|
اغاني وأغاني من الامس ونجوم الغد واليوم/samih aldabi
|
عنوان هذا الموضوع مقتبس من اسماء لبرامج تلفزيونية سودانية. المتابع للحياة العامة السودانية يلاحظ كأن الزمن خلال الخمس وعشرين سنة الاخيرة كان متقدما اكثر في الماضي فكريا وثقافيا اكثر من الحاضر ولم يحدث تقدم في السودان او طفرة ثقافية تتناسب مع الحراك الثقافي والفكري في فترة السبعينات والثمانينات الذي كان نتاجا طبيعيا للحراك الذي سبقه منذ بداية التسعينات ابتدأت الردة التدريجية في مناحي الحياة العامة من ناحية اجتماعيةو ثقافية و رياضية و سياسية في العاصمة والاقاليم . من ملاحظاتي الشخصية ان حياتنا الاجتماعية اصابها خلل ما فاصبح المأتم لا فرق بينه وبين الفرح من الناحية الشكلية فصار الاثنين ساحة لعرض المظاهر الخداعة بعكس الامس الذي كان يمكن ان تفرق بين صيوان العزاء او الفرح من خلال صينية الاكل او الملابس وقد حدث معي ذات مرة في سرادق للعزاء بحارتنا ان سألني احد الحاضرين هل تم عقد القران فقلت له ان هذا مأتم ويوجد في الشارع الذي يلي هذا الشارع عقد قران الاسرة الفلانية ان كنت تقصده . اما ثقافيا قارن بين عدد المسرحيات قبل خمس وعشرين سنة والان انظر لدور السينما وارتياد الناس لها وقارن بين عدد المسلسلات والدراما السودانية كما وكيفا التي تم انتاجها في الثمانينات والسبعينات تلفزيونيا او اذاعيا وقارن بين الممثلين والممثلات ايضا ستجد الان مجرد منلوجات وساردين نكات معظمها لا يضحك وزوو نمط عنصري وتنميط سلبي لقبائل السودان يقدم معظمهم في البرامج على انهم دراميين او ممثلين . اما من ناحية الغناء فانظر الى من يسمون نجوما وهم لا يغنون سوى اغاني الرواد وان تغنوا باغانيهم لا تجد شيئا جديدا يشعرك بفرق بينه وبين طريقة الاداء القديم من حيث الابداع و رغما عن تطور الهندسة الصوتية الهائل لم نستطيع استخدام تقنيتها والاتيان بلحن به جديد يخرجنا من محليتنا وفي هذا المجال سبقنا الاخوة الاثيوبيين فصارت الاغنية السودانية عند بعض الفنانيين الاثيوبيين تجد قبولا محليا وخارجيا عند المتلقي السوداني والاجنبي . مع وجود بعض الاستناءات بالطبع من فنانين ودراميين ومسرحيين وهي على قلتها لا تظهر في الميديا الرسمية والسبب معروف ويخضع لتوجهات المبدع الفكرية والسياسية وقربها او بعدها من توجه الدولة وهل جهر بها من قبل ام لا. اما برنامج اغاني واغاني الذي يعرض كل عام في رمضان فقد استنفذ فكرته واصبح مجرد برنامج يعيد نفس الاغاني كل عام بتقديم يوحي بأن المشاهد ذاكرته ضعيفة او يمكن خداعه مثلا اغنية السايق البوباي تقدم مرة باعتبارها اغنية للمرحوم الفنان محمد حسنين ومرة عند الحديث عن ذكر الشعراء الذين اوردوا كلمة الاشارة في اغانيهم ومرة عند الحديث عن تاريخ قيادة المرأة للسيارة ومثلها نسيم الروض عند الحديث عن الاغاني التي يطلب فيها الشاعر من النسيم توصيل رسالة الى المحبوبة وتغنى نفس الاغنية العام القادم عند الحديث عن شاعرها والعام الذي يليه عند الحديث عن كلمة الرياض في الشعر السوداني.
|
|
|
|
|
|