بالقاعة الكبري بجامعة جورج تاون بالمدينة التعليمية " قطر فاونديشن " قدمت الدكتورة جين همفريز رئيس قسم الاثار بكلية لندن الجامعية- محاضرة شيقة مدعومة بالشرائح الاستيضاحية وفلم وثائقي ناطق لانجازات و اكتشافات وتفاصيل رحلتها وفريقها الى مروي بولاية نهر النيل شمال السودان والنتائج التي توصل لها فريق الابحاث ستقود بلا شك لاعادة قراءة التاريخ المروي وفصول حضارته العريقة وملاءتها المالية القوية و قوتها الثقافية والاقتصادية حيث تعتبر من اقدم المناطق التي اكتشفت معدن الحديد وصهرته وشكلت منه ادوات للعمل والانتاج في تلك الفترة من تاريخنا القديم المدون فى صفحات التاريخ والذي يحتاج لاضاءات علمية من باحثين وطلبة علم ومؤثقي للتاريخ تؤطئة لتدويره في عجلة الاقتصاد . و شرحت د جين همفريز خلال المحاضرة القيمة امسية الاربعاء ١٧مايو ٢٠١٧ وبحضور السفير السوداني فى قطر فتح الرحمن علي الجهود التي قام بها فريق البحث الجيولوجي لاستكشاف مناطق خام الحديد بمنطقة مروي وكيفية دراستهم للطريقة القديمة التي صنع بها المرويون افران صهر الحديد من طين البحر وابعادها ومقاساتها وكيفية عمل المضخات ( الكير ) المصنوع من جلود الحيونات لاشعال النار بدرجات قوية وموزعة علي كامل الخام وفصلت كيف تمكنت المجموعة كشف الستار عن نتائج تلك الجهود المضنية حيث تم بناء افران بمواصفات دقيقة تشابه تماما تلك التي اقامها الحرفيون المرويون باتقان وحرفية وبينت كيف ان تلك الخطوات انتجت لهم حديدا صافيا ونقي بعد معالجة الشوائب وكيفية تطويع الحديد بتلك الطريقة التي تعتمد علي طرق الخام وهو ساخن وصناعة ادوات تستعمل في الزراعة والحفر والحرث وكل المهن التي امتهنوها في. ذلك الزمان .، ولم يغفل فريق البحث برفقة د جين ادق التفاصيل كالطريقة التي يضخ بها نافخ الكير الهواء والتي تتم بايقاع موسيقي ورتم متلاحق ومتوازن ربما يشابه ايقاعات تلك المناطق المرتبطة بافراحهم واغانيهم الحماسية والعاطفية . واوضحت د جين ان كل مراحل العمل والاستكشاف تم عرضها للاهالي وتنظيم رحلات لتلاميذ المدارس وطلبة واساتذة الجامعات والتي لها شراكات معهم للتعرف على هذا العمل القومي خاصة من جامعة الخرطوم ومجموعة من الخبراء ودارسي التاريخ . كما قدمت عرضا توضيحيا لاستراتيجية كلية لندن الجامعية لحماية الاثار المروية والمحافظة عليها للاجيال القادمة. وحض المتعلمين علي البحث العلمي لتحقيق اكتشافات تنفع مجتمعاتهم والبشرية جميعها . وحضر المحاضرة جمع من مختلف الجنسيات المهتمه بالتراث الافريقي والمروي ومجموعة من طلبة جامعات قطر فاونديشن وسفراء دول افريقية وعربية وقد تجاوب الحضور مع المحاضرة وتم طرح اسئلة محورية اجابت عليها بالتفصيل و قدم بعض المتداخلين مقترحات لكيفية ربط طلبة العلم السودانيين بهذه المشروعات الطموحة التى لازاحت الستار عن مكنونات الحضارة المروية العريقة والتي ما زالت كثير من صفحاتها في طي المجهول وتحتاج لاضاءة علمية تفكك حروفها بالبحث العلمي المنضبط .. وبفضل جهود عالمة الاثار بكلية لندن الجامعية والتي عملت باصرار ومحبة متجاوزة الظروف المناخية ووعورة الطرقات الجبلية في تلك المناحي الغنية بكثير من خام المعادن المختلفة التي تحتاج لاليات حفر ومعامل للبحث والرصد حيث كانت النتائج ايجابية توصلوا خلالها الى تقنية تصميم مراجل صهر الحديد والتي كانت تشير الى تقدم علمي وهندسي في ذلك الزمان . وفي نهاية المحاضرة قدم سعادة السفير فتح الوحمن الشكر للدكتورة جين وفريقها العامل على جهدهم وتحملهم للارهاق ومصابرتهم علي نتائج البحث المضني والذي كان في كثير من الاحيان ياتي دون تطلعاتهم حتى وصولهم لحقائق الاشياء وكشوفاتهم العلمية المرتكزة بالارقام والاحصاءات الدقيقة متمنيا ان تقام حلقات متصلة لمثل هذه المحاضرات التوثيقية التثقيفية التي تساهم بقوة في المحافظة علي الارث والموروث الغني للاستفادة منه سياحيا واقتصاديا . واشارت د جين بان كثيرا من الاهالي في بداية الامر كانوا ينظرون لفرق البحث بريبة شديدة خوفا من ان يكونوا من المعدنيين والباحثين عن الذهب والثراء السريع حتى اطمانوا نتيجة لحضورهم لورش العمل وتتبع بعضهم لمراحل الاستكشاف لتقنية صنع مراجل صهر الحديد واستخراج نسبة عالية منه .. وقدمت د جين احصاءات دقيقة لشريحة كبيرة من الاهالي تجهل ما تختزنه الارض تحت اقدامهم من تراث قيم وحضارة تليدة سادت العالم في تلك الازمنة ... وكيف تغير الحال رويدا رويدا نتيجة للحلقات التثقيفية التوعوية وورش العمل التي شارك بها الاهالي وطلبة العلم وكيف ان مهمة الفريق تيسرت نتيجة للوعي والحرص الذي ابداه الاهالي حتى ان احد كبار السن ارشدهم لمواقع مهمة جدا للمرويين غنية بالخام وكان خير دليل ومرشد فاق قوة اجهزتهم العلمية وقد مدحت د. جين اهالي المنطقة وما جاورها اللذين ابدوا شغفا لمعرفة الكثير عن اجدادهم ومجدهم التليد وبذلك تم نسج علاقات ايجابية اساسها الثقة والحكايات الشفهية المتداولة بين كبار السن والتي ساقت لاكتشافات مهمة وقد اوضحت المحاضرة ان العثرات وصعوبة الوصول لنتائج ايجابية دفعتهم لمزيد من الجهد والصبر وعرض فيلم توثيقى لاكتشاف تراث مروى الغنى وتنظيم جلسات للمناقشات التي كانت تزيح الغموض وتقود لمرحلة متقدمة . و ابدي الحضور تجاوبا كبيرا وطرحوا افكارا وابدوا شغفا لمزيد من هذه المحاضرات الثرة والمقدمة بانضباط علمي امين وبصورة مبسطة وبالدليل العلمى الذي اوصل الاكتشافات مدهشة . شكرا لكلية لندن الجامعية ولفريق البحث العلمي الذي ازاح اللثام عن الكثير المفيد والذي سيسطر صفحات مضيئة لحضارة عريقة واكتشاف مكنوناتها ستساهم في تسارع خطوات الاهتمام بالاثار وفتح بوابات الاستثمار السياحي والاقتصادي ... و جذب طلبة العلم للدراسات البحثية .. وفتح فرص توظيف للسياحة العلمية الخ ..
Quote: وقدمت د جين احصاءات دقيقة لشريحة كبيرة من الاهالي تجهل ما تختزنه الارض تحت اقدامهم من تراث قيم وحضارة تليدة سادت العالم في تلك الازمنة ...
يا استاذة الدكتورة الخواجية دي ما تنورها بتاريخ السودان الحديث غير المطمور في طيات الأرض وتحديداً بعد دخول العرب للسودان. فمعظم شريحة الأهالي الحاليين الذين قابلتهم لا علاقة لهم بذلك التاريخ والمجد التليد فهم نتاج ما بعد دخول العرب السودان خاصة الشوايقة والجعليين والرباطاب والمناصير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة