الأرض الخراب/ إبراهيم سليمان/ لندن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2014, 10:21 PM

إبراهيم سليمان/ لندن
<aإبراهيم سليمان/ لندن
تاريخ التسجيل: 06-12-2015
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأرض الخراب/ إبراهيم سليمان/ لندن

    صوت من الهامش

    [email protected]

    الأرض الخراب أو الأرض اليباب The Waste Land قصيدة ملأت الدنيا وشغلت الناس للشاعر الإنجليزي الأمريكي الأصل تي اس إليوت صوِّرت أهوال الحرب العالمية الأولى ، على أن الكون وأوروبا تحديدا اصبح عالماً مثقّلاً بالمخاوف والذّعر والشهوات العقيمة ، عالماً ينتظر إشارة ما تؤذن بالنجاة أو تعدُ به لكن طال انتظارها.

    ولعل الشهرة التي حظيت بها قصيدة "الارض الخراب" لم تنلها قصيدة اخري في القرن العشرين ، انبهر بها الشعراء العرب كغيرهم من شعراء العالم ارتقى إلى درجة الفتنة إذ حذر منها العلامة الدكتور عبد الله الطيب بقوله: "الفتنة بإليوت خطر علي الأدب العربي" هذا في جانبها البنيوي ، بالإضافة إلى أن إليوت ذي اسلوب ثوري فنيا وهو ما يهمنا هنا.

    ومرد تفرد هذه القصيدة أنها ولدت أثناء الحرب الكونية الأولى والتي كانت بمثابة نهاية مرحلة هامة من الفكر الاوروبي ، فقد تحطمت قيمة الإنسان في شوارع مدن أوروبا المدمرة. تلك المرحلة كانت تمثل انهيار حلم ظن جيل كامل أنه باق ، أي حلم العيش بسلام والحياة بطمأنينة بعد التقدم العلمي والتحضر الظاهري.

    وقد استوحى إليوت صورة "الأرض الخراب" ودلالاتها من الاجواء القاتمة التي خلفتها الحرب فكانت تعبيرا رمزيا عن ويلاتها التي زعزعت ثقة انسان الحضارة الغربية في جدوي العلم والتقدم المادي ولهذا السبب وصف إليوت من قبل الاوساط اليسارية والثورية الصاعدة آنذاك بانه شاعر رجعي ومتشائم . بينما وصف البعض الاخر من هذه التيارات نفسها ، قصيدته "الارض الخراب" بانها ابلغ نعي للرأسمالية الغربية لشاعر برجوازي. في هذه القصيدة "الارض اليباب" ، نعي فيها تي اس إليوت الانسان في كل مكان ، ذلك أن الحرب قد أحال العالم إلى كومة من مقابر منتحبة.

    مع الفارق إلا أن أجواء كتابة قصيدة "الأرض الخراب" ، مماثلة حذو النعل بالنعل بالنسبة لأوضاع السودان منذ إندلاع ثورة الهامش في عام 2003م ، فقد وصلت الخيبات المتصاعدة منذ استقلال البلاد ذروة سنامها ، وبدى مظاهر الإحباط للمواطن الذي حلم ذات يوم بوطن جديد مستقل يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط ركام من الخيبات.

    فتلك المُثل التي آمنوا بها ذات يوم في صدق الانتماء قد انهارت تحت وطأة الكراهية والأنانية والعنف البشري المفرط. واستبان الغالبية المهمشة أن المواطنة "خشم بيوت" وأنهم في حقيقة أمرهم باتوا تحت قبضة مستعمر من جنس آخر. اشد مكرا وفتكا من المستعمر صانع "المكسيم" ، متعطش للخراب ومتلهف لتدمير كل شيء في اللاشئ من اجل السيطرة الأبدية.

    والطريقة التي واجهت بها المركز أهل الهامش ثوار ومواطنون ، كشف الجانب المظلم من نوايا السلطة المركزية ، واجلى ازمة الحكم ، وزيف الوحدة الوطنية ، وأبان شرخ مفاهيمي حاد في الثقافة والدين والانسانية والمواطنة ، واصبح إنسان الهامش في حيرة من أمره بل في يأس من العيش بسلام في وطن موحد تصر على القبضة المركزية والتمييز بين الناس بشتى الطرق.

    كما نعى إليوت الرأسمالية في "الأرض الخراب" ، نحن ايضا نرثيها ، إذ أن بموجب منظومة "حمدي" تخلت الدولة عن "الغلابة" ، وسلمت مقدرات البلاد للرأسمالية الطفيلية التي تستثمر في الخراب ، وقسمت مكوناتها إلى مثلثات عرقية و"كانتونات" جهوية تمهيداً لتفتيتها.

    اصبح أرض السودان ارض الخراب والتناقضات والرجال الجوف ، ليس فيه عمار لشيء ، خربت النفوس وتنافرت الأفئدة ، وجفت المآقي من النحيب المستمر خاصة في هوامشها ، بلاد فشلت نخبتها في التحكم في ملذاتها ، وعجزت في الحفاظ على ما ورثتها من اسلافها من حكمة وروية وتسامح ، آل السودان إلى ارضٍ يباب بسبب اوهام الانتماء وعقدة العرق والفهم الخاطئ للدين ، وتحول إلى أرض الضياع بسبب القديرية والسلبية وموت روح المبادرة لدى مثقفيه.

    حتى اللحظة الشعب السوداني يترقب إشارة ما تبشر بوقف الخراب أو تعدُ به ، وقد طال الانتظار. كافة البشريات على قلتها أتضحت أنها سراب بقيعة ، لكن من المفارقات في آخر المطاف استدل تي إس إليوت على أن الخروج من ظلمة العصر الحديث بعودة الإنسان العصري إلى خالقه وذلك باعتناق ديناً يرتكز على العطاء والرحمة أو العطف والتحكم في الملذات.

    عكس ذلك تماماً يرى كثيرون أن وقف الخراب في البلاد والخروج من القبو المظلم يكمن في إبعاد الدين عن السياسة ، ذلك حسب زعمهم أن السودان اصبح "الأرض الخراب" بسبب الهرطقة والسفسطة والدجل السياسي ، معززة بالشعوذة والتدين السطحي.

    مقطع من القصيدة:

    هذه هي الأرض الميّتة

    هذه أرض الصبّار

    هنا صوَر الحجر

    تضرّع كفيّ رجل ميّت

    تحت بريق نجم آفل

    هل هي كذلك

    في مملكة الموت الأخرى

    نسير فرادى

    في تلك الساعة

    وعندما نرتعش من الوجع الرقراق

    الشفاه التي تُقبل

    تجعلُ من المصلّين حجراً مهشماً

    **************

    للإطلاع على المقالات السابقة:

    http://suitminelhamish.blogspot.co.uk

    //آفاق جديدة//























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de