مئة ألف يهودي تجمعوا في مدينة تل أبيب لإحياء ذكرى مرور عشرين عاماً على مقتل إسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ووسط البكاء على السلام الذي كان سيتحقق لو لم يقتل رجل السلام، كما يدعون، ووسط كلمة الرئيس الأمريكي المسجلة عن السلام الموعود، برز تصريح صادق لوزير الحرب الصهيوني موشي يعلون، يكشف فيه عن حقيقة إسحق رابين، وعن مدرسته السياسية التي خدعت القيادة السياسية الفلسطينية، فقال يعلون التالي: 1- في خطاب لإسحق رابين في الكنيست قبل شهر من اغتياله، قال: إنه لن يكون ممكنا العودة الى حدود 67 لأن هذه الحدود غير قابلة للدفاع. 2- وفي النقاش الذي دار في الكنيست على اتفاقات اوسلو، قال رابين: في كل اتفاق دائم ستكون الدولة الفلسطينية اقل من دولة. 3- وفي خطاب لإسحق رابين سنة 1974 قال: أي دولة فلسطينية ستقام في الضفة الغربية ستكون بداية النهاية لدولة اسرائيل. بعد هذه الشهادة الإسرائيلية عن شخصية الجنرال إسحق رابين، والذي أصدر الأمر العسكري القاضي بتكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى، وصاحب مقولة: المواعيد في الاتفاقيات ليست مقدسة. بعد كل هذا، فهل يصح للفلسطينيين أن يستشهدو بأقوال هذا الإرهابي، وإظهاره أمام الأمم بمظهر العاشق للسلام؟ لقد أخطأ الرئيس محمود عباس حين رفع من شأن هذا الإرهابي إسحق رابين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وراح يذكر المجتمع الدولي بما قاله رابين في العام 1976، بأن إسرائيل ستصبح دولة أبرتهايد إذا استمرت في احتلالها للأرض الفلسطينية، ووصف المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية بالسرطان. هذا التمجيد لمجرم صهيوني يترك انطباعاً طيباً لدى المستمعين، وفي الوقت نفسه يلحق الضرر الجسيم بالقضية الفلسطينية، فتمجيد الشخص، وعزله عن محيطه الاجتماعي يوحي بأن التطرف في دولة الكيان الصهيوني استثناء، والأصل لديهم عشق السلام، والتضحية بالنفس. فهل هذه هي حقيقة المجتمع الإسرائيلي؟ لقد أجابت القناة الإسرائيلية الثانية على هذا السؤال في استطلاع للرأي أجرت على عينه من اليهود، وجاءت نتائجه على النحو التالي: 1- 51% من اليهود رفضوا إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية في إطار اتفاق بعيد المدى مع الفلسطينيين، ولم يؤيد هذا الاقتراح إلا 45% فقط. 2- 50% من اليهود ضد تجميد الاستيطان مقابل إعادة الأمن والهدوء، ولم يؤيد هذا المقترح إلا 47% فقط، في الوقت الذي يرى فية 55% من اليهود أن الاستيطان عائق أمام التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين. النتائج السابقة تؤكد أن الجنرال إسحق رابين لم يكن عاشق سلام، كما يتوهمون، وإنما كان يعبر في سياسته عن مزاج عام لدى اليهود في تلك الفترة من عام 1993، في ظل انتفاضة الحجارة، حيث كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية بضع آلاف، غير آمنين، وغير واثقين من بقائهم فوق تراب الضفة الغربية، وهذا ما يخالف واقع حال المجتمع الإسرائيلي في هذه الأيام، والذي جنح للتطرف بعد أن بلغ عدد مستوطنيه في الضفة الغربية 700 ألف مستوطن، لهم مدن كبرى وتجمعات سكنية، ومزارع وحدائق وشوارع وحارات ووسائل إنتاج ومصانع وشركات أكثر مما لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً. فعن أي عودة للمفاوضات يتحدث قادة الفلسطينيين، وعن أي سلام يفتشون؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة