|
افراح ودموع نوبيه / الاستاذ / وحدان حمدان احمد
|
افراح ودموع نوبيه الاستاذ / وحدان حمدان احمد
هذه الاصناف لم تتحدث عنها وساءل الاعلام القوميه, ولا حتى الخاصه, لانهم مثلهم ومثل الاخرون نفس الصنف الذي يجب مسحه من الوجود, وحرمانه من تبعيه مقومات البشر في هذا الوطن. ولأن سيدهم لا يرغب فيهم,, باعتبارهم غير خاضعون له . واما جلادهم فضربه عليهم, كضرب السندان للحديد بلا هواده, فالرحمه لن تنفع في ضرب الحديد والشفقه تعمل على عصيان العبيد . ولكن رغم ركوبنا على بواخر الرقيق ومفارقه الاهل, فماذال الشعور مرتبط بيننا , ولذلك بدأنا نصرخ بالعياط على البعاد عسى ان يسمعنا احد, ويسال عن ماذا يرطن هذا العجمي المنعول ؟ وهنا قد تاتي الاجابه لهذا الجبار بان هذا المنعول يقول واا اهلي واا اهلي, ويعيط من اجل اهله الكاركو والكاشا والفندا والكجوريه والوالي واتباعهم المظلومون بين المطرقه وسندانتها , بل وفي وضح النهار والعالم يشهد على قتلهم وتشريدهم وخلع ممتلكاتهم وتهجيرهم بدون هواده. نعم بدون هواده.... فالشيخ يجري ,والطفل يجري, والحبلى تجريو وحتى العجوز يجري على ركبتيه. وكانه مهرجان للفرح يعذب فيه العبيد للاستمتاع والتلذذ . فمن منا لم يشاهد هذا المهرجان ؟؟؟ ومن منا قال كفى ؟؟ وكم منا الصامت؟؟؟ هذه هي مأساه اهلنا في جنوب كردفان وجبال النوبه . ولكن العجب, انني احزن عليهم وهم المحتفلون بافراحهم في وسط ميادين العاصمه .اذا لماذا العواء عليهم في تلالهم, مادام هم الباهجون في ضواحي مدائن اسيادهم . فقد اكون انا من اكل عليه الدهر وشرب, وبدأت انظر للاوضاع بعين كليله ,طليت بخرافات ماضي تليد. او ان البشريه تغيرت وصارت لا تهتم باوجاع الاخرين, بل صارت لا تهتم حتى باوجاع جسدها الخاص. فان كانو حقا يشعرون باوجاعي فما الذي منعهم من تحويل هذا الاحتفال او ختمه بلفته احتجاجيه توحي بعدم الرضاء للاوضاع الانسانيه التي تعانيها مناطقهم واهليهم؟ فمن باب الترابط والثقافه و ادب المشاعر ,ان يتوجع الناس باهليهم كما يفرحون بهم . ولكن العكس في اهلي انهم يفرحون في امصار غيرهم وتلالهم تتهشم بما فيها . ويتحدثون عن ثقافتهم وتراثم واهليم يمحون عن الوجود . فلماذا اتوجع انا من باب السياسه والاهل والانسانيه ؟؟؟؟ لأن المسؤلون عنهم قالوا انهم عصاه ولا ينتمون الى جيسس . والغاضبون عليهم قالوا هم بدايه المشوار للوصول الى قداسه المسيح كاودا. وتعاسه الاقدار رمتهم في الطريق بين الخرطوم وكاودا. فما على العجله العسكريه ,غير دهسهم كما يدهسون سمسمهم المزلوط على صخورهم . فيا للعجب من هذا التشبيهو الذي لا يتأمله الا علماء البلاغه والافصاح . فقد وقعت الواقعهو ولكني ساظل على البكاءو حتى تسمعني ملائكه السماء, فما المانع من مشاركتي في هذا الحداد . فهم قد هلكو اليوم, وانا باليوم منتظر الميعاد , فمن سينتظر معي ؟؟؟؟؟؟؟
|
|

|
|
|
|