|
الأستاذ عبدالباقي محمد الجمعة/مهدي الشيخ بانقا
|
الأستاذ عبدالباقي محمد الجمعة 31/1/2014 م كم هي صعبة لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن والأسى من هول الخبر و مصيبة الموت ، وتملانا الدموع ، ونحن نودع واحداً من جيل المربين والأساتذة الافاضل المؤمنين بالرسالة التعلمية و التربوية العظيمة ، الناكرين للذات ، من ذلك الزمن الجميل البعيد ، أستاذنا جميعاً ، المربي وأستاذ الأجيال المرحوم عبد الباقي محمد ، الذي فارق الدنيا ، بعد مسيرة عطاء طويلة بطول السودان وعرضه وممتدة بأبنائه الطلاب في مختلف المحافل والجحافل والثراء والتي فقدت بفقده نيراً لا يطلعا، ومشوار حياة في الحقل التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي أشرق به السودان وشرفنا به ، تاركاً سيرة عطرة ، وذكرى طيبة ، وروحاً نقية ، وميراثاً من القيم والمثل والأخلاق النبيلة . فيا أيها الاستاذ الطيب ، والناظر المخلص ، والمربي الفاضل ، و يا نبع العطاء والنهر المتدفق بطول النيل وخيره لأهله و حباً لعملك ، يعز علينا فراقك ، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الأستاذة الأوفياء الصادقين . ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال السودان للأمس واليوم و الغد و الحاضر والمستقبل ، تعلمتنا منك أخلاق وقيم فاضلة ، وغرست فينا حب العلم والمعرفة ، ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والعطاء الانتماء . و يا لسعادتي ، وشرفي الكبير ، انني كنت واحداً من الذين التقوا بك في مشوار الحياة ونهلنا من نبعك العذب. عرفنا الفقيد معلماً هادئاً ، متسامحاً ، راضياً ، قنوعاً ، ملتزماً بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية . حمل الامانة بإخلاص ، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم . تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزاً بالدماثة ، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ..؟! امضى عمره في المدارس بين ربوع السودان ووزارة التربية والتوجيه ، التي شرفها وتشرفت به ، فكان رسول علم ومعرفة ، وجدول عطاء وتضحية ، ونعم المعلم والناظر والأب الحنون والأخ الودود والصديق الصدوق . فكان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح . واعطى كل ما لديه بلا حدود ، ودون كلل أو ملل ، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن ، وأهم الرسالات ، رسالة العلم والتربية ، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني ، التي في صلبها بناء الانسان ، وبناء الوطن ، وبناء المجتمع . لقد غيب الموت أستاذنا ومعلمنا الحبيب الغالي ، و ناظرنا الوفي الأستاذ عبدالباقي محمد جسداً ، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة ، ولن ننساه ، وسيظل بأعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا ولكل أبناء السودان من بعده وسيبقى رمزاً علياً خافاً على مر الدهور والأيام. نم مرتاح البال والضمير ، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أكمل وجه ، والرجال الصادقون الأوفياء أمثالك لا يموتون بل يبقون مفخرة لوطن يمتد بهم وذكرى وفخار لهم خلفت في الدنيا بياناً خالداً وتركت أجيالاً من الأبناء وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، أن تبسط على أستاذنا عبد الباقي من بركاتك ورحمتك ورزقك ، اللهم ألبسه العافية حتى يهنا بالمعيشة ، واختم له بالمغفرة حتى لا تضره الذنوب ، اللهم اكفه كل هول دون الجنة حتى تبلغها إياها برحمتك يا أرحم الراحمين. وأرفع كفيّ إلى السماء في خضوع.. اللهم ارحم استاذ عبدالباقي (واجعـل قـبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعـله حفرة من حفر النار.. اللهم باعـد بينه وبين خطاياه كما باعـدت بين المشرق والمغـرب، ونقه من خطاياه كما ينقى الثوب من الدنس، واغـسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد.. واجعـل جنة الفردوس داره ومقامه، واجمعـنا به في جنات النعـيم. اللهم ارحم كل الأمهات والآباء الأحياء منهم والأموات.. وتولاهـم بلطفك وعـفوك ورضاك يا أرحم الراحمين.. اللهم آمين (الفاتحة) عـلى أرواح أمواتنا أجمعين. أبنك مهدي الشيخ بانقا
|
|
|
|
|
|