|
استسـلام لا حـوار .... د. ابومحمد ابوآمنة
|
استسـلام لا حـوار ....
د. ابومحمد ابوآمنة ـ
تواصل السلطة الانقاذية بعد ان دمرت البلد حملات مسعورة لجذب بعض الكيانات السياسية للتحوار معها وذلك كما تدعي لحل مشاكل السودان المتعددة.
ولكن من ابجديات الحوار, وهكذا يعلمنا تاريخ البشرية منذ العصر الحجري, هو ان تضع سلاحك جانبا كشرط اساسي لعملية التفاوض, ثم بعد ذلك تسعي للحوار.
الا ان السلطة الانقاذية تتمسك بكل ما عندها من قوة وجبروت مما يجعلها هي في موقف تفاوضي افضل. هي تتمسك بقبضتها الحديدية علي الاوضاع باجهزتها الارهابية, وبالقوانين القمعية, وبخنق حرية التظاهر, وكبت الصحافة والرأي الآخر, وتعريض المعارضين لمحاكم جائرة واعتقال من تشاء ومتي تشاء. سجونها وبيوت الاشباه مليئة بالمناضلين الشرفاء في كل انحاء القطر, هي تمارس التعذيب والملاحقات الامنية والارهاب والاغتصاب.
هي تقوم بضرب الابرياء في جبال النوبة والنيل الازرق ودار فور بالطائرات والصواريخ, تقتل وتبيد كما تشاء, ثم تمنع عنهم القوت والدواء والزرع وتمارس سياسة من لم يمت بالسلاح فليمت جوعا.
هي لم تع الدروس التي يقدمها لنا التاريخ واولها هو وضع سلاحك بعيدا.
هذا يقتضي ان ترخي القبضة الحديدية وتوفر الحريات, خاصة حرية التخاطب وتسيير المواكب السلمية, حرية الصحافة, الغاء القوانين المقيدة للحريات والالتزام بمواثيق حقوق الانسان كما نصت عليها المعاهدات الدولية, اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين, ووقف حروب الابادة في جميع انحاء القطر.
وفي اتخاذ هذه الاجراءات هي لا تحتاج الي دعوة او موافقة من الاحزاب والكيانات السياسية. عليها كذلك الا تنتظر الشكر والاشادة من المعارضة.
هذه هي حقوق اساسية تسترد لا مجال للمساوة فيها.
ما ترمي اليه السلطة الجائرة هو استسلام لا حوار.
التاريخ يقدم لنا درسا آخرا وهو ان الديكتاتوريات الغاشمة لا تتنازل من تلقاء نفسها وبالتي هي احسن. فالهبة الجماهرية هي وحدها التي تضع حدا لهذه الديكتاتوريات وترمي بها في مزبلة التاريخ.
فلتتحد كل القوي الديموقراطية المعارضة في كياناتها المختلفة وتسمياتها المعتددة تحت راية واحدة يضمها برامج الادني من الاهداف المشتركة وعلي رأسها اسقاط النظام الجائر والرمي به في مزبلة التاريخ وخلق سودان جديد تعم فيه الحرية والمساواة والعدل والرخاء والسلام.
|
|
|
|
|
|