استبدادية غازي صلاح الدين القديمة بقلم صلاح شعيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 08:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2015, 00:13 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استبدادية غازي صلاح الدين القديمة بقلم صلاح شعيب

    يمنح لقب المفكر، والموسيقار، في بلادنا للأشخاص المعنيين هكذا بلا هوادة، أو معيارية، أو روية. فيكفي أن تكتب مقالين، أو كتابا واحدا، أو تقدم لحنين - وأحيانا لا تحتاج إلى كل هذا التأليف - ثم يمنحك المريدون واحدة من هاتين الدرجتين الرفيعتين من التقدير. ولكن طائفة المفكرين قليلون في كوكبنا الكبير، وفي مجالنا الحضاري الإقليمي أقل. أما في سوداننا فنكاد أن نحصي المفكرين حقاً بأصابع اليد الواحدة. فالمفكر هو ذلك الشخص الذي تيسر له تقديم مساهمات مميزة عبر مشاريع فكرية خلقت ثورة في إمكانيات التأمل الإنساني النوعي، والذي تستلهم منه المراكز الأكاديمية، والمثقفون، والمهتمون. وتشكل رؤى المفكرين الأصلية، أو النقدية، فتحا في مضمار التفكير، ذلك الذي يمثل مرجعية لا غنى للدارسين، والباحثين، عنها.
    وبالضرورة فإن خيال التفكير الذي ينتج المفكرين هو ذاته الذي يفجر قدراتهم في التحديث اللغوي. ربما كان الدكتور غازي من المحظوظين الذين منحهم المريدون الدرجة، ثم صدق أنه مفكر بالفصاحة، أو اللباقة، والقدرة علي تحوير معطيات الحقائق الماثلة عيانا. وايضاً ربما صدق حزب غازي السابق ذلك التقدير الأدبي حتى كان يدفع به قبل عامين لأداء المهام الجسام التي تفترض إعمال الذهنية المتقدمة في سوانح التخطيط، والتفاوض، والمناظرة.
    ومع ذلك فإننا إذا تتبعنا إنجاز غازي عبر هذه المناشط السياسية لكفانا واقع الحركة الاسلامية، والبلد، وهذيانه السياسي الجديد، من تلمس نتيجة تلك المهام التي عهدت إليه، ونذر نفسه إليها. فهو بالهالة الفكرية، والسياسية، التي صنعت له لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى، غير التوقيع نيابة عن السودانيين الشماليين علي تقرير مصير الجنوب، ولعل الباحث المرموق د. سلمان محمد أحمد سلمان وضح هذا الدور عبر مقال مطول نشره في الصحف السودانية.
    ولقد وقفنا علي بعض آثار تفكير للرجل فوجدنا كاتبا عاديا يستخدم لغة هي أقرب إلى لغة شيخه الغامضة. إنها مليئة بالجناس، والطباق، وغيرها من أساليب حشو اللفظ التي تجاوزتها كتابات المفكرين المعاصرين، والتي استفادت من اللغات الإنسانية الحديثة التي نقيت من الحشو الذي يحجم انطلاق الذهن في التبيين، ويكبل انطلاق قريحة الخيال الفكري. أما أسلوب المنفلوطي، وطه حسين، والمازني، الذي ما يزال يلقي بظلاله علي كتابات كثير من الإسلاميين، فتلك مرحلة أدبية خدمت نفسها كل الخدمة، ولعل ذلك الأسلوب الذي يعتمد علي كتب التراث لا يناسب رواة، وشعراء، بلادنا الذين يرجون الاعتراف الأدبي.
    ولقد كان خطاب "الوثبة" الذي خلا من التبيان، والاستطراد في توضيح المرامي التي قصدها رئيس النظام، جزء من ذلك التوهم البلاغي الإسلاموي في تأصيل الخطاب السياسي علي هدى لغة القرآن الكريم. وربما يعود فشل معظم الإسلاميين في كل حقول الإبداع إلى فقرهم في تحديث اللغة الإبداعية، بالإضافة إلى سبب مخاصمة نظريتهم مجالات الثقافة والفنون التي لم يقدموا لها شيئا حديثا بطبيعة الحال. ويكفي أنه لم يفرز مشروعهم الحضاري جماعة منهم يشار إليها بالبنان في قائمة المفكرين، أو الصحافيين، أو الشعراء، أو الروائيين، أو كتاب القصة، أو المسرحيين، أو السينمائيين، أو الموسيقيين والمغنيين، أو التشكيليين، أو النقاد.
    وغازي الذي تم تسويقه كمفكر اكتشف الآن فقط استبدادية الغرس الذي شارك فيه برغم أنه هو غازي رئيس الهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني التي أعدت، ثم ابتزت الحركة الشعبية، فمررت قانون جهاز الأمن والمخابرات الذي أسس لاستبداد مرحلة ما بعد نيفاشا. وهناك غيرها من القوانين الحاجرة للرأي الآخر، والموطنة لسلطة الكبت، والاستبداد، التي شارك فيها. وهو ذاته غازي الذي تولى الاستراتيجية الحربية للتعامل مع دارفور عقب توقيع وثيقة الدوحة، فقتلت من قتلت، واغتصبت من اغتصبت. وهو غازي نفسه الذي ناظر الدكتور الشفيع خضر قبل عامين ممثلا للحكومة، ويومذاك كابر أمام خضر وعارض القول بأهمية إطلاق الحريات، وأطنب في الدفاع عن مناخ الحرية المتوفر آنذاك، والذي ظن أنه يساعد علي إجراء حوار وطني مع القوى السياسية.
    كل هذه المهام التي بذلها "الرجل المفكر" حتي وقت قريب جداً، ورسخت الاستبداد لم يكتشف مغازي خطلها، ناهيك عن اكتشافه العديد من الممارسات الشانئة التي سنها النظام طوال ربع قرن، وكان هو أكبر معين للتفكير الذي أوجدها. وإن كان غازي هو حقاً المفكر الحصيف الذي يستقرئ الأحداث ببصارة معهودة في المفكرين، ألم يفطن إلى أن مشاركته الفاعلة في تخطيطات النظام ستورث استبدادا بالضرورة؟.
    إن واحدة من أسوأ تجارب الحياة السودانية هي أن معظم الذين يقودون مجالاتها العديدة متواضعون في فهمهم مثل من يتمشدقون بالإصلاح الوطني. ولكن طبيعة علاقة النخبة السياسية، وحيازة السلطة، هي التي تفرض هؤلاء الأشخاص. فما الذي يميز غازي وسط الآلاف من أبناء جيله الذين يرغبون في حل قضايا البلاد؟ فهو ليس أفضل من هؤلاء الآلاف في التأهيل الأكاديمي، وفي المعرفة بالحلول السياسية لمشاكل السودان. وليس هو أكثر المثقفين صدقا، أو أرسخهم تجربة في وفائه للوطن من خلال عمله السياسي، أو مهنته. بل ليس هو ذلك الذي يتفوق عليهم في العطاء الإيجابي عبر ساحات العمل العام.
    إنه ليس إلا صنيعة الايديولوجية التي تعاقب الآخرين من أبناء الوطن، وذلك بحرمانهم من التوظيف، وتكوين مؤسسات المجتمع المدني، وإيجاد سبيل ميسر للرزق الحلال، وحرمانهم كذلك من العيش داخل وطنهم بكل حرية، وكرامة. ولعل استثمار غازي لاسمه الذي خلقه في زمن الاستبداد، والغثاء الايديولوجي، هو كل رأسماله إن لم يكن مؤهله الذي ميزه وسط أولئك الآلاف من أبناء جيله الذين شارك في الصمت إزاء تعذيبهم، واعتقالهم، وتهجيرهم من بلادهم.
    إن هذا الشعب الذي ساهم غازي، وجماعته، في تحطيم وحدته، ونسيجه الاجتماعي، وتشريد، وتكميم مواطنيه كل هذه الفترة يستحق ممن ينادون بالإصلاح الاعتراف أمامه بوضوح أن فكرة الإسلام السياسي قد دمرت إمكانيات السودان، وأن الأولوية إنما لمقاومتها نظريا، وسياسيا. وهذا الشرط هو أقل ما يطلبه الناس من الإصلاحيين الذي لم يواجهوا حتى الآن بأسئلة تتعلق بحجم مشاركتهم الشخصية في تهيئة البيئة للتعذيب، والقتل، والفساد المالي، واستغلال الوظيفة العامة، وغيرها من الجرائم التي يعاقب عليها قانون الديموقراطية.
    بغير ذلك الاعتراف، وليس هو بالضرورة اعتذار، سيظل كل ما يفعله غازي، وحزبه، يندرج تحت سبل الالتفاف التي وفرتها لهم التربية السيئة داخل التنظيم، وبرعوا فيها كنوع من التدليس الديني، والسياسي. أما أن يروا أن الأزمة تكمن خارج الإسلام السياسي، وتحمل مسؤوليتها كلية لتجربة البشر فحسب، فذلك ما يجب ألا ينطلي علي ذهن عامة الشعب إن انطلى على بعض القادة المعارضين. فالإصلاح الحقيقي هو إعلان تخليهم عن المرجعية الفكرية التي جعلتهم يفارقون تنظيمهم للبحث عن طوق، وطرق، نجاة عبر مجهودات خداع أخرى، والتي يغطون بها عورات الإسلام السياسي، مستخدمين في ذلك تكتيكات تحالفية لخداع القوى السياسية حتى تطبع معها العلاقات الاجتماعية ريثما يجد جديد.
    إن للمراجعات الفكرية شروطها، وواجباتها. وللإصلاح طرقه الواضحة بما لا يثير الجدل العقيم. فأولى شروط المراجعة الإسلاموية هو النقد الجرئ للفكرة الأيديولوجية التي استند إليها الإصلاحيون، والذين من واجبهم أن يجيبوا عن سؤال المليون:هل أن الفكرة الإسلاموية مضللة أم أن الضالين هم حملة مشعلها؟، وإذا كانت الازمة في الفكرة التي قادت البلاد إلى الاستبداد إلى طريق مظلم لربع قرن، فهل من الجدير بغازي، وصحبه، إعلان التخلي عنها، وفضحها أم السكوت؟
    أما بالنسبة للإصلاح المجتمعي فله واجباته، ومقتضياته. فمن شروط الإصلاح تبني طريق آخر خلاف الذي أدى إلى هذا الخراب. وإذا كان كل هم جماعة غازي قيادة المجتمع كله نحو الطريق الجديدة للإصلاح إذن فلا بد لهم من رصد جذور الخراب حتى يتسنى للمعارضين الاستلهام منها لرسم خريطة طريق تمثل مرجعية للإصلاح الجديد وفقا لشواهد الرصد.
    ولكن. فموضوع غازي، وهؤلاء السياسيين، والإعلاميين، الذي وجدوا فجأة سانحة للقفز من سفينة الإنقاذ ليس هو المراجعة، أو الإصلاح. فهذا المجهود الجديد الذي يبذلونه هو إنما تحايل دون إعلان فشل فكرة الإخوان المسلمين في إقامة دولة الإسلام. إنهم يرغبون بخفة في أن يمنحهم أهل السودان فرصة أخرى لتطبيق الفكرة بشكل حسن كما يتصورون، ولكن ليست لديهم الشجاعة، والصدق، لإعلان ذلك بوضوح. إنهم يريدون أن يجدوا لأنفسهم مقاعد في التغيير الآتي، والذي يدركون أنه سيطال المفسدين، ويحجم دور من يدعون إلى أسلمة الدولة. والحال هكذا فسيكون من الصعب جدا لغازي، والقافزين من السفينة الغارقة أن يجدوا من يصدقهم مهما هاجموا زملاءهم أصحاب المشروع، وغضوا الطرف عن ديباجة المشروع نفسه. إن المعارضة الحصيفة لا تريد من الإصلاحيين ـ إن كانوا جادين ـ التركيز على مهاجمة زملائهم الذين لم يختلفوا عنهم في شئ، فليس هناك جديدا يمكن أن يقدموه في هذا المجال، وقد كفهم المعارضون مؤونة فضح رموز النظام، وسياسته. فهم لو كانوا إصلاحيين حقا، ويملكون الزاد الفكري لتقديم مساهمة نوعية لانتشال البلاد لقدموا كتبا، ودراسات، يبينون لنا فيها شكل الخراب. إنهم، مع ذلك، مطالبون بكشف دقائق الأسرار التي حاقت بالنسيج الاجتماعي، والخدمة العامة، والعلاقات الخارجية، والمؤسسات التعليمية، والصحية، والنظامية. إن فعلوا ذلك ـ ووجب عليهم الفعل ـ سيقدموا حقا اعترافات مفصلة، ومبينة، بدورهم في تعميق أزمات البلاد. وذلك ما يمنحهم بعض مصداقية في ميلادهم الجديد. أما غير ذلك ستظل هناك فجوة المصداقية بين غازي وجماعته، من جهة، والشعب، من الجهة الثانية، والذي دمروا قدراته، وقتلوا خيرة شبابه، وهجروه بالملايين، وأهانوا كرامة من بقي في دياره.






    مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)

























    من اقوال قادة السودان

    مواضيع عن الفساد فى السودان


    Sudan and Ebola virus epidemic

    Contact Us


    Articles and Views

    About Us


    ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


    مكتبة دراسات المراة السودانية


    tags for sudaneseonline
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de