|
اعيدونا الى حياض الوطن
|
الرشيد جعفر على
المملكة العربية السعودية الرياض كلما لاحت بارقة امل بقرب وصول تباشير السلام وصمت المدفع وقعقعة السلاح وانطفاء النيران ونهائة الحروب فى ربوع سوداننا الحبيب ما لبثت تلك الاحلام ان تصبح مجرد فقاقيع تطلق فى الهواء الطلق فتطير احلامنا معها بقرب العودة الى الى حياض الوطن الغالى والاستقرار به .
تدور المفاوضات لحل مشكلة الجنوب لما يناهز العامين فيحدد تاريخ محدد لتوقيع الاتفاق النهائى لحلول السلام والامان فتظهر معضلة مفتعلة او حقيقية لا ندرى تحول دون ذاك الموعد المحدد سلفا فلم يعد هناك شى مفهوم ومعقول فكما قيل واحد زايد واحد لا تساوى اثنين فى السودان بل تعادل اى شى اخر غير التحليل المنطقى والواقعية والنظرة الموضوعية والوطنية الحقيقية لبناء وطن شامخ متعافى حر فى اراداته وتدبير مستقبله السياسى والاقتصادى فتابى النظرات الضيقة والمصالح الانية والحزبية الا ان توخر الاتفاق النهائى فتدور الكرة هنا وهناك ما بين انتظار قانون سلام السودان الامريكى وما بين الانفراد بالحكم مع الحركة الشعبية دون التيارات السياسية الاخرى فيصبح الشعب السودانى هو الملعوب به دايما وا! بدا حتى اصبح لا يعبا كثيرا لما يدور ويجرى حوله .
فاذا انطفت نار الجنوب ظهرت على السطح نيران وقنابل التهميش وفقر التنمية والعنصرية فى الغرب بدارفور الفتية كانما باقى ولايات السودان نالت حظها الكافى من التنمية والرفاهية المفعمة بالتشبع الكافى ليثور جزء من اهالى دارفور ويطالبوا بالحاقهم ببقية انحاء ولايات البلاد المترفة بالتنمية والتقدم فرحمة بكم وببلادكم يا اهل الغرب فالبندقية لن تزيد دارفور الا تخلفا وتشرزما لما هى عليه فليدع اهل الغرب فرصة للحوار والحل السلمى لحل مشاكل التنمية مراعاة لواقع البلاد والمنعطف التاريخى التى تمر به الان فى ان يكون هناك سودان او لا .
فمشكلة السودان هى ليست نقص فى الموارد والقوه المادية وعدم العدالة فى توزيع الثروة بقدر ما هى ضعف فى حسنا الوطنى تجاه قضايانا الوطنية من قبل كل التنظيمات السياسية الموجودة على الساحة السياسية حاكمة او معارضة التى تقدم مصالحها ومكاسبها الذاتية على مكتسبات البلاد واهدافها الاستراجية ان وجدت هذه اصلا فى برامج الاحزاب السياسية المختلفة .
فقد اضرت المنافع الضيقة بمصالح البلاد واقعدتها عن اللحاق بركب التنمية والتقدم مما قاد الى وجود قضايانا ومشاكلنا الوطنية على السطح لم تبارح مكانها منذ اربعة عقود مضت فهى نفسها المحاور التى فى الصدارة وبنفس الوتيرة المملة الموغلة فى الحسرة والالم لم نتقدم فى حلها خطوة واحدة الى الامام فمتى يرتفع الساسة الافاضل الى مستوى معاناتنا ومشاكلنا التى شردت ملايين الشباب وقذفت بهم الى الاصقاع فالتنتهى تلك المزايدات والمناورات السياسية المتعددة والمحفوظة لتعود كل الطيور المهاجرة لربوع الوطن لتنعم ووتنسم عبير هواه .
فان كانت هنالك الان بعض من مشاعر تفاول بقرب التوصل الى اتفاق نهائى يقينا شر الحرب وعدم الاستقرار نجد ان مشكلتنا لن تقف بامضاء الاتفاق بين الحركة والحكومة انما العلاج فى الارتفاع بحسنا الوطنى وصدقنا تجاه قضايا المواطن البسيط ومشاكل الوطن الحقيقية فمتى ما توفرت النية السليمةالصادقة تجاه قضايا السودان الحقيقية المبراه من كل ذاتية ضيقة الى رحاب اوسع باتساع المليون ميل مربع ورحابتها لتسع كل اشكال والوان الطيف السودانى المختلفة والمتعددة .
فدون ذلك هو حالنا الماثل منذ اربعة عقود ملئية بالخيبة والحسرة فدون الحس الوطنى الصادق من قبل قادتنا السياسيون لن يكون اتفاق السلام الا عبارة عن وعاء فضفاض وهدنة موقتة يحمل كل فرد فيها مشاعر الضد فى حكومة يسودها التناحر والتنازع لم يجمعهم الا تيار التناقضات والمصالح السياسية العالمى وليس قناعات اكيدة حقيقية تهفو وتحس بالم الشعب السودانى فدون ذلك لن تحل مشاكل بلادنا واولها المحافظة على وحدة التراب السودانى بتنمية روح الانتماء للسودان ارضا وهما وتطلعا فوق زواتنا ومصالحنا واعتقادتنا الضيقة الى افاق اوسع يكون السودان اولا واخيرا وقبل كل شى . فلتتش! ابك الايادى شمالا وجنوبا يمينا ويسارا من اجل السودان وكفى ما حصدناة من ضياع وعدم استقرار فى كل الحقب الماضية
|
|
|
|
|
|