|
الأصوات المناطقية.. القواعد تنتفض ضد المؤتمر الوطني..! - بقلم يوسف الجلال
|
وارد الأخبار الولائية، يشير إلى أن المؤتمر الوطني موعود بصيف انتخابي ساخن، ناتج عن الانفلات التنظيمي. فالناظر إلى مجريات المشهد الانتخابي سيلحظ أن بعض أعضاء الحزب الحاكم، قدّموا أوراق اعتمادهم لمفوضية الانتخابات، من أجل المنافسة على المقاعد التشريعية بصفة المستقلين. أما الناظر بعمق، فسوف يتيقّن بأن حظوظ هؤلاء المرشحين المستقلين تبدو كبيرة. بل إنها لا تقل عن حظوظ مرشحي المؤتمر الوطني أنفسهم. وذلك إنطلاقا من عدة معطيات، أبرزها عامل الجغرافيا، إذ أن المرشحين المستقلين، أقدموا على الترشح في مناطقهم، بعيدًا عن شجرة المؤتمر الوطني، مع أنهم يعلمون – قبل غيرهم – أن ذلك سيضعهم تحت طائلة الإبعاد والفصل من الحزب، على النحو الذي جزم به نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور ابراهيم غندور. وهذا الإصرار من شأنه أن ينفي نظرية المخاطرة، بل انه يشير – بجلاء - إلى أن هؤلاء المرشحين يبدو كمن يضمن فوزه، وإلا فما الداعي للترشح، طالما أن ثمنه الإبعاد من ظل الحزب الحاكم الوريف. الثابت، أن أكثرية المرشحين المستقلين الذين فاصلوا المؤتمر الوطني، تعمّدوا الترشح في مناطقهم الجغرافية، بل ان بعضهم، يملكون كلمة المرور إلى قلب الناخب الجغرافي. ومعلوم أن المناطقية، لها تأثير كبير على صناديق الاقتراع، وأنها أضحت عاملاً حاسمًا في الترقي التنظيمي داخل الحزب الحاكم. وربما هذا ما أوعز الى بعض قيادات المؤتمر الوطني في ولايات السودان المختلفة الترشح كمستقلين. انظر إلى ولاية الجزيرة وحدها، تجد أن (90) من قادة المؤتمر الوطني ترشحوا بعيدًا عن شجرة الحزب. بمعنى أن كل مرشح من المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة ينافسه مرشح مستقل، من ذات الحزب. الشاهد ان هؤلاء يراهنون على الاستفادة من حالة التململ داخل الولاية التي تعاني من سخط كبير، بسبب تدهور مشروع الجزيرة، اضف الى ذلك المذكرة التي دفع بها (90) من قيادات الحزب الى بروف غندور أمس، رفضًا لما أسموه "تهميش الولاية". هذا بجانب الدعاية الكبيرة التي انتظمت الجزيرة ضد المؤتمر الوطني، على خلفية حديث رئيس الجمهورية المشير البشير عن المشروع. وبنظرة خاطفة، وتجوال عشوائي على الولايات، سنجد أن المؤتمر الوطني يعاني من نزيف في القيادات، بعدما تخيّر كثير من منسوبيه الترجل، بغية الترشح كمستقلين. ففي ولاية النيل الأبيض قدّم (35) مرشحاً أرواقهم للمنافسة تحت لافتة المستقلين. وبعض هؤلاء، لهم تجارب سابقة، في الفوز على مرشحي المؤتمر الوطني، على نحو ما حدث في انتخابات أبريل 2010م. وفي نهر النيل – مثلاً – أقدم مبارك عباس معتمد أبو حمد السابق، على خطوة جريئة جداً، حينما ترشح ضد محمد أحمد البرجوب، مع ان الأخير يعتبر ماركة مسجلة في دائرة أبو حمد عن المؤتمر الوطني. ظني، أن الحزب الحاكم سيجد منافسة قوية من مسنوبيه السابقين، على اعتبار أن المضمار خلا تماماً، من أي منافس آخر، وهو ما يعني أن الفوران التنظيمي داخل الحزب الحاكم بلغ مراقي متقدمة، جعلت عدد المتفلتين يتضاعف عن آخر انتخابات. ثم إن بعضهم يبدو واثقًا من الفوز، لدرجة أن منهم من مضى إلى دار الحزب وأودع استقالته، قبل أن يودع أوراق ترشحه في المفوضية. يحدوهم إحساس بأنهم كمن أزاح المنكر بيمينه، ومضى ليبني بيتاً في الجنة. الأكيد، أن التعديلات الدستورية التي قضت بتعيين الولاة بدلاً من انتخابهم، تعتبر رافعة أساسية يستند عليها من فاصلوا المؤتمر الوطني، وقرروا الترشح بعيداً عنه. وثمة رافعة أخرى، هي أن بعض من اختارهم الحزب الحاكم كمرشحين، يعوزهم التأييد والسند المناطقي، وهنا مكمن الخطر والتحدي. نُشر بصحيفة (الصيحة)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأصوات المناطقية.. القواعد تنتفض ضد المؤتمر الوطني..! - بقلم يوسف الجلال (Re: يوسف الجلال)
|
لا تعليق إطلاقاَ ،
الأخ يوسف الجلال ، تحية وبعد :
ثلاثة فئات هي التي تتحكم في مسار المسألة برمتها إذا تعمق المرء : الفئة الأولى : ( الفئة الملتزمة ) . وهي الفئة المنتسبة نظامياَ لحزب المؤتمر : تلك الفئة المتطرفة الحريصة للغاية ، والتي لا تعرف مراجعة الحسابات أو التراجع في كل الأحول ، فهي ملتزمة بشروط الحزب في السراء والضراء ، وبالنسبة لها فالأمر مسألة حياة أو موت .. وبالمناسبة تلك الفئة منتظمة في تحركاتها للغاية وتملك الذكاء الشديد في المناورات . وعند ساحة الصناديق لا يتوقع أحد أن تكون أصواتها للآخرين ، والجاهل من يتجاهل أو يستهين بالعددية الكبيرة لتلك الفئة في معظم أرجاء البلاد . بالرغم من أن تلك العددية لا تفوق عددية الآخرين إذا تواجد الآخرون في الخندق الواحد ، وذلك من سابع المستحيلات .
الفئة الثانية : ( فئة الجمهور الكبير ) : تلك الفئة التي يشير إليها قولك ( أن المؤتمر الوطني موعود بصيف انتخابي ساخن ) ، وهي الفئة التي تمثل النسبة الغالبة في المجتمع السوداني : تلك الفئة المحايدة التي أفرزتها تجارب السنوات ما بعد الاستقلال ، وهي قد كرهت الانتماء لمحاور الأحزاب أو لمحاور العساكر أو لمحاور البيوتات حين وجدت نفسها مهضومة ومظلومة في كل الأحوال ، وبالتالي نجدها لا تميل شغفاَ لفكرة الانتخابات نفسها سلباَ أو إيجابا ، ولسان حالها يقول : ( سيبك من تلك المهزلة التي ليس من ورائها إلا الهموم والغموم ) .. وماذا يفيد المواطن العادي حين يقف في الصفوف ليعطي صوته لطرف من الأطراف وهو يعلم جيداَ أن الحياة لن تكون إلا المزيد من أحوال الجحيم ؟؟ . ومع ذلك فالتجارب السابقة أثبتت أن تلك الفئة التي تمثل أغلبية الأمة السودانية يمكن كسب عطفها وميولها عبر طريقين لا ثالث لهما : الطريق الأول : العزف على شعار تطبيق شرع الله وحدوده في البلاد ، فالأمة السودانية تحب ذلك الاتجاه كثيرا وكثيراَ ، ومن أكثر المواقف التي أفقدت الأحزاب السودانية أنصارها هي تلك المواقف حين نافقت في موضوع الشريعة الإسلامية ، تلك الأحزاب بغباء شديد حاولت أن توجد الإسلام مجرد شعار لكسب الأصوات ثم كانت تتهرب حين تتملك الزمام !! ، فهي بذلك النفاق فقدت المصداقية لدى الجمهور العام الذي يضع مسألة العقيدة الإسلامية فوق كل الاعتبارات ، وكما أسلفنا فإن الجهة الذكية في حزب المؤتمر تجيد المناورة حيت تستخدم ذلك السلاح ، وتعرف جيداَ كيف تعزف على أنغام الشريعة الإسلامية في كسب الأصوات ، وفي الصناديق هنالك من يتقدم ليدلي بصوته ليس حباَ في ذلك الحزب ولكن إبراءَ للذمة أمام الله . والطريق الثاني لكسب ميول وعطف أغلبية الأمة هو طريق الوعود بالرخاء والعيشة الكريمة والأمن والصحة والتعليم والتعمير وتلك الأمنيات الكثيرة ، وفي ذلك الجانب قد فقد الإنقاذ كل المصداقية ، وتلك هي القاصمة التي سوف تضر بالإنقاذ كثيراَ في ساحة الصناديق ، وهي الحقيقة التي توافق جوهر مقالك أعلاه .
الفئة الثالثة : ( فئة المعارضة السودانية وأتباعها ) : تلك الفئة هي أكثر الفئات السودانية هشاشة وضعفاَ ، فئة لا تملك الذكاء في أجندتها . ولا تعرف الثوابت في مواقفها ، فئة مترددة في كل قراراتها ، وكالعادة سوف تميل لتلك الوقفة السلبية المعروفة حيال الانتخابات , وسوف تعلن المقاطعة ، وحجتها هي تلك الحجة المعروفة للصغير والكبير حيث أن الانتخابات سوف تزور نتائجها . وحينها سوف تدور الدائرة كالعادة لتمر السنوات عجافاَ على الشعب السوداني . ولو كانت تلك المعارضة ذكية وفعالة وقوية لخاضت معركة الانتخابات بجدية وبشراسة شديدة تحت ضمانات ورقابة دولية تمنع التلاعب والتزوير .. أعين ولجان دولية تراقب الإجراءات من الألف للياء في كل صغيرة وكبيرة .. وعندها لو فازت فإنها قد نالت مرادها .. ولو أخفقت فإنها على الأقل تكون في الخانة السليمة التي تمكنها من إعادة حساباتها ، وفضح أوراق الآخرين .. تلك هي الخطوات الذكية المطلوبة من المعارضة السودانية وليس التهرب كل مرة بحجة التزوير ، وهنالك من يستفيد كل مرة من تلك الوقفة السلبية التي تعني عدم الثقة في مقدرات الذات ، فالمعارضة السودانية تفقد الشجاعة في الاقتحام بجرأة مع الخصم ، وذلك هو العيب في الساحات منذ أن تمكن الإنقاذ ومنذ أن تخاذلت وتفككت المعارضة .
وفي المحصلة كل تلك الهرجلة لا تهم المواطن السوداني إذا كان الأمر لمجرد تسابق الحصين في مضمار السباق ، ( حيث العبرة في النهاية في عدد الخبز في الكيس ومقدار الانخفاض في قيمة الكيس ) . !!!!!
واحد زهجان !
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|