السودان من أقدم البلاد التي سكنها البشر وهو غني الي حد كبير بالمواقع الآثرية من أهرامات ومعابد فقد وجدت مخطوطات تعود الي 3000 سنة ق.م وبالرغم من أنه بلد قديم أيضا في اكتشاف الكتابة فقد كتب بالهيروغليفية ثم اتجهت شمالاً هذه الكتابة الي مصر ، كما كانت اللغة المروية أول لغة صوتية في إفريقيا ، أن الهيروغليفية لغة تعنى بترميز المعاني لا أصوات الكلمات كما هي اللغات الأبجدية المختلفة . إلا أن السودان أصابه انقطاع حضاري فيما يتعلق بالتدوين جعل الكتابات عن تاريخه في الغالب مأخوذة عن المؤرخين الإغريق من جهة والعرب المسلمين من جهة أخرى. تلك الكتابات لا تغطي كافة حلقات السودان التاريخية، ولا تشمل كافة بقاع السودان الحالية . أن البحث الآثاري في السودان كان في مرحلته الأولى مربوطا بحركة الرحالة الأجانب للسودان بدء بنهاية القرن السابع عشر، ولكن الرحالة الأوائل لم يهتموا كثيرا بالآثار السودانية القديمة، ولعل أول الرحالة الذين اهتموا بوصف آثار النوبة في السودان كان بوركهاردت ووادنجتون وهانبري في أوائل القرن التاسع عشر . من أهم الأعمال التنقيبية والتوثيقية للآثار في النوبة كانت في وصف الرحاليين الفرنسيين فريدريك كايو ولينان دو بلفون الذين اخترقا البلاد جنوبا إلى أبعد ما وصل إليه سابقيهما. كان كايو الأول من بين الرحالة الأوربيين الذي زار أطلال مروي البجراوية والنقعة والمصورات الصفراء ووصفها، وحدد مواقع العديد من المعابد وتوصل من خلال دراسة النقوش إلى أن كوش حكمت فيها ملكات، وهو ما لم يكن عادة متبعة في مصر . أما لينان دي بلفوند زار السودان في الفترة 1821 - 1822 فللأسف إن الملاحظات التي وضعها في شكل دفتر يوميات والرسومات الرائعة ظلت على مدى قرن بأكمله صعبة المنال حتى تم نشرها مؤخراً. وقد كان نسخه لنقوش المعابد في المصورات الصفراء والنقعة جيداً. في تلك الفترة ارتبط التوثيق للآثار والبحث عنها بالرحالة الرسامين، ففي عام1833 زار المنطقة د. هوسكنس وكتب كتابا ثبت فيه العديد من الخرائط والرسومات لجزيرة مروي وأرقو وتمبس وصلب وسمنة وكرمة، وكان كتابه يحوي معلومات في مجال الإثنوغرافيا أكثر منه في مجال الآثار والتاريخ . ختام المرحلة الأولى من الاستكشاف الآثاري للسودان توجهت عبر بعثة لبسيوس الشهيرة المكونة من عدد من العلماء والفنانون لرسم الآثار وتوثيق النقوشات عليها 1842 - 1845، وخرجت بأطلس مؤلف من 12 مجلداً نفذت بدقة. حيث سار طريق البعثة عبر كورسكو إلى مروي، ثم عملوا في النقعة والمصورات الصفراء، وزاروا سوبا وسنار وفي طريق العودة جبل البركل وأرقو وتمبس وسيسبي وصلب وصادنقا وجزيرة صاي وسمنة ومعابد النوبة السفلى ، وقد حمل لبسيوس النصوص التي جمعها والرسوم والنقوش إلى ألمانيا . الطيب محمد جاده
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة