|
اعادة قراءة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام 1/7/2014م (الحلقة الثالثة) بقلم طالب تية
|
10:49 PM Aug, 28 2015 سودانيز اون لاين طالب تية- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله وباسم الوطن اعادة قراة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام مع هيئة الاركان المشتركة المنعقد في 1/7/2014م (الحلقة الثالثة). القاهرة، مايو 2015م. ، مصدر هذه الوثيقة هي جريدة الراكوبة الالكترونية. وسنقوم باعادة ترتيب ما قيل في الاجتماع حسب الاجندة المدرجة وكما سنقوم بوضع كل حديث قيل في مكانه الصحيح من الاجندة حتى تكتمل الصورة عند القراءة وفهم ما قيل في ذلك الاجتماع. في النهاية سنقوم باستعراض هذه النقاط بالتحليل والتعليق عليها حسب وجهة نظرنا. لقد حضر هذا الاجتماع الاستراتيجي المهم بالنسبة لقيادات المؤتمر الوطني في الجيش الاتية اسماؤهم: 1- المشير عمر حسن البشير القائد العام ورئيس الجمهورية. 2- الفريق اول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، وزير الدفاع. 3- الفريق اول ركن مهندس مصطفى عثمان عبيد، رئيس هيئة الاركان. 4- الفريق اول ركن هاشم عبدالله محمد، رئيس الاركان المشتركة. 5- فريق ركن ملاح اسماعيل بريمة عبدالصمد، رئيس اركان القوات الجوية. 6- فريق ركن محمد جرهام عمر شاؤل، المفتش العام للجيش. 7- فريق ركن احمد عبدالله النو، رئيس اركان القوات البرية. 8- فريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوى، رئيس العمليات المشتركة. 9- فريق ركن بحري دليل الضو محمد، رئيس اركان القوات البحرية. 10- فريق ركن صديق عامر حسن، رئيس هيئة الاستخبارات والامن. 11- فريق طبيب السيد علي سر الختم، رئيس ادارة الخدمات الطبية. 12- فريق ركن يحي محد خير، وزير الدولة بالدفاع. ا- اجندة الاجتماع: 1- الوضع الامني والعسكري بمسارح العمليات. 2- تاثير الاضطرابات الامنية بدول الجوار وانعكاساتها على السودان. 3- حملة الصيف الحاسم وكيفية مواصلتها. 4- الوضع السياسي وتحدياته على مستقبل البلاد. 5- خلاصة الاجتماع. ب- تحليل اهم النقاط التي نوقشت والكلام الذي قيل والتعليق عليه. أ- اجندة الاجتماع:
قراءة بين سطور الجند الثالث من وقائع اجتماع القائد العام ورئيس الجمهورية المنعقد في مكتب القائد العام بوزارةالدفاع بتاريخ 1 يوليو 2014م استعدادا للصيف الحاسم، اي صيف عام 2015م.(الحلقة الثالثة). 3- حملة الصيف الحاسم وكيفية مواصلتها. الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين، وزير الدفاع: يقول في هذا البند بانه يعاهد الرئيس على تحرير كاودا وان كل الخطط والقوات والسلاح المطلوب لمعركة كاودا متوفرة بالاضافة الى توفر المعلومات والبيئة الحاضنة من المواطنين. ويقول بان كل عملهم الان يصب في اتجاه تنظيف البلاد من التمرد. ويقول بان الحسم بالبندقية افضل، ومن اراد ان يستسلم. ويقول بان التمرد يقول بان القوات المسلحة ضعيفة وان كل الخيارات لديهم انتهت. ويقول بان هنالك طرف واحد لا يقبل بوقف الحرب، هو التمرد. ويقول في الوقت الذي يتحدث فيه الاتحاد الافريقي عن وقف الحرب تتحدث ما يسمى بالجبهة الثورية عن اسقاط النظام عبر الحل العسكري ومستعدين للصيف الحاسم وانهم يريدون حكومة انتقالية تؤدي الي تفكيك القوات المسلحة. ويقول بان اصرار المتمردون يشجع بضرورة حسم التمرد في الجبهات الثلاثة (يقصد جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور)، واحكام السيطرة على حدود البلاد. ويقول بانه افضل لهم الاستمرار في الحرب بدلا من احضار اعداء الله والوطن. ويقول بان محاربة هؤلاء واجب ديني واخلاقي وواجب لكل السودانيين. ويقول بان الحوار مناورات تعمل كغطاء سياسي للحرب على التمرد ومنع اي مناطق محررة. يقول عبدالرحيم بان كل القوات المسلحة والاجهزة الامنية المشاركة ترفض وجود اي قوى اخرى، فاستمرار الحرب والجهاد حتى تاتي قيادات التمرد صاغرة مستسلمة وتقبل بتسريح قواتها ويقول بان التمرد مع الحل السلمي لا يجد استجابة منهم لانها كلمة حق اريد بها باطل، لكي ننام ولا نقاتلهم حتى يقوو ويجهزوا قواتهم وياخذوننا على حين غرة ويفاجئوننا بعملية في العمق تؤدي لاضعاف الروح المعنوية لقواتنا. ويقول للمجتمعين بان يروا الضغوط والمشاكل التي واجهتها القوات المسلحة والاجهزة الامنية عندما وصل المتمردون ام روابة ويسال ويقول لماذا لم ينادي المتمردون بوقف الحرب. ويجيب ويقول بانهم افتكروا بان الجيش سينهار. ويقول ولكن الان القوات المسلحة ممسكة بزمام المبادرة في مسارح العمليات كافة والاسلحة كافية. ويقول بانهم اصدروا تعليمات بالاستمرار في ضرب اي مكان او موقع يشكل دعم. ويقول ليس هنالك مدرسة او مستشفى او منظمة تعمل في مناطق التمرد دون اذن من الحكومة وهذا يعتبر عمل عدائي يجب تدميره. ويخلص ويقول بان استعداداتهم ذاهبة لتحرير كل جنوب كردفان لانها معقل الحركات واذا تم القضاء علي التمرد بجنوب كردفان تكون الحرب انتهت لان النيل الازرق في جيوب ويسهل القضاء عليه. ويقول بانه في الخريف سوف تستمر الضربات الموجعة للتمرد حتى لا يستطيعوا تجميع قواتهم. الفريق اول ركن مصطفى عبيد، رئيس هيئة الاركان: يقول رئيس هيئة الاركان في هذا البند السلاح عندهم والبشر موجود وتبقى لهم الحروب الاخرى، حرب الخطط والتكتيك والاستخبارات وكل انواع الحروب النفسية. ويقول بممارسة الحرب النفسية والاعلامية للتحضير للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة، وان تغطي مساحة الحرب النفسية والاعلامية جوانب اكثر من حرب الميدان العسكري وان تبدأ من الان (اي من الاول من يوليو2014م) وان تشمل مناطق جغرافية اكبر حجما من تلك التي تدور عليها المعارك في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور. كما وانها يجب ان تكون اوسع مجالا حيث تشمل حالة السلم والحرب معا. وذلك من خلال التمهيد والتحضير النفسي لهذه الحرب على المستوى الداخلي بتحضير الرأي العام لدى المواطنين لهذه الحرب من حيث اهميتها للمواطن بشكل خاص وللدولة والمجتمع بشكل عام حتى يضمنوا سلامة الموقف الداخلي وتماسكه بل جعله متحمسا لخوض هذه الحرب. ويقول يجب مساعدة المؤتمر الوطني بمناورة مغلوطة كغطاء سياسي ويقوموا هم (العسكريون) بعمل اعلامي مضلل لارباك خطط التمرد وكشف نواياهم. ويقول بانهم قد بداوا قبل المعركة العسكرية بجمع المعلومات المكثفة عن كل ما يتعلق بالمتمردين، من حالة نفسية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لكي يتم بلورتها في بوتقة واحدة ولربطها وتوظيفها للاشاعة وضرب معنويات التمرد ومناصريه. وعبر اعلام موجه لا بد من استثمار نتائج المعارك والانتصارات التي حققوها في خلق سيكلوجية لدى المواطنين الموجودين مع التمرد، وبالتالي يستسلموا لكل ما يريدون من التمرد من املاءات على المستوى السياسي والعسكري. حتى لو انتصر التمرد عسكريا في اي معركة او لم ينتصر – حيث تحول الحرب النفسية الهزيمة العسكرية من مجرد هزيمة عسكرية الى هزيمة نفسية تنخر في كل فرد من هذا التمرد، باعتبار ان الهزيمة الحقيقية على تلك الحالة النفسية التي يصبح عليها المواطنيين الداعمين للتمرد، من حيث الخنوع والاستسلام والركون للسكينة والهدؤء ويسيطر الضعف والهوان عليهم. وان تحكم هذه الحالة النفسية كل مسار حياة المتمردين فيما بعد الحرب. وقد تحدث عن الاعلام والحالة النفسية وقال، يجب ان تشن حرب نفسية لا هوادة فيها على المواطنيين بمناطق التمرد وعلى المتمردين بشكل خاص للتاثير على الروح المعنوية وعلى الحالة النفسية لديهم بهدف التاثير على معنوياتهم وهزيمتهم بانفسهم وثقتهم في الجيش الشعبي من حولهم. ويقول بان الاعلام يعتبر من اهم ادوات الحرب النفسية، وان يملكوه برامج تستهدف التاثير على الافراد ونفسيتهم، لخلق الوهن والاحباط والتفكك والاضطرابات لديهم، ثم تحويلهم لادوات يسهل توجيهها وتتميز بانها غالبا ما تكون مفاجئة وسريعة وهادئة تتخذ اشكالا متنوعة كالاستدراج والغفلة والبساطة وحتى السذاجة احيانا كي لا تلفت النظر اليها. ويقول بانه قال هذا الكلام لان الدول والمنظمات الداعمة للتمرد اصبحت تستهدف الدعم السريع وتجريم القوات المسلحة ووصلت حتى مجلس الامن. ويذهب بعيدا ويقول بان القوات المسلحة عقدت على تسليم كل حدود السودان خالية من التمرد في خلال ستة اشهر (اي من 1يوليو 2014م الي 1 ديسمبر 2014م)، وتوفير المعدات اللوجستية والبشرية على ان يبدأوا في الاعلام قبل وقت كاف. ويقول بان القوات المسلحة والقوات النظامية تبسط سيطرتها على جبهات القتال بعدما اعطى التمرد درسا لن ينسوه وان كل من يريد المساس بامن الوطن مصيره الموت. ويقول لولا الخريف لوصلوا الى كاودا وسيطروا على الحدود من يابوس الى طروجي. ويقول لتحقيق الانتصار بانهم اتجهوا الى تجنيد ابناء المنطقة، خاصة جبال النوبة حتى يستفاد من معرفتهم لطبيعة المنطقة ويساعدوا في تنظيف المنطقة. ويقول بان التجنيد عمل في الانضمام للدعم السريع لان غالبية الشباب يحبون الانتساب للامن وان هذا كرت يستخدموه، ومعسكرات الجيش والدفاع الشعبي والشرطة ويقول تقديراتهم لزيادة الموجود بتجنيد 40الف لمعركة شاملة باحدث الاسلحة والطيران لكي يكون زمن الحرب قصير جدا. ويقول بان قواتهم الان منتشرة في حدود السودان كافة ولا تعاني مشاكل ما عدا في حدودهم مع الجنوب الذي مازال يقدم الدعم للتمرد. ويقول بان الجنوبيين يفتكروهم لا يعلمون بذلك الدعم، ولكنه يقول بان المسالة مسالة وقت وبعدها ينقلب السحر على الساحر. الفريق ركن صديق عامر حسن، رئيس هيئة الاستخبارات والامن: يقول في هذا البند لا بد من مواصلة الصيف الحاسم وعدم اعطاء التمرد فرصة لتجميع قواته. ويقول بان المتمردين قاموا بمحاولات يائسة لتعديل موازين القوة في العتمور والقبة ودارفور ولكنهم منيت قواتهم بهزائم فادحة. ويقول يجب عليهم الاستفادة من النصر الذي تحقق وفق الخطة المتكاملة التي قامت على ثلاثة عناصر، اولها هو المفاجات العسكرية القائمة على معادلات الانبهار والدفع والانهيار سواء في المواطنيين او في الجيش الشعبي قيادة وجنود والتمكين التقني التنظيمي والميداني والتسليحي والقدرة على الثبات وتحمل اعباء المعارك. ويقول بان هذا هو الذي قامت به قوات الدعم السريع مما مكنها من حسم المعارك في وقت وجيز واصاب التمرد الخوف من المصير المجهول. ويقول بانهم استفادوا من المواطنيين والاسرى في معرفة تفاصيل ما يدور وسط معسكرات المتمردين. ويقول بان كل المعلومات متوفرة حول الدخول الى كاودا. وان كل ملحقياتهم العسكرية بالخارج مركزين على رصد ومتابعة قيادات التمرد. ويقول بان هنالك دول تشكل مصدر تواجد كثيف للتمرد وهي جنوب السودان ويوغندا وكينيا ومصر. ويقول بان انظمة الحكم في هذه الدول تكره الاسلام السياسي. الفريق ركن هاشم عبدالله محمد، رئيس الاركان المشتركة: يقول بانهم قد شرعوا في الترتيبات الامنية لحركات دارفور، قوات التيجاني سيسي وقوات دبجو. ويقول بانه يريد منهم ان يقاتلوا الحركات ويكونوا دليلا للقوات المسلحة. وسوف يتبعون نفس الشيء مع الجيش الشعبي في المنطقتين باحضار ابناء المنطقتين والعائدين من الجيش الشعبي الذين يسلمون انفسهم ويتم استيعابهم واعطائهم مرتبات وحوافز. ويطالب بعدم توقف عمليات الصيف الحاسم وتتبع المعسكرات (يقصد معسكرات المتمردين) وضربها بالطيران والعمل على منع وصول الغذاء والدواء للتمرد للحيلولة دون قيامهم بزراعة اي محصول. وكذلك عليهم متابعة اجتماع المتمردين وما يسمى بالجبهة الثورية، اين يعقد وما هي اجندته وتوصياته ومداولاتهم والتاثير على القرارات بواسطة اجهزتنا بالتشويش كما وانه لا بد من نقل رئاسة الجبهة لاي من حركات دارفور وتغيير قيادة اركان القوات المشتركة للجبهة. ويقول بانهم سوف لن يسمحوا للمتمردين بعقد اجتماعهم بكاودا وسيتم ضرب اي طيران وعربات وعليهم رصد كلما يتصل بهذا الاجتماع. الفريق ركن محمد جرهام عمر شاؤول، المفتش العام للقوات المسلحة السودانية: يقول المفتش العام في هذا البند اذا حرروا كل المناطق، كل الجيش (يقصد جيش الحركة الشعبية) سيسلم والمواطنين سوف يحضرون. ويقول لولا الخريف كانت قواتهم المسلحة قد دخلت كاودا. ويقول اذا هم مسكوا كاودا كل الجيش الشعبي سينهار ودول وجماعات ستكون منزعجة. ويقول انشاء الله طرد التمرد نهائيا سيكون واحدا من اهم انجازات القوات المسلحة والبلاد مقبلة على الانتخابات، كل شبر لا بد من ان يرجع. ويقول بحمدالله قد فتحوا اربعة معسكرات ليدربوا فيها ابناء جبال النوبة ويطوروا مقدراتهم حتى يساهموا في الصيف القادم لانهم يعرفون تضاريس المنطقة ويكونوا قوة ضاربة ضد فصل جبال النوبة والا يستغلوا من احد ويكون بذلك قد ساهموا في تقليل العطالة لان التمرد يستغل حاجات الناس. ويقول بان نفس الاسلوب عممه في النيل الازرق ودارفور. ويقول اذا انهارت الحركة الشعبية كل الحرب انتهت. الفريق ركن يحيى محمد خير وزير الدولة في وزارة الدفاع: يقول في هذا البند، في فترة الخريف كل الاجهزة المختصة بالعمل تعمل قراءاتها لمواجهة التمرد بعد الخريف وتضع الخطط والبدائل ويقول بانهم لازم ينتصروا لانهم كل مرة يقولون كاودا ولكنهم لا يدخلونها ويدعو الى تنظيف اولو ومفو ويابوس. الفريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوى، رئيس العمليات المشتركة: يقول رئيس العمليات المشتركة في هذا البند بان الانتصارات التي تحققت الان قد عكفوا على دراستها وتحليلها وتقييمها للاستفادة من الايجابيات وتلافي السلبيات في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والثغرات التي تسلل بها المتمردون، مثلا ابوزبد وشرق دارفور مناطق اللعيت وطروجي وطريقة الهجوم للتمرد والاسلحة المستخدمة والروح المعنوية اثناء المعارك. كما يقول بان الغطاء السياسي للصيف الحاسم كان ممتازا. وعمل عبر ثلاثة محاور ومثل تضليل كبير. خطاب الوثبة الذي نادى بالحوار وشغل المتمردين بالمفاوضات وتوصيل رسالة للمجتمع الدولي بان نوايا الدولة الحوار، وهذا كان اقوى تكتيك ساهم مساهمة كبيرة. لذا عندما شعر الصادق المهدي بانه قد تم استخدامه قام بمهاجمة قوات الدعم السريع مع علمه التام بانها تحت امرة القوات المسلحة وحاول تبني موقف الدول المعادية والمنظمات المشبوهة وموقف المتمردين. والمتمردون نفسهم قد شعروا بانهم تم استخدامهم بعد ان تقدموا بنواياهم في التفاوض. الفريق ركن احمد عبدالله النو، رئيس اركان القوات البرية: يقول في هذا البند بان هذا العام قد شهد اكبر عملية تجنيد وتوجد دفعة وراء دفعة في كل الفرق المنتشرة في الولايات والمعسكرات ممتلئة وانتشار واسع بمناطق العمليات وادت القوات دورها على اكمل وجه. ويقول ما يضرهم هو وجود الصراعات القبلية في كردفان ودارفور لان كل القبائل لديها ابناء منتسبين لقواتهم وتلقى ابناء قبائل متقاتلة في كتيبة واحدة وهذا يشكل عنصر تهديد كبير. ويقول ايضا الحركات تدعم القبائل بالسلاح. ويقول بحسم التمرد بدون هوادة، لان طرد التمرد هو السلام في كل السودان. ويقول كل وسائل النجاح متوفرة من سلاح وبشر ومعدات متقدمة لحسم المعارك. ويقول بانهم قد اخضعوا كل القوات المساندة تحت امرة القوات المسلحة وهم يريدون مهاجمة التمرد في اقرب وقت ممكن ويقول الحمدلله هم غطوا كل احتياجات افراد القوات من الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة. الرئيس البشير: لخص الرئيس البشير هذا البند بانه في طريقه للقضاء تماما على الحركات المسلحة في الجبهات الثلاثة (يقصد جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور). ويقول لا بد من استمرار الحرب على التمرد، وان الدعم للانقاذ من المواطنين سوف يقل اذا ما توقفت الحرب وترك الاحزاب تعوس في الارض فسادا تقل ثقة المواطن في الدولة وانها عاجزة عن توفير الامن له. فلا تجد الانقاذ شيئا حتى تحشد الجماهير خلفها. ويقول بان الدعم سياتيهم من الجماهير عند دعوته لهزيمة الحركات المسلحة المدعومة من امريكا واسرائيل ويوغندا وجنوب السودان ودول الغرب. ويقول لا بد من تعبئة المواطن وقواعد الاسلاميين والدول الصديقة له. ويقول بانهم ثوار اسلاميين ويرفضون السيطرة والهيمنة الامريكية في العالم العربي والقارة الافريقية. ويستطرد ويقول بانه مع دول الممانعة ودينه يحسه للحرب وارهاب العدو واعداد القوة لمواجهته. ويجزم ويقول قتلاه في الجنة وقتلاهم في النار. ويذهب ابعد من ذلك ويقول لا يمكن وقف الجهاد، والجهاد لا يجوز وقفه. ويقول، يطرح التمرد الحل الشامل فهو يطرح الحل الجزئي. ويقول هومفوض من الشعب وهم (يعني المتمردين) ليس لديهم شرعية. وحتى الاحزاب التي مع التمرد تتعامل معهم تكتيكيا وقد تنصلوا من الفجر الجديد. ويقول الاحزاب تريد استخدام المتمردين وهم يريدون استخدام الاحزاب. ويقول لا بد له من مناورات يكسب بها الوقت ليصعب عليهم (اي على التمرد) الحلول وارباك حساباتهم وتحييد المجتمع الدولي لاستمرار العمليات حتى تاتي الحركات المسلحة صاغرة مستسلمة وتقبل كل ما يملي عليها لانها تنفذ اجندة قوى اجنبية. ويقول اي دعوة او ضغوط لوقف الحرب لا تجد استجابة منه لانه لا يعمل تحت الضغوط او تحت اي دولة او منظمات او احزاب سياسية. ويختم البند ويقول ان ارادوا ايقاف الحرب (اي الدول الداعمة للتمرد) بان تقول لناسهم في الحركات سلموا واضعوا السلاح. تعليقنا على هذا البند: قبل ان نعلق على هذا البند هنالك سؤال يحتاج الى اجابة وهو، ما هي الدوافع والاسباب الاساسية التي جعلت البشير وجنرالاته في اجتماعهم ذاك بان يجزموا جزما قاطعا بانهم كانوا سوف يحسمون التمرد في ذلك الوقت؟ لقد كانت كل قرائن الاحوال تشير الى غير ذلك ابتداء من بداية الحرب نفسها التي استعد لها المؤتمر الوطني استعداد جيدا في حين ان الحركة الشعبية وحتى ساعة الصفر لم تتعامل بجد بان هنالك مؤامرة تدبر تجاهها بالرغم من الانزارات الكثيرة ابتداء من الذي حدث في الفيض ام عبدالله مرورا بخطاب البشير الشهير في المجلد واخيرا الخطاب الذي ارسل للحركة الشعبية من القيادة العامة لقوات المؤتمر الوطني والحشد الغير مالوف للقوات والعتاد العسكر حتى الدبابات واختيار الوقت الذي ستتم فيه هذه العملية. فان كان المؤتمر الوطني باستعداداته الجيدة تلك لم تحسم له الحرب في خلال 72 ساعة كما كان يتوقع، فما الذي يجعله بعد اربع سنوات من الحرب بان يعتقد جازما بانه قد كان سيحسم تلك الحرب في ذلك الصيف، اي صيف العام 2015م؟ حقيقة وعلى حسب حديث البشير وجنرالاته بانهم قد استعدوا استعدادا كاملا لذلك الصيف وقد قاموا بتوفير كل ما هو ممكن لحسم الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الازرق والحركات المسلحة في دارفور، الا ان ما فات على هؤلاء بانهم لم يدرسوا جيدا امكانيات خصمهم وخاصة الحركة الشعبية. فعدم الاعتراف الصريح بقوة العدو والاستهانة بقدراته والتعامل معه بتلك العقلية الاستعلائية قد كان سببا مباشرا في ان ينهار الصيف الحاسم حتى قبل ان ياتي الصيف. فقد تسرع البشير في تدشين صيفه الحاسم وبداءه في شتاء العام 2014م اي حتى قبل العام الذي حدد له وهو العام 2015م حيث كان التدشين في الاول من ديسمبر من العام 2014م في الوقت الذي كان يستعد الناس للذهاب الى اديس الا ان البشير فعلا قد جعل رفع شعار عملية السلام والحديث عنه بان يكون كسبا للوقت كما يفعل الان بما يسمى بالحوار من الداخل. فما يقوم به هذا الرجل ما هوالا تمويه وشراء للزمن وقد قال ذلك مرارا وتكرارا في اجتماعه مع جنرالاته وهذا ما سوف نقف عليه بعد قليل. ولكن ولان البشير وجنرالاته محدودي التفكير وقدراتهم التحليلية ضعيفة لذا انهار صيفهم كما سينهار اي صيف قادم يعتمد على هذه الفرضيات الفطيرة ولا يتعامل مع واقع الاشياء. فالجيش الشعبي قد تحول من جيش لحرب العصابات الى جيش نظامي له جنود اكفاء تمرسوا في عمليات القتال ويحسمون عدوهم باقل مجهود ممكن وذلك لما خبروه في مجالات القتال المختلفة ومن معرفة نفسية العدو والتعامل معه على هذا الاساس. فان كان هنالك تفوق للمؤتمر الوطني فهو في طيرانه ولكن لا نعتقد بان حركة هذا الطيران ستستمر في كفاءتها في مقبل الايام القادمات. ففي تقديرنا ان شلت حركة هذا الطيران وهذا وارد، فان جيش المؤتمر الوطني سوف يمنى بهزائم لا مثيل لها من قبل ووقتها فقط سيندم المؤتمر الوطني على تعنته وعدم استعداده لعملية التفاوض بعقل مفتوح. فالجنرالات في افادتهم للرئس البشير في هذا البند يقولون بانهم يعاهدون الرئيس على تحرير كاودا، فكل الخطط والسلاح المطلوب لمعركة كاودا متوفرة بالاضافة الى توفير المعلومات والبيئة الحاضنة للمواطنين. وهم يفضلون الحرب على احضار اعداء الله للوطن. فمثل هذا الحديث الغير مسئول يوضح بجلاء الاهباط الذي وصل اليه هؤلاء الجنرالات وتناولهم لقضايا الوطن بتلك الصورة الاقصائية. فهم يرفضون وجود اي قوى اخرى، فاستمرار الحرب والجهاد هو خيارهم حتى ياتي قادة التمرد صاغرين مستسلمين ويقبلون بتسريح قواتهم، والتمرد مع الحل السلمي لا يجد استجابة. اذا الحديث عن السلام من الداخل ودعوة الحركات المسلحة للمشاركة في ذلك الحوار اشياء لا مكان لها من الاعراب. فكل هذا الذي يحدث ما هو الا لكسب الوقت لصيف العام 2016م وهذا ما زكره البشير في خطابه قبل يومين بانه سوف يحسم التمرد في صيف العام 2016م وهذه اسطوانات مشروخة درجنا على الاستماع لها منذ اربع سنوات مضت. يقول الجنرالات للرئيس بان استعداداتهم ذاهبة الى كاودا. ويقول بان البشر موجود والسلاح موجود وقد تبقى لهم فقط الحروب الاخرى، حرب الخطط والتكتيك والاستخبارات وكل انواع الحروب النفسية الاخرى ويركزون على الحرب النفسية والاعلامية للتحضير للعمليات العسكرية وهذا ما فشلوا فيه بامتياز لانهم يستخدمون الاتجاه الخطا، فهم يتجهون الى الشمال الخطا. فالسلاح في الايادي الخطا لذا مثل هذا السلاح سترتد سهامه الى الوراء وهذا ما يحدث بالضبط. لقد قلنا من قبل في ان الاعتماد على الغير لكي يحارب لهم حربهم لا ياتي بثمرة. فاما ان يقوموا ويحاربوا حربهم بانفسهم واما الخسران المبين ينتظرهم. فالجنرالات لا يمكن ان يجندوا ابناء الهامش ليحسموا لهم حربهم ليجدوها باردة. هذا عهد قد ولى بدون رجعة. فالمقاتل في الجيش الشعبي مقاتل من اجل حريته فاما المقاتل في جيش المؤتمر الوطني فهو يقاتل من اجل المقابل المادي وشتان بين الاثنين. فالذي يقاتل من اجل حريته يمكن ان يموت دونها فاما الذي يقاتل من اجل المقابل المادي فلا يموت دون ماله لانه في حاجة الى ذلك المال الذي يقاتل من اجله. فالفرق واضح وبين. ولان المؤتمر الوطني غيرصادق في اي طرح لعملية السلام فهو يقول ان تتم مساعدتهم بمناورة مغلوطة وان يقوم اعلامهم العسكري بعمل اعلامي مضلل لارباك خطط التمرد وكشف نواياه. فحتى لو انتصر التمرد او لم ينتصر تحول الحرب النفسية الهزيمة العسكرية من مجرد هزيمة عسكرية الى هزيمة نفسية تنخر في كل فرد من التمرد باعتبار ان الهزيمة الحقيقية هي الهزيمة النفسية. فالمؤتمر الوطني وهو يسير بهذا التوجه الذهني السالب لا يمكن ان يساعد في اي عملية للسلام. يقولون بان القوات المسلحة عزمت على تسليم الحدود وعدم اعطاء التمرد فرصة لتجميع قواته. فما لم يعرفه المؤتمر الوطني وقياداته بان الحركة الشعبية لا تحرك قواتها من مكان الى اخر كما يفعل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وحتى الان لم تستخدم جيشها الاحتياطي في اي حرب. فهي مازالت تقاتل بنفس القيادات ونفس الافراد الذين بداوا الحرب من 6/6/ 2011م ميلادية. فهؤلاء المقاتلون الاشاوس قد خبروا نفسيات جنود المؤتمر الوطني وانهيار الروح المعنوية لديهم وهذا قد انكشف من خلال الاسرى الذين تحتفظ بهم الحركة الشعبية. حقيقة المقارنة بين الجيش الشعبي وجيش المؤتمر الوطني معدومة تماما. لقد خلق قيادات المؤتمر الوطني انتصارات وهمية عندما ادعت بانها قد هزمت الحركات المسلحة في العتمور بجنوب كردفان والقبة بدارفور. ولكن المؤتمر الوطني ينسى بان قائد متحركة في العتمر قد مات "فطيسا" في تلك المعركة بعد ان منيت قواتهم بهزائم نكراء، وكلنا نعلم ماذا يعني عندما يموت قائد في رتبة جنرال في معركة حربية. ام هم طبعا يسعون جاهدين الى تحويل انتصارات الحركات المسلحة الى اي كلام كما يقولون ولكن هذا لا يغير في الواقع من شيء. فالهزائم التي تلقاها المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية في جبال النوبة قد كانت كفيلة بازاحته من الحكم ان وجدت اعلاما فعالا ومؤثرا، ولكن لغياب الاعلام مازال المؤتمر الوطني يزفر انفاسه. يقول الجنرالات بانهم سيستفيدون من المواطنيين والاسرى في معرفة تفاصيل ما يدور وسط معسكرات التمرد وان كل المعلومات متوفرة حول الدخول الى كاودا. طبعا كاودا ستتكرر كثيرا في حديث الجنرالات لانها عقدتهم الاولى والاخيرة. فما لا يعرفه المؤتمر الوطني بان المواطنيين لا يعرفون شيئا عن الجيش الشعبي وعن تحركاته لان الجيش الشعبي بعيد كل البعد عن تجمعات المواطنين. فهو لا يستخدم المواطنين كدروع بشرية كما يفعل جيش المؤتمر الوطني والذي يزاحم المواطنيين في اماكن سكنهم، لذا فتحركاته كلها معلومة ومرصودة من تحركه من القيادة العامة حتى وصوله لنقطة النهاية. اذا فاي افادة تاتي من المواطنين لا تفيدهم في شيء. اما الاسرى الذين يتحدثون عنهم فلا اعتقد بان لهم اسرى بتلك الدرجة التي يمكن ان يستفيدوا من المعلومات التي يقدمونها لهم. فهؤلاء الجنرالات بحديثهم هذا يكذبون على رئيسهم ولا يعطونه معلومات حقيقية ليبني عليها قراراته ودليلنا على ذلك انهزامات كل المتحركات الصيفية وهزيمتها في اول لقاء لها مع قوات الحركات المسلحة والجيش الشعبي. يقول الجنرالات بان الترتيبات الامنية للحركات الدارفورية الموقعة على السلام قوات التيجاني سيسي ودبجو الهدف منها ان تشارك معهم لقتال الحركات ويكونوا دللة، كما وانهم سوف يفعلون نفس الشيء مع الجيش الشعبي في المنطقتين باحضار ابناء المنطقتين والعائدين من الجيش الشعبي الذين سلموا انفسهم ويتم استيعابهم واعطائهم مرتبات وحوافز. فهذا مؤشر خطير للسلام الجزئي. فاي حديث عن سلام جزئي يعني مثل هذه التصرفات. فان كانت الحركات التي وقعت على السلام اصلا قد نبذت الحرب ورجعت الى السلام، اذا ما الذي يجعلها تشترك مرة اخرى في حرب مع فصائل كانت حليفة لها من قبل؟ ان السلام الجزئي هذا هو نتيجته. فما هو الا سلام لاستمرار الحرب بصورة اكثر شراسة مما كانت فيه من قبل. فحركات دارفور الموقعة على السلام ان فعلت ذلك تكون قد ارتكب جرم كبير وعظيم. فان كانت هي فعلا قد وقعت على سلام حقيقي وبقناعة فعليها ان تبتعد بالزج بنفسها في اتون حرب اخرى مع حلفائها بالامس. فالعملية التي تريد ان تقوم به حكومة المؤتمر الوطني هي ضرب العبد بالعبد. اما فيما يتعلق بالعائدين من الجيش الشعبي فلا نعتقد بانهم سوف يكونون مفيدين لجيش المؤتمر الوطني في شي. فمعظم الذين عادوا لم يكونوا مقاتلين اصلا في صفوف الجيش الشعبي وكما انه ان كان هنالك مقاتلين فلا نعتقد بانهم سيكونون مفيدين لانهم يعرفون قدرات اقرانهم. فان كان قيادات المؤتمر الوطني سيستفيدون لاستفادوا من نصائح اللواء دانيال كودي عندما قال لهم بان تحرير كاودا مستحيل وعندما قال لهم ايضا بان جنديا واحدا من جنود الجيش الشعبي يمكن ان يوقف كتيبة كاملة. فدانيال لانه يعرف امكانيات الجيش الشعبي اراد ان يقدم لهم نصيحة من واقع شخص مجرب ولكنهم سفهوا حديثه، لذا كانت هزائمهم المتكررة في جبال النوبة وسوف تتكرربصورة اوسع واشرس ان هم تمادوا في غيهم يعمهون. قالوا بانهم سيتتبعون معسكرات الحركات وضربها بالطيران. ولكن الذي يحدث هم يستهدفون المواطنين الابرياء في اسواقهم وفي اماكن ورودهم للمياه وفي مستشفياتهم ودور تعليمهم. انهم لا يتتبعون معسكرات الحركات ولا يقتربون منها خوفا من انفسهم ومن طياراتهم التي تم اسقاط اعدادا كبيرة منها، لذا فهم يتحاشون اماكن الحركة الشعبية ويبدو انهم يعرفون اماكنها جيدا. يقول الجنرالات، ان هم حرروا كل المناطق سيسلم جيش الحركة الشعبية والمواطنون سوف يحضرون. ويقولون ان هم مسكوا كاودا – فكاودا ما زالت حاضرة في حديثهم – كل الجيش الشعبي سينهار ودول وجماعات ستكون منزعجة. طبعا تلك امانيهم. وكاودا لانها قد تكررت كثيرا وحتى البشير قد كان ينوي الصلاة فيها، فاننا سوف نترك للقاريء لوحده بان يرى كيف يعيش هؤلاء في حالات نفسية من جراء حديثهم عن كاودا. ولكننا في الجانب الاخر نقول بان هنالك مدن احتفظت بها الحركة الشعبية لاغراض استراتيجية ستسقط في الصيف القادم وستشدد الحركة الشعبية الخناق حول رقبة جيش المؤتمر الوطني وسوف تدخل اماكن ما كان المؤتمر الوطني يتوقع ذلك. ان الصيف القادم سيكون صيف الحركة الشعبية والحركات المسلحة وسوف تكون هي المبادرة هذه المرة كما اعلن قيادتها مؤخرا ولاول مرة يفعلون ذلك منذ ان بدات هذه الحرب. كما ذهب الجنرالات بانهم سيقومون بدراسة وتحليل وتقييم الانتصارات التي تمت للاستفادة من الايجابيات وتلافي السلبيات. لا نعرف لهم انتصارا من بداية هذه الحرب على الحركات الا انتصارهم الاخير على قوات حركة العدل والمساواة بعد ان افلحوا في ان يخترقوها من الداخل. فما عدا ذلك لم نشهد لهم الا هزائم متكررة في كل الجبهات وخاصة في جبال النوبة. فان بدانا بالمنطقة الشمالية والغربية فقد منيت قواتهم بهزائم في قرى ومحليات الدلنج في سلارا والفرشاية وفي اقصى الشمال الغربي. فاما في المنطقة الجنوبية فلم تكسب قوات المؤتمر الوطني اي معركة مباشرة بينهم وبين قوات الحركة الشعبية او الجبهة الثورية. والمؤتمر الوطني لم يكن صادقا بينه وبين نفسه. فقد ادخل البلاد والشباب في محرقة حقيقة. فان قام المؤتمر الوطني بجرد حسابه بعملية صادقة سيجد ان خسائره في تلك الحرب التي افتعلها بنفسه تفوق الوصف خاصة في قتلاه، ولكن لان البشير قد قال بانه لا يخسر شيئا في هذه الحرب الا العربات والعتاد يكون بذلك كل الذين ماتوا في هذه الحرب من جيش المؤتمر الوطني لا يعنون شيئا للبشير. الحركة الشعبية لا تتحدث عن موتى المؤتمر الوطني في حربها معه لانها تحترم الموتى. ولكن على المؤتمر الوطني ان يعود الى صوابه لانه بعد قليل سوف لن يجد السودان شبابا يعتمد عليه في المستقبل. ان المؤتمر الوطني باصراره الشديد على حسم الامور بالحرب لا يعلم بانه يسير نحو الهاوية بسرعة الصاروخ. لقد كانت خسائرهم كبيرة ومتعددة واي معركة تحتاج الى حصص وحصص لتدريسها. فاي هزيمة هم يحتاجون ان يدرسوها؟ هل هي كحليات ام الحمرة ام التيس ام الاحيمر ام ابي هشيم ام العتمور ام دلدكو ام الدار ام طروجي ام الجاو؟ هل هي سلارا ام خور انجليز ام الفرشاية؟ هل هي ابو كرشولا ام دلوكة ام الشات ام الدندور ام القنيزية؟ هل هي هبيلا؟ ام مذا؟ في كل هذه المواقع تلقى جيش المؤتمر الوطني هزائم بجلاجل. وهنالك معارك تم تجريده تماما من سلاحه فيها مثل معركة الجاو الشهيرة التي اراد منها المؤتمر الوطني ان تكون هي قاعدة له تربط جنوب كردفان وجبال النوبة بدارفور والنيل الازرق، ولكن تبخرت الفكرة في اقل من ثلاثين دقيقة هي عمر المعركة التي كان يغش فيها الصوارمي الشعب السوداني لمدة يومين كاملين بان جيشهم مازال يطارد فلول المتمردين. ومعركة القنيزية التي اغتنم فيها الجيش الشعبي من المؤتمر الوطني اسلحة نوعية. اعتقد بان المؤتمر الوطني ان اراد ان يدرس كل تلك الهزائم التي تعرض لها لما وجد وقتا لذلك لكي يحارب. فان اراد المؤتمر الوطني ان يقوم بتحليل وتقييم الهزائم التي تعرض لها في هذه المعارك لاحتاج الى سنوات وسنوات ليقوم بذلك لانه في كل معركة ياتيه الجيش الشعبي والجبهة الثورية بخطط لم تخطر ببالهم لانهم لم يدرسوها في كلياتهم وفي اماكن تدريب جنودهم. فلا يمكن ان يتدرب جندي لمدة قدرها خمسة واربعين يوما او حتى لمدة ستة او ثماني اشهر لكي ياتي ويقاتل جندي يتدرب لمدة العام ونصف العام يقضيها في مراكز التدريب يتلقى فيها احدث ما وصلت اليه فنون القتال. ان المؤتمر الوطني في حاجة الى الرجوع الى العقيدة الحقيقية للجيش السوداني ان اراد ان يحدث اختراقا ويبني جيشا حقيقيا. الشيء الاخر لا بد من ان تكون القيادة والجنود من خلفية واحدة. فقيادة جيش المؤتمر الوطني من طينة وجنوده من طينة اخرى وهذه تعتبر من اكبر نقاط ضعف جيش المؤتمر الوطني. جيش غير متوائم وغير منسجم لذا مثل هذا النوع من الجيش يسهل هزيمته لغياب عنصر التماسك فيما بينه. فالقيادة في قفص من ذهب الوجند في قفص من حديد وكل يغني ليلاه. فالقيادة من اكبر ضابط الى اصغر ضابط حركة اسلامية كما يقولون ويصرحون به على الملا، فاما الجنود فهم لحم راس. فيهم المسلم والمسيحي والكجوري واللاديني وغيرهم من الملل المرتزق والمجاهد والذي ينهب وما شاكل ذلك وكلهم مطالبون للانتصار للاسلاميين! هذه غلوطية. الجنرالات يقولون للبشير بان هذا العام قد شهد اكبر عملية تجنيد تشهدها البلاد وتوجد دفعة وراء دفعة. ولكن السؤال المطروح هو، هل الذين تم تجنيدهم هم الذين يعنيهم شان هذه الحرب؟ هل هم فعلا جندوا بقناعة ام تم ارغامهم ارغاما للذهاب للتجنيد؟ فما بال اطفال النوبة الذين اخرجوا من فصول الدراسة اخراجا وتم تجنيدهم قصرا؟ ما هي مصلحتهم في هذا الحرب؟ وهل فكر الذين قاموا بذلك جيدا؟ وهل هم حقيقة كانوا يريدون من وراء ذلك تحقيق نصر ام انهم كانوا يريدون ان يسوقوا هؤلاء الاطفال الى المحرقة؟ لماذا هم لم يتجندوا هم انفسهم او يخرجوا ابناءهم من حجرات الدراسة ليتم تجنيدهم لان هذه الحرب هي حربهم وهم المستفيدون الاول والاخير منها؟ هل هم ما زالوا يعتقدون في غباء الاخرين بانهم يمكن ان يحرروا بيوتهم ويسلمونها لهم اياها غنيمة باردة ليفعلون بها ما يشاؤن؟ كل هذه اسئلة تحتاج من ان يجيب عليها المؤتمر الوطني قبل ان يقبل الي تجنيد هذا الكم الهائل من المجندين الذي لم يحدث من قبل. ان التصور الذهني لعباقرة المؤتمر الوطني من الجنرالات قد كان ضعيفا لذا انهار الصيف الحاسم في اول تجربة له لانه لم يكن منبنيا على ارضية صلبة من تجميع وتحليل وتفسير وتنبؤ بتلك المعلومات. لقد كان كل شيء مبني على الانطباعات الشخصية للجنرالات الذين اشتركوا في ذلك الاجتماع التاريخي. فبعد ان استمعنا الى الجنرالات فلنستمع الى البشير ونرى ماذا كان يدور بخلده. فالبشير يقول بانه قد كان في طريقه للقضاء تماما على الحركات المسلحة في الجبهات الثلاثة. لذا فهو قد كان يدعو للحرب على التمرد لان الدعم للانقاذ سيقل اذا توقفت الحرب وترك الاحزاب تعوس في الارض فسادا. هذا تفسير عجيب وغريب للامور. فكان البشير يريد ان يقول بان الشعب السوداني لا يريد سلاما عادلا بل يريدها حربا وسحقا للحركات، وهذا منافي تماما للواقع السوداني. فالسودان دولة متعددة الاعراق والاديان والثقافات. فاي محاولة من مجموعة لاقصاء المجموعة الاخرى ما هي الا محاولة فاشلة لا يكتب لها النجاح لانها لا تجد تاييدا من احد. فالمؤتمر الوطني كان سيجد انصارا يقفون من ورائه ان هو جنح للسلام ولنا تجارب كثيرة في ذلك. كيف استقبل الشعب السوداني الميرغني عندما حاول ان ياتي بالسلام، وكيف استقبل الشعب السوداني الدكتور قرنق عندما اتي بالسلام. فالشعب السوداني شعب مسالم بطبعه ولكن الحروب التي تدور في البلاد منذ الاستقلال وحتى الان تستفيد منها مجموعة معينة وهي التي تتاجر بهذه الحروب حتى لا تخسر مواقعها ومكاسبها ان عم السلام البلاد. وعليه فان البشير قد قرأ الوضع بصورة مقلوبة لذا عندما نزل للانتخابات لوحده فشل في ذلك ولم يحقق حتى ادنى نسبة له من ذلك لان الشعب السوداني طواق للسلام وليس للحرب كما يدعي البشير، وقد كان هذا درسا قاسيا له وسوف نتحدث عن هذا بالتفصيل في بالبند الرابع. البشير مازال مصرا بان الحركات المسلحة تجد دعما من امريكا واسرائيل ويوغندا وجنوب السودان. ولكنا نقول ان كانت هذه الحركات تجد 1% فقط من الدعم الذي يجده البشير من دول الممانعة لما كان في السلطة حتى الان. فالبشير قوته في طيرانه على الرغم من انها لا تحسم لوحدها المعركة، فان تحصلت الحركات المسلحة على دعم من الدول التي زكرها وتمكنت من الحصول على مضادات للطيران اوهي فرضت حظر جوي، لكان البشير الان في محكمة لاهاي يتحاكم اوكان يتحاكم في احدى المحاكم السودانية النزيهة بالقضاء السوداني. يبقى اي حديث عن دعم امريكا واسرائيل وغيرها للحركات هو حديث لا اساس له وهو للاستهلاك السياسي. البشير ايضا يقول هومع دول الممانعة لان دينه يحسه للحرب وارهاب العدو واعداد القوة لمواجهته ولا يجوز وقف الجهاد والجهاد لا يجوز وقفه. وهذا يوضح بان البشير ان جنح الناس الى السلم فهو غير مستعد. طبعا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه. وهنا نحن لسنا في حاجة الى الدخول في جدل فقهي، ولكن في الاسلام السلام هو قبل كل شيء لذا فالاسلام من السلام وهو اسم من اسماء الله الحسنى، وهذا ما يجب ان يفهمه البشير. يقول البشير بان التمرد يطرح الحل الشامل وهو يطرح الحل الجزئي. وهذا يوضح بانه لا يرد حلا اصل لمشكلة البلاد، فالحل الجزئي لنا فيه راي واضح وقد تم بحثه في تحليلنا في البند الثاني. كما وانه يقول بان الاحزاب تتعامل مع التمرد تكتيكيا وهي قد تنصلت من الفجر الجديد، ويقول بان الاحزاب تريد استخدام التمرد والتمرد يريد استخدام الاحزاب. فهذا شيء طبيعي لتحقيق النصر العام وهذا ما يسمي بالاعتماد بالتبادل. والاعتماد بالتبادل هو قيمة اعلى من الاعتماد على الذات. ولكنه لا يقوم الا على الاستقلال الحقيقي لان النصر الخاص يسبق النصر العام وينشا احترام الذات الحقيقي من الارتقاء فوق الذات ومن الاعتماد بالتبادل الحقيقي وهذا ما تفعله الحركات المسلحة مع الاحزاب المعارضة. يقول البشير ايضا لا بد من مناورات لكسب الوقت ليصعب على التمرد الحلول وارباك حساباتهم وتحييد المجتمع الدولي لاستمرار العمليات حتى تاتي الحركات المسلحة صاغرة ومستسلمة وتقبل كل ما يملى عليها لانها تنفذ اجندة خارجية. فسياسة البشير هذه اصبحت مكشوفة وبذلك تكون بضاعة كاسدة. فما يفعله البشير الان بشغل الناس بما يسمى بالحوار الداخلي ما هو الا احد استراتيجيات البشير التي يستخدمها لكسب الوقت. ولكن لا نعرف حتى الان ما اذا كان هو يكسب الوقت ام لا؟ ولكنه يدعي بانه يفعل ذلك لكسب الوقت ولكن نقول له ليس في كل مرة تسلم الجرة. فان هو اراد ان تاتيه الحركات المسلحة صاغرة ومستسلمة فهو ينتظر السراب ولكن ما نراه سياتي هو صاغرا مستسلما، عاجلا ام اجلا. واخيرا يختتم البشير حديثه ويقول ان اي دعوة او ضغوط لوقف الحرب لا تجد استجابة منه لانه لا يعمل تحت الضغوط او تحت اي دولة اومنظمات او احزاب سياسية. ويقول ايقاف الحرب مرهون بان تقول الدول الداعمة للحركات بان تسلم السلاح. طبعا بهذا قد وضع البشير النقاط فوق الحروف، بانه ليس هنالك سلام الا وفق شروطه وهي ان تاتي الحركات صاغرة ومستسلمة وان تسلم سلاحها التي اخذتها منه عنوة واقتدارا طواعية وبدون مقابل. وهذا طبعا مستحيل ولا يمكن ان يحدث اطلاقا لذا فهذا يوضح استحالة الجلوس للتفاوض مع البشير. فاي شخص يتحدث عن التفاوض مع البشير يكون اما معتوها او مجنونا. فاما ان كان انسانا سويا فالبشير لا ينفع معه الا الحرب، فاما ان يقتلع هو الحركات من جزورها بالقوة واما ان تقتلعه الحركات من جزوره بالقوة، ولا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار. طالب تية، نواصل.
أحدث المقالات
- الشاعر الروسي الدكتور أليكسدنر ميلنك Alexandre Melnik بقلم د.الهادى عجب الدور 08-27-15, 07:46 PM, الهادى عجب الدور
- حقوقنا ليست سمبلة أيها المُفتى ....!!! بقلم محمد رمضان 08-27-15, 07:44 PM, محمد رمضان
- هل غضبنا للخادمات ام لانفسنا مخافة فقداننا لعروبتنا المزيفة ؟! بقلم محاسن ام الفارس 08-27-15, 07:42 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- حقوق الإنسان في ظل القضاء العشائري : فلسطين نموذجاً بقلم فادي أبو بكر 08-27-15, 07:41 PM, فادي أبوبكر
- حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الحنكوشة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-27-15, 06:02 PM, فيصل الدابي المحامي
- لماذا يصرخ الغرب من اللآجئين ....... هذه بضاعتهم ردت لهم بقلم هاشم محمد علي احمد 08-27-15, 06:00 PM, هاشم محمد علي احمد
- دراسات الهجرة القسرية و الاتجار فى البشر مركز بقلم د. طارق مصباح يوسف 08-27-15, 05:57 PM, طارق مصباح يوسف
- الذهب و دقيق القمح : أين الحقيقة ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 08-27-15, 05:56 PM, بابكر فيصل بابكر
- العراق 2015 التنمية واللامركزية (الفعلية) بقلم يوسف بن مئيــر 08-27-15, 05:55 PM, يوسف بن مئيــر
- المجلس الوطني بين عباس وابو الاديب بقلم سميح خلف 08-27-15, 05:49 PM, سميح خلف
- اللصوص والقتلة والفاشلون وسيدنا عمر بقلم شوقي بدري 08-27-15, 04:17 PM, شوقي بدرى
- الانتهازيون في الحياة السودانية بين الرفض والتطبيع بقلم حسن احمد الحسن 08-27-15, 04:14 PM, حسن احمد الحسن
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (8 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-27-15, 04:13 PM, محمد وقيع الله
- المدمرة الصينية مهمة عسكرية ام اقتصادية؟ بقلم أمانى ابوريش 08-27-15, 04:11 PM, امانى ابوريش
- الصحفي حسن اسماعيل في جمهورية (كوز)ستان! بقلم عثمان محمد حسن 08-27-15, 03:56 PM, عثمان محمد حسن
- حزب.. بالتي هي أخشن! بقلم عثمان ميرغني 08-27-15, 03:00 PM, عثمان ميرغني
- كيف تصبح الخرطوم.. دبي؟! بقلم عثمان ميرغني 08-27-15, 02:56 PM, عثمان ميرغني
- أمنيتك؟ مبروك !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-27-15, 02:54 PM, صلاح الدين عووضة
- الأمية.. المأساة المنسية ! بقلم الطيب مصطفى 08-27-15, 02:52 PM, الطيب مصطفى
- دال تٌعقب بقلم عمر عشاري 08-27-15, 02:51 PM, الطاهر ساتي
- المحرقة:سكر ، قمح ، طفيليات!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-27-15, 06:19 AM, حيدر احمد خيرالله
- رخصة دولية للدول بقلم عمر الشريف 08-27-15, 06:16 AM, عمر الشريف
- مآلات الديمقراطية كقيمة أمريكية في مصرن بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-27-15, 02:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
- حكومة عنصرية للعاصمة القومية مبروك للمهمشين بقلم ادريس حامد أوهاج 08-27-15, 02:24 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الوسطية والانفتاح المطلوب على العالم بقلم نورالدين مدني 08-27-15, 02:22 AM, نور الدين مدني
- Blaise Kaptue Fotso الشاعر والمسرحى الكاميرونى بليز كابتو فاتو بقلم د.الهادي عجب الدور 08-27-15, 02:21 AM, الهادى عجب الدور
- الخديعة الكبري بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-27-15, 02:17 AM, سيد عبد القادر قنات
- أمبيكي ؟ قبض الريح وشئ من سدر قليل ؟ بقلم ثروت قاسم 08-27-15, 02:14 AM, ثروت قاسم
|
|
|
|
|
|