الأسئلة الخاطئة فى مسألة الشعوب السودانية:- باتجاه أفق مغاير لإدارة الإختلاف بقلم عبد الحفيظ مريود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 02:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2014, 06:13 PM

عبد الحفيظ مريود
<aعبد الحفيظ مريود
تاريخ التسجيل: 09-12-2014
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأسئلة الخاطئة فى مسألة الشعوب السودانية:- باتجاه أفق مغاير لإدارة الإختلاف بقلم عبد الحفيظ مريود

    mailto:[email protected]@gmail.com
    الشائع عن الحلفاويين أنّهم الأكثر إنغلاقاً بين السودانيين. تتعامل معهم النكات الشعبيّة بحذق. حتّى لقد تمّ وضع إطار يقبع داخله الحلفاوى، يدخّن غليونه ويسخرُ من كلّ شيئ، ولا يعترف بسودانيّته إلاّ مضطرّاً، فهو "حلفاوىّ" والآخرون هم السودانيون، وينطوى على علاقة سطحيّة، هشّة بالدين، الذى غالباً ما يسبّه لك إنْ "كتّرتَ معه الكلام". وشيئاً فشيئاً تختفى الصورة الكاريكتيرية للحلفاوى عن النكتة الشعبيّة، وعن المخيّلة السودانية. لكن بقيتْ ثمّة رواسب، أضافت إليها المحس والسّكّوت، الأقرب إلى الحلفاويين لتجعل منهم مجموعة شديدة الإنغلاق، معتَدّة بذاتها وتميّزها الحضارى واختلافها الخلاّق. رّبّما لأنّ الهجمة التى هجمتها لهم النخبة المؤسّسة للدولة الوطنية لم تزل قائمة فى نفوسهم، وهى هجمة توجيه الدولة باتجاه هويّة عربية إسلامية. فقد خشىَ النوبيون (الحلفاويين والمحس والسّكّوت ) من ضياع هويّتهم ولغتهم وحضارتهم فى دولة الأعراب البادية للعيان، عقب رحيل الإنجليز. لكنّ الشائع ، أيضاً، أنّ الحلفاوىّ حين حاول "سودانىّ " أنْ يعلىَ من شأن حلفا وبلاد النوبا، أشار إلى أنّ الإسلام دخل من هنا. فأجابه الحلفاوىّ " وسيخرج من هنا أيضاً". وهى نكتةٌ ترجع فوبيا النوبيين من "تفكيك" النوبيّة إلى وقتٍ أبعد بقرون من الدولة الوطنية ما بعد الإستعماريّة.
    لكنّ "النوبيّة" كهويّة وعرق وسلالات زحفتْ – فى البناء الحالى، أو قل فى عملية ترميم البناء النوبىّ – إلى مساحاتٍ شاسعة فى أرض السودان، مفارقةً الشريط الضيّق للنيل، لتتمدّد حتّى كردفان ودارفور، موسّعة "ماعونها " فى مساعٍ جديدة لا تخلو من معنىً. وستكون ملاحظاتنا عليها سطحيّة – شأن التناول الصحفىّ – لكنّها ستقود إلى تعميق النقاش وإجتراح أفق مغاير بشكل أساسىّ، أو هكذا تدّعى.
    فى "النوبيّة الجديدة" تضمحلّ الصورة الزائفة التى كرّستها النكتة الشعبيّة والخيال الإجتماعىّ بشأن إنغلاق المجموعات النوبيّة التقليدية. ذلك أنّه صار من اللافت أنْ يتحدّث النوبيون عن علاقات قربى ، عرقية وثقافية ولغوية، بمجموعات من النوبة فى جنوب كردفان. وهى إلى وقت قريب تجدُ نفيَاً قاطعاً من بعضهم، أو لنقلْ من عوامهم. بل أكثر من ذلك فقد بات شائعاً جداً أنْ يتحدّث النوبيون عن قبائل فى شمال كردفان، حوالى ما يُعرف بالجبال البحرية فى دار الكبابيش وعلاقتها بالنوبيين. ذلك فضلاً عن الحديث الذى لم يعُدْ جديداً عن أصول قبائل "الميدوب" فى شمال دارفور، أو "البِرْقِدْ" أو "التُنْجُرْ " وغيرهم. خاصّةً وثمّة آثار نوبية شهيرة فى مناطق وادى هور وجبال الميدوب، ومفردات وتراكيب وعادات نوبيّة قديمة. ذلك هو إطار الرّقعة الجغرافية، التى تتمدّد لتشمل جزءً من جنوب دارفور أيضاً. وهى رقعة كبيرة لا سيّما بعد أنْ وضعَ الحلفاويين قدماً راسخة فى حلفا الجديدة وصاروا رقماً لا يمكن تجاوزه فى معادلة الشرق.
    لم تنبع الرّقعة الجعرافيّة الشاسعة للنوبيّة الجديدة من فراغ. كما وأنّها ليست مجرّد إدعاءات أملاها وضع سياسىّ خاطئٌ يتعامل فى محاصصاته الوزارية والحزبية بالثقل القبلىّ والوزن الكبير،فقط. وإنّما هى إستحقاق نوبىّ تُوالى الكشوفاتُ الأثريّةُ والترميمُ المعرفىّ للحضارات السودانيّة إثباتاته يوماً بعد يوم. لكنْ تبقى الرؤية السياسية والحراك الإجتماعى هو الذى يغذّى النوبيّة الجديدة ويضعها فى موضع المواجهة والإتهام، فى الوقت الراهن على الأقل.ذلك أنّه إذا كانت "النوبيّة القديمة" نابعة من هجمة الأعراب بسبب التوجّه العربى الإسلامىّ للدولة الوطنيّة ما بعد الإستعمارية، والأعراب "هَجّامون رجّامون". فإنّ النوبيّة الجديدة لا يبعدُ أنْ يكون جزءً من صكّها وإنبعاثها – وليس كلّه – الخطاب الجديد للدولة الإسلامية الحديثة فى السودان، منذ ربع قرن من الزمان، ومداخل معالجاتها للتعدد الإثنىّ ، القبلىّ، الثقافىّ، والدينىّ الخاطئة. فليس من الحكمة نكران ذلك أو الإعراض عنه. لكن من المؤكّد أنّه آن الأوان لوضع كلّ ذلك فى مساره الصحيح بغرض إستثماره واحداً من مكامن قوّة السودان، لا ضعفه.
    من الواضح أنّ ثمّة استفزازاً هائلاً جرى للنوبيين من قبل مداخل خاطئة لمخاطبة هذا التعدّد. وسيجرى حرف "النوبيّة الجديدة" عن مسارها، بدلاً عن إستثمارها، إذا تعاملت الجهات المخطّطة والحكومة معها ك "ملفٍ أمنىّ" بما أنّها اتخذت عنواناً "أشتر" أسمته "الكيان النوبىّ". فلم يجرِ ذلك كذلك إلاّ نتيجة للإستفزاز البليغ بفرض هويّة ناقصة على المكونات التقليدية للمجتمع السودانى. فالنوبيون هم سكّان هذه البلاد الأصليين، دون مداراة أو تزويغ. إلى جانب البجا،قبائل النيل الأزرق التى لا يبعدُ نوبيتها، وبعض قبائل دارفور التقليديّة. ذلك مدخلٌ مهم وأساسىّ لإعادة مخاطبة سؤال التعدد، وأسئلة الهويّة السودانية. وللنوبيين القدح المعلّى بين مجموعة السكّان التقليديين فى صناعة وتقعيد الحضارة السودانية، فالحضارة نوبيّة – بدرجة أولى – أسهم لاحقاً آخرون فيها، بأدوار ثانويّة على الأرجح. وإذا لم تجد الحكومة الإسلاميّة – منذ 25 سنة – بدّاً من التعامل مع الإرث الحضارىّ النوبىّ، بل إعترفتْ به مفتخرةً بأنّه ملك لها، ومكوّن من مكوناتها، وما تزال تجتهدُ فى ملف الآثار والكشوفات، وجعلت للآثار وزارة، أو بعض وزارة، فإنّ الإزدواج فى جعل الهويّة الرسميّة للجمهورية الإسلاميّة الثانيّة " عربيّة إسلاميّة" هو إصرار على المداخل الخاطئة فى مخاطبة أسئلة جذريّة. وهى ثنائية طاردة ومستفزّة بنصاعة عالية، من شأنها أنْ تثير حنق ومواجد الآخرين الذين تفتخر الدولة بإرثهم، من جهة، وتنفيهم بإقصاء عنيف موجعٍ، من الجهة الأخرى. وهو أمرٌ بالغ الخطورة.
    لم تقُلْ النوبيّة الجديدة أنّها لفظت الإسلام، ديناً. إذْ لم تعرف لها ديناً منذ مجيئه، بل ما يزال دينها الأوّل الذى تنافح عنه. ولم تقُلْ أنّه لا أحدَ غيرها فى السودان. بل تفتأ توسع مواعينها وجغرافيّتها بمهارة وعلميّة.تثبتُ الكشوف الأثرية أنّ النوبيين كانوا أثرى وأعقد وأرفع شأواً مما بدا للجميع. وأنّهم كانوا راسخين بعيدى الغور، وفى ذلك مفخرةٌ لأهل السودان جميعاً. ذلك الفخر يجبرنا على أنْ نُعيدَ تقييم الأسئلة الجوهريّة، الخاصّة بالهويّة والتوجّه المستقبلى والرؤيوىّ للسودان. بحيث نتجنّب إنفجارها فى حال إصرارنا على التعامل معها "ملفاً أمنيّاً" حسّاساً.
    من المهم جدّاً، والمعارف بين يدينا، أنْ نقرّ بأنّ المجموعات العربية التى سكنتِ السودان أصبحتْ جزءً من المكوّن السودانىّ، متأفرقةً – كما قال الراحل د.جون قرنق. لكنّ ذلك لا يُعطيها الحقَّ لصبغ الهويّة العربية، عنواناً يؤزّمُ الآخرين ويضعُ السودان فى مواضع الخطر والتشرذم. فمقتضى الدّين أنْ نحافظ على نسيجنا، وحدتنا، تماسكنا. لا أنْ نجعل بعضه – العربية لساناً وبضع فى المائة عرقاً – سبباً للتناحر. فقد قبلت تركيا وإيران الإسلام ديناً، دون أنْ تتخليا عن الهوية والعنوان التركىّ والفارسىّ، مما يجعل السلامة فى محوِ مفردة " عربيّة"، إذا كان سبباً للفرقة والتشرذم، أمرٌ حكيم ولا يخالف التوجّه الإسلامىّ فى شيئ.
    ينبغى على الإستراتيجيين أنْ يعيدوا تحريك مكوّنات السودان بإتجاه إجتراح أفق مغاير إنطلاقاً من "النوبيّة الجديدة" هذه. ذلك أنّ الإستراتيجىّ فى كلّ ذلك هو الإنسان. الذى ستلعب كلّ الإمكانات والموارد أدوار مساعدة فى نهضته ونهضة بلاده، لكنّنا متى فقدناه سنحصل على مجرّد إمكانات وموارد، لا تساوى شيئاً بدونه. حتّى الدين نفسه، أنزل لخير وإرشاد هذا الإنسان، وحين نفقده، حرباً أو هجرةً أو خنوعاً ومسخاً، سيساوى الدين صفراً كبيراً، إْذْ سيكون مجرّد نصوص سماوية عجزتْ عن صياغة الإنسانية وفشلتْ فى أداء رسالتها.
    أتطلّعُ إلى إحتفاء مهيب بالنوبيّة الجديدة، والقديمة على حدّ سواء. دون التعامل المرتاب معها، تقديم الممكنات جميعا لوضعها فى إطارها الصحيح ففى ذلك خير لجميع شعوب السودان، عربيهم وإفريقيهم، وسيقود – قطعاً – إلى مداخل مختلفة لمخاطبة الأسئلة الجوهرية، ووضع الحصان أمام العربة. يقينى أنّ هناك أسرار وكنوز لم نقترب منها قطّ، فى هذا السودان، سيفاجئنا بها النوبيون، ذات يوم.























                  

12-15-2014, 08:50 AM

الفاتح شلبي
<aالفاتح شلبي
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 2141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأسئلة الخاطئة فى مسألة الشعوب السودانية:- باتجاه أفق مغاير لإدارة الإختلاف (Re: عبد الحفيظ مريود)

    الأخ العزيز عبد الحفيظ مريود

    تحياتي ,,,

    أرجوا أن تقبل إعجابي وامتناني لما تخطه هنا واسمح لي ان أعلق على ما جاء فى الموضوع أعلاهـ بالتالي :-

    بدات المقال بالشائع أي بالمنقول شفاهةً بين بقية السودانيين عن الحلفاويين ولاحقاً أضفت اليهم المحس والسكوت, فلنسميهم النوبيين .. فما ذكرته فى المقدمة بأنهم الأكثر إنغلاقاً أرى انها غير دقيقة بدليل أن النوبيين جميعاً سجلوا حضوراً مكثفاً ومؤثراً فى جميع مدن السودان المختلفة منذ الإستقلال (وبإعتراف كافة أهل السودان) كأساتذة أو موظفين فى السكة حديد أو ممرضين أو موظفي بريد أو ... أو .. لذلك أعتقد أنك لم تكن دقيقاً فى قولك أنهم الأكثر إنغلاقاً .. وإلا .. أرجوا أن تشرح المقصود بكلمة " إنغلاق " فنحن من غير الناطقين بها هههههههههه

    وذكرت
    Quote: أيضاً، أنّ الحلفاوىّ حين حاول "سودانىّ " أنْ يعلىَ من شأن حلفا وبلاد النوبا، أشار إلى أنّ الإسلام دخل من هنا. فأجابه الحلفاوىّ " وسيخرج من هنا أيضاً". وهى نكتةٌ ترجع فوبيا


    هذهـ الطرفة محرفة .. الطرفة التي نعرفها تقول .. حين حاول "سودانىّ " أنْ يعلىَ من شأن حلفا وبلاد النوبا، أشار إلى أنّ الإسلام دخل من هنا. فأجابه الحلفاوىّ " وسيخرج من هنا أيضاً إذا كان هذا الذي نراهـ هو الدين الإسلامي" فى إشارة واضحة لممارسات الاسلامويين, فلاحظ الفرق فى المعنى والمضمون بين النكتة الأصلية والنكتة التى أوردتموها ..

    أرجوا أن تتقبل مداخلتي هذهـ ولا تعتبرها هجوماً أو إنتقاداً لك أو دفاعاً عن النوبيين .. فهذهـ هي الطريقة الوحيدة للوصول للحقائق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de