:: رغم هيبتها، فان قاعات المحاكم لاتخلو من الطرائف.. وقبل سنوات، ضبطت الشرطة دجالاً يستخدم قزماً في أعمال الدجل والشعوذة..وكانت مهمة القزم - وهو من نلقبه بالبعيو - أن يبقى قابعاً في الظلام، ثم يصدر أصواتاً توحي للضحية بأنه الجن المسلم.. وعند المحاكمة، وبعد أن عرض المتحري الوقائع وأقوال الشهود وإعترافات ( الدجال والبعيو)، سأله مولانا محمد سر الختم مداعباً : (هسة البعيو ده متهم ولا معروضات؟)، فصاح البعيو متوسلاً : (أنا متهم يا مولانا، والله العظيم متهم، كيفن أكون معروضات؟، إنت بي صحك؟)، فضجت القاعة بالضحك ..!! :: فالبعيو يعلم أن المحاكم دائماً ما تحكم على معروضات بالإبادة، ولذلك صاح متوجساً.. ولكن يبدو أن شرطة الجمارك لا تعرف تلك الأبجدية، ولذلك تخلصت من شحنة التفاح المضبوطة في حاوية المخدرات بالبيع عبر المزاد قبل أن تصل القضية إلى المحاكم.. لقد تم ضبط شحنة التفاح - وما فيها مخدرات - بتاريخ السبت ( 3 ديسمبر)، ثم تم بيعها عبر المزاد بتاريخ الخميس ( 8 ديسمبر)، أي بعد خمسة أيام فقط لا غير ..وهي فترة لا تكفي لإكتمال التحري والتحقيق النيابي، وناهيكم عن مرحلة المحكمة التي تحكم في أمر التفاح بالبيع أو الإبادة..!! :: والتفاح الذي تم بيعه بلا شهادة جودة - كما قال خبر الأمس بهذه الصحيفة - لن يكون من معروضات المحكمة.. وشرطة الجمارك لا تفسد فقط بلاغات قضايا المخدرات بهذا التصرف الغريب، بل تفسد لوائح وقوانين الصحة العامة أيضاً حين تبيع التفاح بلا شهادة جودة في المزاد .. ولقد أحسن المشتري عملا برفضه لدفع قيمة المزاد عندما لم يجد شهادة الجودة.. والكل يعلم، ما عدا شرطة الجمارك، بأن مستندات الجودة والصحة من شروط مزادات بيع السلع والفاكهة وغيرها.. !! :: لماذا تبيع شرطة الجمارك ما كان يجب أن يكون معروضاً من معروضات قضية مخدرات قبل حكم المحكمة؟، ولماذا تبيع بغير كشف أو فحص يثبت الجودة والسلامة؟..ما يحدث بحظائر الجمارك أمر مريب للغاية.. ولا ننسى أن محررتنا هاجر سليمان كانت قد حاورت حاورت اللواء شرطة محمد عبد الله النعيم مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات .. وكان أخطر ما في حديث اللواء شرطة النعيم أنه فتح أبواب الشك بلا حدود، بحيث يصبح الكل متهماً حتى يثبتوا براءتهم عبر تحقيق يجب أن يشمل كل السلطات المسؤولة عن الموانئ، بما فيها (سلطات الجمارك !!!!!!!). :: ( كل خططنا لضبط الجناة تفشل بسبب قوات الجمارك، ربما دون قصد)، هكذا وضع اللواء النعيم القضية أمام الرأي العام ..شرطة المخدرات تكون على علم بوصول حاويات المخدرات، ثم ترصدها حتى تصل إلى حظائر الميناء.. ولكن، لأنها ممنوعة عن الدخول والتواجد بحظائر الميناء- رغم وجود الحظر الصحي والزراعي والمواصفات والمصنفات - تتدخل شرطة الجمارك بالضبط والتحري قبل مرحلة إستلام الحاويات من قبل أصحابها الذين يهربون ..هكذا تفسد شرطة الجمارك قضايا المخدرات..وها هي تتمادى في الإفساد ببيع المعروضات بغير حكم قضائي .. ليبقى السؤال، هل كل هذا الإفساد المتكرر يحدث بالصدفة والخطأ؟.. للناس عقول ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة