يا حليلك يا بلدنا واحده من الاغنيات الجميلة التى لاقت استحسان المستمع فى تلك الفترة الحلوة المزاج تغنى بها فنان جميل صاحب صوت شجى ونقى ومؤثر .. ولو لا ان وافته المنية لكان واحداً من الذين يشار اليهم بالبنان .رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى ...
على مشارف نهاية الستينات بداء الفنان المطرب احمد فرح فى ابراز هويته كمطرب ويقدم نفسه كفنان واخذ طريقاً يبساً متجهاً نحو الساحة الفنية لياخذ مكانه فيها .. كيف لا وهو يمتلك امكانيات صوتيه ولحنية وقدرات عالية الجودة .. فى تلك الفترة او ما قبلها بقليل قدم احمد فرح اعمالاً فى منتهى الروعة وجدت القبول والمتابعة والاهتمام ولكن اغنية يا بلدنا والتى كتب كلماتها الراحل المغيم اسماعيل حسن كانت نقلة واضافة حقيقية فى مسيرته الفنية وكان موفقا فى تلحين الاغنية على ايقاع الدليب المعروف بمميزاته واشرك الة الطنبور ضمن الالات الموسيقية الاخرى وهذه المشاركة كان لها وقعها واثرها حيث تناغم الطنبور وبقية الالات مما اعطى بعداً فنياً رائعاً كثيراً ما جمل فى ملامح الاغنية وشكلها العام ..,,
فيكى ربونا اتولدنا فيكى حبانا واهنّنا يا حليلك يا بلدنا ** يا اله يا الله حلحل لي وثاقى اصلى مشتاق اصلى غرقان فى اشتياقى لى نخيلنا ولى جروفن ولى السواقى لى سديرياتنا لى لبس الطواقى الدموع الكابى عن ساعة فراقى يا حليل ناس امنة فى ساعة التلاقى يا حليلك يا بلدنا ** يا حليلو لعبنا فى رمل الجزاير نرعى فى ودبانا فوقنا الطير طاير كنا فرحانين ومرتاحين ضماير كنا ما بنعرف زعل خاتبن الصغاير شوف بناتنا بدور تقول فوقن ضفاير يا حليل ناس امنه فى ساعة الحراير جن تقول غزلان واردات الحفاير يا حليلك يا بلدنا ** وكت الليل يروف بطراك فى العشاوى الدليب ان دق تسمعو فى مساوى الطنابير الترن تحكى الحكاوى واللبيب بى صوتو لى جرحى بيداوى يا حليلى اللى بلدنا بقيت غاوى الحنين والغربة ديل سونى راوى يا حليلك يا بلدنا ....
هذه الاغنية بمفرداته البسيطة وما تحمله من شجن دافى اقول انها تحمل ملامح انسان ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالارض والتراب والنيل والنخيل والقرية بابعادها وطقوسها واسماعيل حسن يرحمه الله كان هكذا لايحتمل الغربة ولا الاغتراب ولا الابتعاد عن الامكنه التى يألفها ولا الشخوص حتى .. والامثلة كثيرة كان بخاف الغربة .... ** متين يا الله نرجع للبلد طولنا لارض الحنان ارض النخيل العالية تتحدى الزمان ** يحليل بنيات الفريق والليل يزغرد بالدليب الصفقة والطنبور يرن والشوق يهوّد باللبيب والسوط على ضهر البطان ينجر زى درب الدبيب يحليل صناديد الرجال الحاشا ما ختولنا عيب الليل متين يا الله نرجع للبلد طولنا
ومن خلال هذه الاغنية والتى تغنى بها الراحل المغيم عثمان اليمنى الشاعر اسماعيل حسن يرسل سرب الحمام ويحمله السلام للاهل والديار والامهات والجداول وحتى النعاج الراقد فى ضل العصر
نعود لاغنية يا بلدنا التى ورد فيها اسم مساوى ومساوى لم ترد اسمها الا و لها هواً فى نفس اسماعيل حسن بخلاويها وحيرانها وتقاقيبها وتاريخها الحافل بارابيبها ومكوكها ونزعته الصوفية ونصيبه فى الارث النوبى المشترك يذيده شوقا وتوقاً ويزداد ترابطاً وتلاحماً ويشده الحنين ويسترسل .. كلو كاكول ابو الصلاح يابا يا جبلاً بطل فوق السحابا
وعندما نذكر مساوى فلا بد ان تجى نورى بابعادها ولها فى الخاطر ما لها .., وهي فى البداية مسقط راس الفنان احمد فرح ونورى الصلاح ونورى الفكى محمد ابو الحسن وام الحسن تور نورى ابقرناً مسن ونورى حميد وابو شيبة وكل مبدعيها ونورى الجناين والسواقى والعراكاب ومن هنا تاخذ الحياة زخرفها والنيل بانسيابه الانيق يزيدنا الفة ومحبة ...,,
عار عن الصحة ما قبل ان الشاعر اسماعيل حسن جاء باحمد فرح بدلاً عن الفنان الكبير محمد وردى والله زور ذلك الخبر ولا اساس له من الصحة ولدى دليل تكذيب هذا القول وانما جاء احمد فرح تلبية لاحساسه الذى تلاقا باحساس الشاعر ووجد ضالته فى هذه الاغنية ولكن عادة ان الفنان الموهوب صاحب الصوت الجميل هو عادة محل اهتمام الشعراء والملحنين ومن هنا كان اللقاء ..,,, رحم الله الفنان احمد فرح والشاعر اسماعيل حسن وجميع المبدعين وغيرهم الذين سبقونا الى هناك ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة