|
الأحزاب السياسية السودانية التقليدية ... الم يحن الوقت ... للوقف الحرب بقلم الاستاذ. سليم عبد الرح
|
01:07 AM Jun, 11 2015 سودانيز اون لاين سليم عبد الرحمن دكين- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا
مما لايدع مجالا لشك ان الاحزاب قد تخلت عن الحرب, وتخلت ايضا عن مسؤوليتها الاجتماعية والادبية والاخلاقية تجاه انسان مناطق الحرب . لطالما الحرب بعيدة عنها وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل, فكان ما كان, فيكن ما يكون. يبدو ان شعارات الحرب المرفوعة لا تتطابق مع اهدافها ومصالحها. فلذلك لم ترى الاحزاب بداً فى التعاطف والتعامل مع الحرب بواقعية وصدق. من اجل اخراج البلاد من دوامة العنف والقتل والدمار الذى اتسعت رقعته بدرجة كبيرة. لابد ان تقوم الاحزاب بلعب دورها بتقريب وجهات النظر بين المعارضة المسلحة وحزب المؤتمر الحاكم. لا موانع ولا سدود بينها وبين حزب المؤتمر الحاكم, لانه فى اعتقادى لاتزال جسور المودة والتواصل مدودة بينهما. رغم ضلوع الاحزاب السياسية فيما الت عليه البلاد اليوم من التطاحن الداخلى المؤجع. الا ان وزنها السياسى والاجتماعى كبير ومهم فى القيام بدور الريادة والقيادة, فى ايجاد خطة ورؤية استراتيجية جديدة فى وقف الحرب التى اصبحت لا تطاق على الاطلاق. القضية ليست قضية انسان الهامش وحده انما هى قضية السودان باكملة. فالاحزاب جزءاً من السودان وليسوا اجانب وكما الحامليين لسلاح سودانيون هم ايضا وليسوا اجانب. ان السلاح قد حمل فى كل ارجاء العالم وليس السودان وحده لأسباب مختلفة. ولكن الهروب من مواجهة الحقيقة وضع السودان فى طليعة الدول المحبة للحروب والعنف طيلة تاريخه الحديث الذى خاض عبره ثلاثة حروب اهلية مؤلمة ومؤجعة للغاية لم يعد خياراً الان.السؤال المطروح يا ترى الى متى ستظل ثقافة العنف بين السودانيين؟ انه السؤال الذى طرحه انسان الهامش للأحزاب السياسية. يريد اجابة صريحة وصادقة دون المرواغة و التمادى فى الغى. لقد ان الاوان على الاحزاب السياسية ان تقف وقفة شجاعة وتاريخية لمواجهة الحقيقة التى هربت منها منذ ان نال السودان استقلاله الى الان. اصبح السودان يتمزق بالحروب نتيجة لسياسات الاحزاب الحاطئة فى تلك المرحلة من مراحل التاريخ. ولكن لا نبكى الماضى ولا نعود اليه انما نريد التلاحم لأكثر من اى وقت مضى لمواجهة الحقيقة من خلال وقفة صادقة وامينة مع انفسنا من اجل مستقبل أجيال اليوم والاجيال القادمة. كما قال الخالق العظيم فى احكم تنزيلة( ما غير الله بقوم حتى يغييروا بأنفسهم) الخروب حطمت السودان اجتماعيا واقتصاديا وعلميا. فلذا لابد من وقف الحرب اليوم قبل الغد والشروع الفورى فى وضع الترتيبات الامنية الضرورية على ارض, ثم الدخول فى المفاوضات. فاذا كان هدف الاحزاب السياسية ايجاد الحل السياسى السلمى للقضية كما تقول فيمكنها فعل ذلك اذا كانت نواياها حقا صادقة. لان قدراتها السياسية والاجتماعية تمكنها فى احداث تغيير حقيقى واضح وملموس. لطالما لها ثقلها السياسى والاجتماعى وايضا طوائفها ذات الامتداد الواسع فى ارجاء البلاد حقيقة لايمكن الاستهانة بها. لا شئ يصعب على الاحزاب اذا ارادت ان تقوم بواجبها السياسى والتاريخى والانسانى تجاه بلادها التى تتمزق تحت بصرها ولا حراك فيها. الاحزاب السياسية ترفض الحل العسكرى للقضية السودانية انما الحل السياسى السلمى انه لشئ عظيم. لاننا جميعا نتتواق الى الحل السياسى السلمى وليس العسكرى. فالان قد حان والوقت على الاحزاب السياسية التقليدية ان تطرح مبادرة السلام للنظام الحاكم فى الخرطوم والمعارضة المسلحة بصيغة سياسية جدية, لوقف الحرب والدخول فى المفاوضات بمشاركة العالم كله. لانه قد اصبح من الصعب ان تظل الحرب تقتل وتدمر الى ما لانهاية’ لقد هلكت الحرب انسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق, وكما اقعدت البلاد قسراً اجتماعيا واقتصاديا, نتيجة لغياب مشاريع ذات استراتيجية تنموية ذات مردود مالى كبير وعظيم للدولة من اجل يعيش المواطن حياة كريمة, وتقديم الخدمات الضرورية والاساسية لكل المواطنيين كالمرافق الصحية والتعليمة وغيرها. ولكن متى سيهلل ويبشر انسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق بالسلام والامن فى ربوع دياره؟ مسؤولية الاحزاب السياسية وقف الحرب واحلال السلام فى السودان, لانها مسؤولية اخلاقية وادبية. صحيح اخفقت الاحزاب فى الماضى. ولكن الان لايمكنها تكرار تجربة الماضى للمرة الثانية. فلابد للاحزاب ان تقوم بالاصلاح والتغيير الجذرى فى العقليات والمؤراثات القديمة لكى تكون مصدر امل والهام للسودان وشعبه, بعد الفشل الذريع منذ ان نال السودان استقلاله. التاريخ شاهد على تجربة الاحزاب السابقة, وشاهد الان على الحرب الدائرة التى طرحت من تحديات صعبة وعجت من الألم مؤجعة للغاية لأنسان مناطق الحرب دون ان تفعل الاحزاب شيئا. فاذا اخذنا ما هو مطروح على الساحة السياسية والاجتماعية ليس فوق طاقة الجميع انما غياب الارادة السياسية وقبول رأى الاخر هى المعضلة الحقيقية. لأجل الوصول الى الحل السياسى السلمى الذى يرضى كل الاطراف ولاسيما المجتمع نفسه. بعيداً عن ثقافة العنف والموراثات العقلية ذات الطابع القبلى والجهوى والعنصرى والتصنيف العرقى بدعوة التفوق النوعى. وقف الحرب واجب اخلاقى وادبى ودينى وانسانى على كل السودانيين دون تمييز. لانلوم احد مما الت عليه بلادنا من حروب منذ القرن الماضى الى الان, انما انفسنا نلوم. لماذا فقدت الاعراق السودانية الامل فى العيش مع بعضها البعض والمصاحبة فى الوجود؟ لا ادرى من يملك الاجابة الصريحة والواضحة جائز حزب المؤتمر الحاكم اوجائز الاحزاب السياسية. لا احد يريد الانتظار لقد انتظر انسان جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق عقود من الزمن. لايمكن ان تظل الحرب تقتل العشرات يوميا وتحرق القرى وتشرد الالاف وتهتك العروض. لابد من وقفة شجاعة من المجتمع السودانى كله لكى يجعل الحرب تاريخ. نناشد الاحزاب السياسية بان تقوم بمبادرة سياسية واجتماعية للوقف الحرب من خلال دعوة النظام الحاكم والمعارضة المسلحة بمشاركة منظمة الوحدة الافريقية وجامعة الدول العربية والامم المتحدة. لأيجاد الحل السياسى السلمى للقضية السودانية من خلال الحوار وليست البندقية. حتى لقاء اخر 10/06/2015
أحدث المقالات
- بيانات دعم التجمع الموسع للمقاومة في باريس تتدفق من انحاء ايران والدول العربيه بقلم صافي الياسري 06-10-15, 09:02 AM, صافي الياسري
- مؤتمر باريس خطوة لوقف ارهاب الملالي بقلم * طارق العزاوي – كاتب واعلامي عراقي 06-10-15, 09:00 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- المصالحة الفلسطينية عقدة المكان أم سوء النوايا بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-10-15, 08:59 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- هل فشل حزب العدالة والتنمية؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 06-10-15, 08:58 AM, فايز أبو شمالة
- ايران وداعش وجهان لعملة واحده خميني الهم داعش فكرة الانتحاريين بقلم صافي الياسري 06-10-15, 07:12 AM, صافي الياسري
- البجا بحث وتحليل بقلم جعفر بامكار محمد 06-10-15, 07:09 AM, جعفر بامكار محمد
- خطة إسعافية عاجلة للحل السوداني الشامل بقلم نورالدين مدني 06-10-15, 07:08 AM, نور الدين مدني
- عبق التواريخ القديمة بقلم الحاج خليفة جودة 06-10-15, 07:06 AM, الحاج خليفة جودة
- رسالة مفتوحة إلي والي الولاية الشمالية بقلم أحمد علاء الدين 06-10-15, 07:04 AM, أحمد علاء الدين محمد موسى
- يغالطوك في إسمك! بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 06-10-15, 06:21 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- تقرير المصير بين الواقع والخيال بقلم محمد ادم فاشر 06-10-15, 06:19 AM, محمد ادم فاشر
- جزاء التحرش الجنسى بالأطفال : تجربتان من كينيا والسودان !. بقلم فيصل الباقر 06-10-15, 06:17 AM, فيصل الباقر
- فاليريا كيربتشنكو بقلم د. أحمد الخميسي – كاتب مصري 06-10-15, 06:15 AM, أحمد الخميسي
- مفتاح النجاح ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-10-15, 06:12 AM, الطاهر ساتي
- إعلان 9 يونيو 1969: بصمة الرفيق جو بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-10-15, 03:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- كيف دمر النوبييون حضارتهم و دمروا السودان بقلم Tarig Anter 06-10-15, 03:37 AM, Tarig Anter
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم ألون بن مئير 06-10-15, 03:35 AM, ألون بن مئير
- الى الأمام بقلم عمر الشريف 06-10-15, 03:33 AM, عمر الشريف
- أبطال في زمن العبيد بقلم ماهر إبراهيم جعوان 06-10-15, 03:10 AM, ماهر إبراهيم جعوان
|
|
|
|
|
|