|
اروشا منبر عند اللزوم بقلم محمد ادم فاشر
|
اروشا منبر عند اللزوم بقلم – محمد ادم فاشر لا احدا يستطيع ان يقنع المهتمين بالشأن دارفوري بان هذا المنبر يمكن ان يخترق السياسة السودانية في قضية دارفور التى فشلت الدوحة باموالها وجامعة الدول العربية ورائها وبالتها الاعلامية الجزيرة ، وقد كان من غير المتوقع ان يعلن ريئس البعثة الاممية في دارفور بان حوارا قد بدأ مع الحركات المسلحة في دارفور في اروشا التنزانية. وكان الشئ الطبيعي ان يتم الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة وبوساطة الحكومة التنزانية واتحاد الافريقي الممثلة في بعثة سلام دارفور ولكن تبين فيما بعد كما جاء علي لسان ريئس البعثة الاممية الغانى الشمباس الغرض منه الحاق الحركات المسلحة الرافضة لمشروع الدوحة. لقد ترك وراؤه غموضا كبيرا ليس في الاهداف فقط بين حتى بين اطراف الحوار والتى لم تتضح بعد . وللحقيقة اذا نظرنا لنشاط هذا الغاني اكثر من زاوية واحدة لوجدنا في الامر ما يدعو التوقف من الدهشة .لان لا احد يتوقع هذا الرجل ان يغادر دارفور الذي بات الاسوأ منذ عام 2004 الحروب القبيلية في كل ركن من اركان الاقليم القتلي بالمئات يوميا والجرحي بالالاف وفي ذات اليوم الذي اعلن الغاني عن مبادرته هناك اسري من الاسرمن بينهم النساء والاطفال بطرف احدى القبائل وهذا يحدث لاول مرة في تاريخ الاقليم وبل خروجا حتى من عرف كل الحروب وكلها تؤكد حقيقة واحدة هي فوضى مسلحة ضاربة باطنابه كل ارض دارفور ولا يعقل في هذا الظرف ان يغادر مسوؤل اكبر بعثة لحفظ السلام في تأريخ امم المتحدة والتى تعادل جيوش الدول بل مدعومة من كل شعوب المعمورة تعجز ان تحول دون اقتتال بين قبيلتين في الاقليم ويشد الرحال الي شرق افريقيا ينشد السلام في دارفور متوسلا الحركات المسلحة بعضها لم تكن لها حتى الوجود في اراضي دارفور ، ويبدأ بما نتهي اليه الجهود الاممية الفاشلة علي مدار عقد كامل. ويتحدث عن وثيقة ولدت ميتة وتخلي عنها حتى من انتجوها ويشكى مر الشكية كل من بات بصددها حتي الان وقد تبن للجميع ان الضرر الذي سببها الوثيقة لدارفور ما يعادل نشاط الجنجويد علي مدار عقد كامل عندما تنبي احد ابناء دارفور او قلة منهم مسؤلية امن الاقليم ووفروا للمجتمع الدولي مبررا لرفع اليدهمن دارفور وهم لا يستطيعون السير في شوارعها او حتى الاقامة فيها و انهم يعلمون تماما انها غير صالحة الا لحصول علي مسكن في كافورى او وزارة هامشية في الخرطوم او في الارياف وفي الحقيقة ان ما يحدث في الاقليم في ظل السلطة الجديدة وخاصة للقبائل العربية لم يكن سوي انتقام مرتب لها من جانب الحكومة المركزية والسلطة الاقليمية والبعثة الدولية فالحكومة التى رأت انها خرجت عن الطاعة وبيدهم القوة منحتها اياها يجب استهلاكها قبل ان تنضم بها الي التمرد ومن السلطة الاقليمية التى تري انها عملت علي افشال السلطة واساءتها بالفوضي والقتل والاغتصاب وبل كانت بطرف الحكومة في الابادة عبر الانشطة الجنجويدية او انها كانت محايدة وسكتت علي كارثة الاقليم وكذلك اليوم تنسي او كما تدين تدان ومن الجانب البعثة الاممية تري انها جزء من مصدر متاعبها والاعتداء علي افرادها ولذلك ان ما يحدث من الاقتتال فيما بينهم لم يكن سوي كيدهم في نحرهم . والا كيف لمنطق سليم ان تعجز كل الجيش السودانى في الاقليم البالغ عددها اربعة و ستون الفا ونصف هذا العدد من البعثة الدولية وما تبقي من قوة السلطة الاقليمية التى تكفي ضبط حركة الطير في سماء الاقليم تدعي انها تعجز عن وقف الاقتتال القبلي الذي يمكن السيطرة عليه وان تطلب ان ياخذ كل جندين بيد فردا واحدا من افراد القبيلة لم يبق شخصا واحدا خارج السيطرة وان ما تقدمه هذه السلطات الثلاث لجهد متواضع الي درجة البؤس لعمل يمكن السيطرة عليه حتي عن طريق المشايخ بناء علي اعراف الاقليم . نعود ان منبر اروشا هو منبر مشبوة في كل الاحوال لقد درجت علي الحكومة ان تطبخ كل مؤمراتها فيها وقد كانت اول مراحل منبر الدوحة حيث تم تحضير طويل له لقد جرت فيه اجتماعات مجالس شوى بعض القبائل الدارفورية وبعض قادة السلطة الاقليمية الان مع قيادات امنية رفيعة جري طبخ الوثيقة التى عرفت فيما بعد بوثيقة الدوحة في نار الهادئ وكتبت سيناريو له في ليبيا وتم اخرجه في الدوحة بالرغم من ان الريئس بعثة سلام دارفور قال ان هدف هذا المنبر هو اقناع الحركات دارفوريه المسلحة علي وثيقة الدوحة للسلام . وانتهت الجولة وتم الاتفاق علي جولة اخري بعد شهرين من دون الافصاح علي المبائ الاساسية التى تم الحوار حولها ولا حتى اطراف الحوار الا في الاشارة الي التفهمات التى تمت بين البعثة الاممية والحركات المسلحة في التعاون علي امن الاقليم و هنا تبدأ الغموض في الاهداف المنبر لان البعثة لم تكن في حاجة الي هذا الاتفاق لان وجودها في الاقليم اساسا بطلب من الحركات المسلحة واهل الاقليم وان الهدف الاساسي للبعثة هي حماية اهل الاقليم من الحكومة ومناصرها من الجنجويد ولذلك اذا تطلب التفهمات ليس مع الحركات المسلحة التى لم تعمل يوما البعث بامن الاقليم وليس في امكانها فعل شيئ في امن دارفور بل العكس ان امن الاقليم من الاهداف التى يقاتلون من اجلها ولذلك اذا كانت هنالك ضرورة للتنسيق فمع الحكومة وليس مع غيرها وبالتالي البعثة ليست في حاجة الي شد الرحال الي شرق افريقيا . ويأتى تأكيد الاهداف الغامضة لهذا المنبر القنبلة المدوية التى القاها الريئس السلطة الانتقالية دكتور التجانى سيسي في دارفورقال في نبرة غاضبة ان هذا المنبر لم تنسجم مع موجهات الدوحة وبل تتقاطع معها وقال ان الوثيقة هي الوحيدة صالحة للقضية دارفور وقد طالت الدهشة الجميع في هذا التصريح مع ان الهدف المعلن من جانب ريئس بعثة السلام مساعدة الدكتور بالحاق الجميع لوثيقة الدوحة فما الذي يدفع الدكتور يعتبرها خصما منه؟ صحيح ان دعوة كل الحركات المسلحة الي هذا المنبر عمل من قبيل التمويه لاعمال لم تتضج بعض هو جهد حكومى خالص لقد جرت العادة ان تستفيد من الجهد مدفوع الاجر لقادة الافارقة الذين يقودون البعثة الدولية في دارفورلطالما استفادت من ابراهيم القمباري اقصي الاستفادة عسكريا في تسخير كل الجهود الاميية لخدمة الجيش الحكومة وسياسيا في المشروع الامنى عبر منبر الدوحة الذي اوشك علي قبر القضية برمتها ويأتي دور هذا الغاني في تسخيره لخدمة شق الجبهه الثورية والجبهه الدارفورية لخدمة توحيد صف المنسوبين للتنظيم الاسلامى اينما وجدوا بما في ذلك من بين الحركات الدارفورية والشعبيين والحكوميين ان القاعة التى تجلس فيها الحركات الدارفورية في اروشا لم تكن الا واحدة ومن القاعات التى التتفاض فيها الاطراف الاسلامية وان وجود بعض الحركات الدارفور التى لا تعنيها في الامر مجرد عملا تمويهيا ويأتى تأكيدا اخر لذلك الجهود غير المسبوقة التى تمت من اجل اقناع احدى الحركات المسلحة غير الاسلامية للمشاركة حتى ولو بالحضور فقط الى درجة التهديد بالتوريط في القضايا الجنائية في المحاكم الدولية ولربما حركة العدالة والمساواة هي وحدها التى كانت حضورها بطيب الخاطر مع ان المنبر هدفها الحاقها بوثيقة الدوحة التى رفضتها وهي كانت كانت حارة والدوحة بمغرياتها بدعوة رفضها الحلول الجزئية وتحملوا جراء ذلك فقدان قاعدتها العسكرية في تشاد وما ترتبت علي ذلك وليس من المنطق في شيئ ان تذهب هذه الحركة الى الحوار بوساطة هذا الغاني في اروشا طوعا في حوار معلن هدفه التفاف حول وثيقة الدوحة وهو منبر الذي رفضته حتى الحركات الدارفورية خارج الثورية . وقد انتهت الجولة الاولي لم نسمع من الحركة الا التصريح المختصر غير ذي بال من السيد شريف اخر من انضموا التى الحركة العدالة والمساواة بعد انهيار حركة التحرير والعدالة عندما تم توقيع علي وثيقة الاستسلام الدوحة فالرجل يكن قد اضطلع حتي كل علي ادبيات الحركة بعد بسبب عامل الزمن . وليس سرا استشعار المنسوبين للتنظيم الاسلامى للخطر بعد بتر رأسه في مصروان توجه الجديد لمحور الخليجى المصري ليس لمجردالبحث الزعامة اقليمية بل حرب من اجل البقاء لقد وصلت مرحلة غير قابلة للتراجع وعلي المنسوبين للاسلام السياسي اما ان يعملوا المستحيل من ان يخرجوا باقل خسائر ممكنة من هذه الحرب الاقليمية مستحيلة الانتصار علي اموال الخليجية والدور المصري المؤثر علي السودان بجانب الدعم الذي يجدونه من الدول الغربية بل من كل شعوب المعمورة من الباب الخلفي ولذلك ان توحيد صفوف الاخوان ليس خيار بل متطلبات المرحلة وخاصة ان اخوان السودان متهمون بالفطرة في زعزعة الامن المصري اذا ما سارت الامور فيها الى الاسوأ ومن المحال التجاهل بامن البحر الاحمرو الحدود المصرية الجنوبية . وان ما قاله الترابي ضرورة وحدة الصف الاسلامي بسبب الخطر الماحق من الماسونية والجبهة الثورية ومع انه كان اقرب الكيانات السياسية للجبهة الثورية وبل ان الجبهة الثورية احد اهم مكوناتها وهي حركة العدالة والمساواة تربطها صلة قوية مع المؤتمر الشعبي وهو شرف لم ينكره الترابي نفسه وقادة المؤتمر الشعبي في السر والعلن . وان ظلت القيادات الحركة ينفون هذه الصلة لزوم ما يلزم كضرورة الوقت ولكن لم يستطيعوا اقناع الاخرين بنفي هذه الصلة لسبب واحد لان كل القيادات في الحركة منسوبين للمؤتمر الشعبي في وقت ما علي الاقل وما كان سرا الدعم الاعلامي الذى تجدها الحركة من كل اعلامي المؤتمر الشعبي ولربما الدعم المادي الذى جعل التنظيم تتميز عن التنظيمات الاخري . ومهما كانت العلاقة في الحكم الصحة او عدمها ليس من المحتمل ان تتشاور اخوان السوان في مصير الحركة الاسلامية في السودان بشكل جاد كما يتصورونها في غياب اخوان غرب السودان الممثلين في حركة العدالة المساواة علي الاقل جهد المحاولة فكان لزوم اروشا وبالقطع لا تستطيع حركة العدالة والمساواة ان تخرج من الجبهة الثورية وتتحاور بمفردها ولذلك كانت الضرورة لاسصحاب علي الاقل بعضها للانتظار في القاعات المجاورة لزوم الانتظار لربما ياتى دورا لها اذا ما تم الاتفاق في انهاء الحرب في دارفور . ومن المؤكد اذا ما تم الاتفاق مع حركة العدالة والمساواة في اطار وحدة صف الاخوان فان اكبر المتضريين هم اصحاب السلطة الانتقالية ووقته يعتبر نهاية العمل بوثيقة الدوحة او اعادة تسميتها وفي كل الاحوال ليس من مصلحة الدكتور سيسي بالقطع ، لان تمسك الحكومة به الان فقط كبيدل للعدم ليس لان حركة التحرير والعدالة لديها ما ما تقدمه للحكومة سوي تضليل المجتمع الاقليمي و الدولي او توفير التبرير المناسب لرفع اليد . ولذلك هذا هو السبب المباشر الذى ارق مضاجع الدكتور سيسي ان انتاج اوروشا دائما ليس ما هو المعلن و الدكتور سيسي يعلم تماما هذه الحقيقة هو نفسه انتاج اروشا يعرف كيف يتم تحضير الامور فيها وبجانب ذلك هناك من الاخوان في الحكومة من المؤكد تقل ادورهم بدخول شركاء جدد ولذلك يسربون بعض الاسرار لافشال الترتبيات اللاحقة هو معنى ان يرفض الدكتور مقرارت هذا التحاور حتي قبل الاعلان عنها . واذا ما اثمر هذا الحوار وتم الاتفاق بين الاخوان فان المستفيد الاكبر هوالجبهة الثورة لان غياب حركة العدالة والمساواة تستطيع الجبهة استيعاب الجركات المسلحة في دارفور والتى ما برحت خارج الجبهة الثورية بمن فيها القبائل العربية المتمردة وتستطيع ان تحسن نفسها في صورتها الاثنية في محيط المجتمع المحلي العربي الاقليمى وتكون شريكا فاعلا في محور سلطان –خلفان – السيسي للقضاء علي الاسلام السياسي وخاصة ان البؤرة الحية والوحيدة هي السودان عندما بدا في تونس الانفاسها الاخيرة.
|
|
|
|
|
|