بسم الله الرحمن الرحيماجهزة المخابرات العالمية في كل أنحاء الأرض تهتم اهتماما كثيفا بكل المعلومات الأمنية التي تصل إليها وتقوم بتحليلها عبر محللين مختصين في عالم التحلل،، وكل أجهزة المخابرات العالمية وللأسف تقوم بدراسة وتطبيق كل ما ورد في المقررات المخابراتية وهي واحدة وتطبق بحذافيرها حسب ما جاء في المقرر والمحاضرات وغيرها من الذين يحضرون رسالة الدكتوراه والماجستير في العلوم المخابراتية وهنا تكمن القضية..والقضية الأساسية في هذا الموضوع هو سهولة كشف رجال المخابرات لبعضهم البعض وذلك لأنهم درسوا منهجا واحدا في علم المخابرات فأصبحت مكشوفة وواضحة مثل الشمس في كبد السماء والقمر في الليلة الظلماء ولكن الجهاز القوي هو يكون ويضع مقرراً خاصا به غير معروف لأجهزة المخابرات الأخرى وهنا تكمن قوة الجهاز وتفرده وتميزه..الأمريكي المغتال غرانفيل كان يعمل موظفا في المعونة الأمريكية وهو غطاء أمني له ذلك لأن جميع العاملين في السفارات الأمريكية تلقوا دراسات مخابراتية متقدمة وبالتالي هم رجال مخابرات دبلوماسيين..بعد عودتي من الخارج لأرض الوطن تلقيت معلومة خطيرة من مصادري الخاصة تفيد أن مجموعة متشددة سلفية سوف تدخل السودان وتحديدا العاصمة الخرطوم لتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط المخابرات في السفارة الأمريكية وأنهم بصدد دراسة واستطلاع وبحث في الثغرات الأمنية حول السفارة وكيفية تأمينهم وتأمين تحركاتهم ..المهم والأهم أن هذه المعلومة قد وردت قبل أكثر من شهرين وهنا تكمن خطورتها وذلك لعدة اسباب نذكر منها على سبيل المثال أن أمريكا قد صنفت السودان دولة ارهابية وفرضت حظرا عاماً ساهم في سفك دماء الأطفال الرضع والشيوخ الركع وعامة الشعب دون أسباب واضحة ومنطقية..هنا قمت بالاتصال بالسفارة الأمريكية وطلبت لقاء مع أحد ضباط مكافحة الارهاب أو أي ضابط من المخابرات الامريكية وبعد فترة قصيرة حددوا مواعيد لي داخل السفارة الأمريكية لمقابلة أحد ضباط الأمن المسئولين..دخلت السفارة الأمريكية بعد تفتيش دقيق جدا وجدت نفسي في مكتب انيق فيه الشراب الساخن والبارد وجلسة توحي أن اللقاء سيطول..فجأة دخل غرانفيل وتبعه أحد الضباط السودانيين المتقاعدين من الجيش السوداني وحسب معلوماتي أنه كان برتبة العقيد وقد دخل في حديث ساخن مع غرانفيل بسببي وذلك لأنني سوداني فلابد أن يبدأ التحقيق معي هو قبله وعلى الأقل أن يكون مترجما بيني وبين غرانفيل..وجهت حديثي للعقيد السوداني وقلت له أنني هنا من أجل احباط عملية اغتيال لضابط مخابرات امريكي ويدعى غرانفيل هنا وبسرعة نطق غرانفيل (أنا)!! قلت له أهلا غرانفيل لكنه نكر بأنه هو نفسه وأن غرانفيل هو زميل له داخل السفارة..بعد ذلك وجهت حديثي نحو العقيد السوداني وبحدة وقلت له: أنا هنا ليس من أجل خيانة وطني ورئيسي.. أنا هنا لأثبت للامريكان أن السودان ليس بلدا ارهابيا بل هو منارة السلام قلت له هذا بلغة انجليزية راقية فهم خلالها أنني أجيد التحدث باللغة الانجليزية فاعتذر وغادر الاجتماع على الفور..اجتمعنا أكثر من أربعة ساعات ونصف الساعة شرحت له كل المعلومات عن اغتياله وأن هؤلاء لا أدري متى ستكون ساعة الصفر عندهم لذا وجب التحذير والاهتمام بتأمين تحركاتك وخط سيرك..بعد أكثر من شهرين ونيف فوجئت باغتياله وأن جهاز الأمن والمخابرات الوطني قد كشف المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال هذا اضافة الى انني بدأت في حضور محاكمتهم من الجلسة الاجرائية وحتى اعلان الحكم (انتهى)حلايب وشلاتين في محكمة لاهاي الدولية:العلاقة بين مصر والسودان هي علاقة أزلية منذ الخليقة وحتى كتابة هذا المقال وقد كانت العلاقة في زمن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وأنور السادات قد بلغت أوجها مما نتج منها السماح لمواطني البلدين استعمال بطاقة التكامل للتداخل والدخول والاختلاط بينهما وحرية التنقل وهلم جرا من الايجابيات التي تقوي وتدعم اقتصاد البلدين..لكن عزيزي القارئ نجد أن قضية حلايب وشلاتين أصبحت مثل (شوكة الحوت) لا تعدي ولا تبلع ولا تفوت وعندما تكون العلاقة ممتازة بين الحكومتين تكثر التصريحات بكثافة بأنها مناطق تكامل بين الشعبين الشقيقين وعندما تسوء العلاقة تتوفر التصريحات السلبية الغير مفيدة للشعبين الشقيقين تحتل الصدارة لكن وكما تقول المقولة المشهورة (إن الحكومات لا تمثل رغبات الشعوب)..أخيرا وليس أخرا نقول للحكومتين السودانية والمصرية بأن على المتضرر اللجوء للقضاء والمحكمة الدولية في لاهاي علما أن الأراضي التي استردتها مصر من اسرائيل كانت عبر وثائق وخرط موثقة سلمها السودان للشقيقة مصر فرجاء نرجو من الحكومتين أن يتناقشا بعيدا عن الأشقاء الشعبين المصري والسوداني وبطلوا لعب عيال.. (انتهى) أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة