدراسة شاملة.. وقبل أشهر، إحتفل السادة بالصحة بتصدير ما أسموه بأول شُحنة دوائية إلى اليمن، وهي من إنتاج مصنع من مصانع القطاع الخاص .. ولم يكن التصدير الأول، ولكن كما قلت يظنون بأن ذاكرتنا مصابة بالزهايمر .. قبل ذاك الإحتفال، إحتفلوا - في العام 1992- بما أسموه (أول تصدير دوائي)، وشحنوها إلى العراق .. وبعد عقد من التصدير إلى العراق، إحتفلوا أيضاً بما أسموه (أول تصدير دوائي)، وشحنوها إلى إرتريا وتشاد..!! :: ولكن لم يتواصل التصدير إلى العراق، بل توقف في ذات عام التصدير .. ولم يتواصل التصدير إلى أرتريا وتشاد، بل توقف في ذات عام التصدير .. ولذلك إحتفلوا بالتصدير إلى اليمن بمظان أنه أول صادر في الصناعة الدوائية الوطنية، وكان عليهم أن يسألوا - أنفسهم - عن أسباب توقف التصدير إلى العراق وارتريا وتشاد ..وكان عليهم أن يسألوا - أنفسهم طبعا - هل الإنتاج في بلادنا سياسة دولة أم محض مبادرات شخصية ..؟؟ :: للأسف سياسة الدولة ضد الإنتاج..وما حفنة المصانع التي تشكي متاعبها لطوب الأرض إلا محض مبادرات شخصية يجتهد فيها صاحب المصنع، وكذلك الخطط التي يعدون بها إعلامياً محض خطب سياسية مراد بها (تنويمنا وتخديرنا).. هذا السودان يقع في سياج دول إفريقية تصرف الكثير على الإستيراد الدوائي، وعقول الصيادلة قادرة على سد حاجة هذه الدول والتي تجاورها، ولكن إرادة الدولة أوهن من بين العنكبوت، ولذلك نستورد أكثر من (80%)..!! :: قبل الحرب بسوريا، كان عدد مصانع الأدوية ( 70 مصنعاً)، وكانت تنتج (94%) من حاجة شعبها، ثم تصدر فائض الإنتاج إلى ( 54 دولة)، منها السودان الذي يستورد أكثر من (80%) من حاجته الدوائية..سوريا لم تكن تستورد غير الأصناف التي تحتكرها شركاتها البحثية، وهي تعادل فقط (4%) من كل الأصناف الدوائية التي كانت تصنعها وتصدرها المصانع السورية، وبلغ عدد هذه الأصناف الدوائية (6895 صنفا)..!! :: تركيا و مصر وغيرها - من الدول ذات السياسة الجاذبة للإستثمار- فازت بالمصانع السورية، لتفوز بلادنا باللاجئين ثم وعود الإكتفاء الذاتي ..ومن المحن، بالتزامن مع خبر تحديد أربع سنوات كموعد للإكتفاء الذاتي، بشرنا الصندوق القومي للإمدادات الطبية بان منتصف ابريل القادم هو موعد بلادنا مع افتتاح أكبر مخزن للأدوية في إفريقيا..هكذا فقه الأولويات.. نستورد - بالإستجداء والكوراك - إستهلاكنا الدوائي، ثم نتباهى بتشييد أكبر مخزن أدوية في القارة، ربما لتخزين المحن ثم موتى ومرضى (الفجوات الدوائية)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة