صحیفة السفير اللبنانية أوردت في الأسبوع الماضي خبرا مفادها أن 18 طيارا مصريا يقدمون خدمات لجزار سوريا في سماء حلب الشهباء وقد صرح السيسي في مقابلته مع قناة برتغالية بأنه يدعم الامن القومي العربي و الدولة السورية ولعله يقصد الدولة الروسية . الدولة المصرية تسير علي محورين احداهما سياسي والاخر اقتصادي ويتلخص المحور السياسي على نظرية المؤامرة وهدم الدولة وعلي الدولة مجابهة هذة المؤامرة . اما المحور الاقتصادي يتلخص في الاقتراب اكثر والوقوف بجانب الدب الروسي نكاية في اوباما التي كان موقفها واضح من حكومة الأخوان. لذلك بعد ان وضح موقف الدولة المصرية من قضايا المنطقة وبشكل علني وعلي راسها القضية السورية وظهرا جليا في التصويت في مجلس الامن والسلم الدولي والذي مهمتة في عالمنا هذا بعد الحرب العالمية الثانية المحافظة علي السلم والامن الدولي فتم التصويت مع مشروع القرار الفرنسي الاسباني الذي أيدته 11 دولة وامتنعت الصين و فنزويلا و انجولا الذي يؤيد وقف قصف وحظر الطيران الروسي والنظام علي حلب وايصال المساعدات الانسانية للمنكوبين و كان معروفا سلفا باستعمال حق الاعتراض عليه من قبل روسيا وايضا كانت تعلم القيادة المصرية بان المشروع الروسي تحصل علي 4 اصوات فقط فهذا الموقف للقيادة المصرية يمكن تفهمه اذا حدث من جانب ثلاث دول فقط وهي العراق ولبنان والجزائر و لذلك الطامة الكبري من وجهة نظر القيادة والإعلام المصري في تصريح عبدالله المعلمي مندوب المملكة في الامم المتحدة والذي قال فيه بان موقف ماليزيا والسنغال اقرب الي التوافق العربي من الموقف المصري ولذلك كيف تاريخ مصر الدبلوماسي يهان وأين في مجلس الامن الدولي ولذلك اذا كان مشروع القرار الفرنسي الاسباني ومشروع القرار الروسي متشابهان كما يفسره المصريون رسميون و اعلاميون فلماذا استخدمت روسيا حق الاعتراض كما يريد الإعلام المصري أن نفهم وجهة نظرهم المختلفة أساسا عن مشروع القرار الفرنسي الاسباني. العالم العربي لديه تقليد يتمثل في أن الدولة العربية التي يتم اختيارها في مجلس الأمن تدافع عن المصالح العربية والتوافق العربي إذن لا يجوز لك ان تعبر عن موقفك لأنها تتعارض مع الموقف العربي الجامع وبالتالي قامت القيادة المصرية بدورها جيدا تجاه بوتين ولذلك نجد الإعلام المصري تشبه بإعلام الستينيات إعلام أحمد سعيد وقد شاهدنا اعلامي القنوات الرسمية والخاصة الناصريين الجدد يقومون بتزييف وتزوير تاريخ الربيع العربي وخاصة إبراهيم عيسي الذي يبدو ان مشكلته الرئيسية في هذا العالم مع المملكة ومشكلته الثانوية مع السلفية وداعش وجبهة النصرة (فتح الشام ) وإنما كتائب الحرس الثوري الايراني ومليشات حزب الله و ابو الفضل العباس القادمة من العراق وافغانستان وهلماجرا ومن علي شاكلتهم جرائمهم في سوريا لا يراه اعلاميو مصر تدخلا في سوريا ويرون أن هذه الشرذمة يقدمون باقات الورد ومساعدات انسانية ويساعدون اطفال سوريا وان الثورة السورية هي داعش والنصرة وتناسوا أن الثورة بدأت شرارتها من درعا وإن الطفل حمزة الخطيب اول شهيد لها وان الثورة في البدء كانت سلميا وكان المتظاهرون يلاقون شبيحة النظام بصدور مفتوحة وسلاحهم شعار واحد هو الشعب السوري واحد. يعتقد النظام السوري وإعلام الممانعة والإعلام المصري أن ذاكرة الشعوب العربية مثقوبة وأصبيت بالزهايمر. ويعلم هؤلاء أن داعش لا يستهدف النظام ولا النظام ومليشياته والروس يستهدفون داعش واخواتها وان داعش موجودة في الرقة ودير الزور وليس لهم وجود في حلب ولكن الدولة المصرية لديه بضاعة تريد تسويقها وهي أيها المصريون شاهدوا سوريا وليبيا و اليمن والعراق مع أن داعش اتت من العراق بمعرفة بشار الاسد ومعاونة نور المالكي . ولذلك للأسف هولاء الناصريين الجدد يزورون التاريخ ويصورون السيسي على أنه ناصر القرن 21 مع ان هناك تصریحات لمحللين ومسؤولين اسرائیلیون تصفه براعي السلام الدافئ وانه هبه من الله لإسرائيل. هؤلاء الاعلاميين يقومون بادواهم ليس خوفا من سقوط الدولة المصرية وإنما فزاعة الحكومة الخوف من نزول الجماهير للشارع و لذلك يهدد السيسي المصريين بأن الجيش يستطيع أن ينتشر في خلال 6 ساعات في كل أنحاء المحروسة.
ولذلك كان صوت مصر في مجلس الأمن من أجل عودة السائح الروسي إلي شرم الشيخ. على الاعلاميون المصريون (الناصريون الجدد) ان لايتناسوا كيف تمت عسكرة الثورة السورية و الانشقاق الذي حدث و تكوين الجيش الحر لان بشار لن يدوم والذي سوف يبقي هو الشعب السوري والتاريخ لن ينسي كما تدعون النسيان الإعلام القومي العروبي الناصري يسمع صراخ الآلم والبكاء و يشاهد دماء الأطفال والنساء والكهول ويتهكم علي المأساة مثل السيد أحمد آدم. رحم الله فارس وعميد الدبلوماسية العربية الامير سعود الفيصل عندما تحدث في مؤتمر القمة العربي بشرم الشيخ قائلا المملکة تستهجن خطاب بوتين للقمة العربية لان روسيا جزء من المشكلة . القضية الأخطر تتمثل في المشهد العراقي وصدور قانون خاص بمليشيا الحشد الشعبي من قبل النواب الشيعة وانسحاب النواب السنة فهل لم يتضح بعد للقيادة المصرية خضوع العراق لملالي النجف و حكامها لسيطرة الفرس المجوس و عملاء وأذناب ملالي إيران .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة