|
ادريس ،،،/جعفر وسكة
|
ولد ادريس في احدي معسكرات اللاجئين بالسودان ، استطاع ان يكمل مرحلة الاساس بمشقة ، اعتزل التعليم .. والسبب كالعادة كان الفقر الذي يعاني منه الانسان الارتري هنا وهناك .. قرر الذهاب الي الخرطوم بغرض البحث عن عمل اي عمل يعيل به الاسرة الكريمة .. وصل الي الخرطوم وهنا قد بدأت رحلته البحثية بسؤاله لاصحاب البقالات والمطاعم اريدان اعمل هل لكم مكان شاغر .. اجابات سيئة لكنه كان يصبر وقد طال صبره ، ضاقت به الدنيا بما رحبت ..بدأ يتحسس جيبه وفي كل مرة كان يجده فارغا لم يجد فلسا واحدا يشتري به خبز يسد به رمقه ، وهو في هذه الحالة اتاه الليل ولا يدري الي اين يذهب .. اخيرا قرر الذهاب الي المسجد صلي صلاة العشاء في المسجد ونام مكانه .. وفي اليوم الثاني وبعد صلاة الفجر سأل المؤذن هل يوجد سوق اخر في الخرطوم غير السوق العربي .. اخبره المؤذن بوجود السوق الشعبي وهل يقع شرقا ام غربا ؟ لا هو في الجنوب .. تحرك ادريس مشيا علي الاقدام حتي وصل الي السوق الشعبي وهناك عاود سؤاله عن العمل .. الا ان القدر لم يكن كما يشتهي ، فكر ان يمد يديه الي الناس ذليلا .. فكر ان يقول كرامة يا امة محمد .. لكنه قد تربي علي عزة النفس .. تربي وهو يقول نموت ولا نشحد .. قال لنفسه مهما كانت الحوجة يابطني نامي جائعة... عاد مجددا الي سوق العربي ... و في طريقه الي المسجد اغمي عليه .. اخذوه الناس الي المستشفي الحالة ( هبوط ) علمت الطبيبة ان الجوع هو السبب الذي اتي به الي هنا ذهبت الي الكافتيريا .. تناولت له اثنين من ( البيرقر الجامبو ) ومعه عصير ليمون بارد .. قدمت له السندوتش ، التهم ادريس البيرقر التهاما وشرب العصير ثم قال برضي نفسي وخجل شديد شكرا ياسيدتي . سألته الطبيبة عن اسمه وعن مكان سكنه ؟ فكانت صدمتها حين قال الاسم ادريس. السكن المسجد الكبير السوق العربي .. العنوان الدائم معسكر ( ........ ) الهوية لاجئ ارتري ، الطبيبة متعاطفة معه حرام هذا .. ضحك ادريس ولعلها كانت ضحكة الم يعيش بداخله ثم قال شكرا لتضامنك معي ولكن هذا حال الاغلبية الساحقة من بني شعبي .. فنحن قد تركنا ارضنا ومالنا بسبب سياسات خاطئة لانسان يدعي انه مناضل ولكنه خائن .. ومن الطبيعي ان اعيش مشردا في ارضكم افترش الارض ولي منزل في كرن ورثته من جدي .. لكنهم احذوه منا عنوة اعطوه لأخرين يمثلونهم .. انها سياسة اسياس وزمرته .. يحدث هذا ونحن نساعدهم لاننا نلجأ بدل ان نعود .. الطبيبة متأسفة .. من اليوم بيتك هنا هو بيتنا ستذهب معي الي البيت ، عاندها ادريس في البداية ورفض الامر .. ولكن للنساء اسرار ،اقنعته بصورة غريبة ان سألته اليوم يقول انا ذاتي لاادري كيف حدث ذالك ولكنه قد حدث .. في الاخير ذهب معها الي المنزل عرفته علي اهلها .. حكت لهم قصته المحزنة ، رحبو به ترحيب السودانيين النبلاء مكث معهم يومين في المنزل ، بعدها وجدو له فرصة عمل في ورشة سيارات بالقرب منهم ، ما كان يصدق ان كل هذا قد حدث اصبح لديه دخل ثابت .. بدء يرسل لاسرته المصروف الشهري ، عرضت عليه الطبيبة الزواج .. فقد نشأت قصة حب بينهما ، وافق ادريس لكنه طلب ان يخبر اهله بذالك .. اخبرهم وسريعا باركو له الزواج . وبعد سنين طويلة عاد الي حيث كان وكانو اهله ذهب الي الخرطوم وحيدا وعاد ومعه اسرة تتكون من ام سودانية طبيبة واب ارتري يعمل كادحا .
جعفر وسكة
|
|
|
|
|
|