في السجال ( الخشن) الذي دار بين الدكتور و البروفيسير.. عاب الدكتور على البروفيسير جهله باللغة العربية.. و لم يكن موفقاً في ذلك، فكثيراً ما يقع المرء منا في أخطاء لغوية أو إملائية و غيرهما عند كتابة مقال ما.. و لا يكتشف ذلك إلا بعد نشر المقال.. و قد حدث لي ذلك مراراً و تكراراً.. و يرجع ذلك إلى الثقة ( الزائدة) أحياناً.. و بالتالي عدم مراجعة المقال و تدقيقه.. و قد يكون السبب الضيق من المراجعة في حد ذاتها أو لعدم توفر الوقت للمراجعة.. و قد يرجع السبب إلى تسخ كلمة أو جملة ما من مكان في المقال و لصقها في مكان آخر، غير مناسب داخل، المقال لسبك الموضوع..
لذا تراني أعذر كتاب المقالات الذين يرتكبون أخطاءً مطبعية، و من واضح أسلوبهم أنهم لم يرتكبوها عن جهل.. و حالة البروفيسير إحدى تلك الحالات.. إذن، فهو ليس بجاهل في اللغة كما عيَّره الدكتور، و قطعاً لن يكون البروفيسير جاهلاً في مجال تخصصه جهلَ العديد من أصحاب الدرجات الرفيعة في سوق الانقاذ لشهادات الزينة.. و الخطأ المطبعي لا يفسد الموضوع طالما المنطق هو المتحكم على جُمله و فقراته..
و يضحكني الدكتور محمد و قيع الله حين يقول أن الجمهوريين هم وجه آخر للدواعش.. و كلنا نعلم أن الدواعش ليس في جعبتهم منطق سَوِّي يحدد توجهاتهم. بينما يتمنطقه الجمهوريون في كل سجالاتهم..
أنا واحد من الذين كانوا يستمتعون بمنطق الإخوان الجمهوريين في مواجهة الإخوان المسلمين في السجالات التي تنشأ بينهم في قهوة النشاط بجامعة الخرطوم في أواخر الستينيات و أوائل السبعينيات من القرن المنصرم.. فالجمهوريون لم يكونوا يتركون أداة من أدوات المنطق إلا و استخدموها مقابل العنف اللفظي، و ربما البدني، الذي يستخدمه أخوان سيد قطب.. و لم يحدث أن رفع الجمهوريين ( سيخة) واحدة أمام أي أحد، داخل أو خارج الجامعة..
و موضوعي هنا ليس للدفاع عن الإخوان الجمهوريين، و لا أخفي إعجابي بأسلوبهم و بمنطقهم في السجالات، إنما موضوعي الأساس هو الأخطاء الطباعية.. أو typographical error and Typo Keyboarding error,
و قد جاء في عدد من القواميس تعريفات للخطأ المطبعي.. حيث تجمع تلك القواميس أن الخطأ الطباعي خطأ يحدث أثناء طباعة موضوع ما بالرغم من أن الكاتب يعلم صحة ما يتوجب أن يكتب، و الخطأ ربما يحدث نتيجة لعدم خبرة الكاتب في التعامل مع الكيبورد.. أو للعجلة أو لعدم التركيز.. أو للإهمال..
و أنقل لكم جزءً من المقال الذي كتبه الأستاذ/ خالد القشطيني بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 19/2/ 2009 عن الأخطاء المطبعية:-
" المضحك والمبكي في أخطاء الطباعة
الخطأ المطبعي مزعج عندما يشوش القارئ ومؤلم عندما يجرح الفاعل ومضحك عندما يقلب المعنى. من اشهر الاخطاء المطبعية التي جمعت كل هذه الاركان الثلاثة كان ما وقعت به تلك الصحيفة المحترمة «التايمس» اللندنية في ارقى مراحلها الامبراطورية. نشرت تقريرا مستفيضا وبالحروف الكبيرة عن افتتاح الملكة فكتوريا لجسر واترلو الشهير. بعد ان اعطت وصفا دقيقا لوصولها ونزولها من عربتها الذهبية وقيامها بقطع شريط الافتتاح، قالت إنها مرت فوق الجسر.
ولكنها بدلا من ان تقول passed مرت على الجسر قالت pissed بالت على الجسر. مسألة حرف واحد! ولكن الصحيفة فتحت تحقيقا مركزا في الموضوع خوفا من ان يكون احد اوغاد البروليتاريا، مصحح البروفات قد تقصد هذا الخطأ. فسيغموند فرويد يعتقد ان هفوات اللسان والقلم كثيرا ما تعبر لا شعوريا عما في ذهن القائل. هذه غلطة حروفية.
ولكن بعض أخطاء الطباعة تصبح شنيعة حقا عندما تكون تصويرية. وهو ما حصل لي في هذه الزاوية عندما وضعوا صورة احد زملائنا بالاشماغ والعقال بدلا من صورتي بصلعتي البهية.
ومن الأخطاء الفوتوغرافية المطبعية ما ذكره الزميل منذر الاسعد في كتابه الظريف، «طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية». نشرت إحدى الصحف الأردنية صورة مخيم للاجئين وصورة للبطيخ المعروف بالرقّي.
كتبت تحت صورة اللاجئين «رقي بالمئات» وقالت تحت صورة الرقي «مخيم فلسطيني». لا ادري ونحن في خضم مأساة غزة ان يجوز لي ان اقول بأنها هفوة فرويدية اخرى.
قلت إن من الأخطاء المطبعية ما يبكي ايضا. روى المؤرخ العراقي نجدت فتحي صفوت ان الصحافي روفائيل بطي، صاحب جريدة البلاد اعتاد على تصحيح بروفات مقالاته بنفسه. وكان قد كتب: «سبق أن قلنا لفخامة رئيس الوزراء ان هذه المادة القانونية المقترحة...» وكانت الأحداث قد سبقت الكاتب واضطرته إلى تصحيح ما كتب فتناول القلم ليؤشر على كلمة «المقترحة» ويقول للمصحح «تحذف».
عادت إليه المقالة بعد التصحيح وإذا بها تقول: «سبق أن قلنا لفخامة رئيس الوزراء ان هذه المادة القانونية تحذف...». ثارت ثائرة روفائيل بطي فأخذ القلم ثانية وشرح للمصلح قائلا: «تحذف يا غبي!» فخرجت جريدة البلاد في اليوم التالي وهي تحمل افتتاحية رئيس التحرير بحيث تقول: «سبق أن قلنا لفخامة رئيس الوزراء ان هذه المادة القانونية تحذف يا غبي!...».
وسمعت بأن جريدة الجيش العراقي «القادسية» نشرت تقريرا عن مكافأة صدام حسين لعدد من الطيارين تحت عنوان كبير يقول: القائد الفظ الباطل السيد الرئيس صدام حسين يقلد أنواط الشجاعة لعدد من فرسان السمتيات». إنتهى المقال!
الأخطاء الطباعية شائعة و لا يسلم منها مصححو الصحف، و هم على درجة عالية من الالمام باللغة، و لن يسلم منها البروفيسير متى ما كان في عَجلة من أمره..
و مع ذلك، لا تهمنا أخطاؤه الطباعية بقدر ما يهمنا الموضوع المطروح!
شكرا على هذا الدقاع ولكنه لا يفيد لان الرجل غرضه مرضى ومغرور وليس مع الغرور علم. وقد وقع هو نفسه فى أخطاء فى الاملاء والنحو فى مقالى الذى رديت فيه على مقاله فسكت عن هذا الموضوع ولم يثره مرة اخرى. فارجو الرجوع الى مقالى ذاك مع تحياتى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة