|
احلام مؤلمة بقلم جعفر وسكة
|
01:20 AM Sep, 08 2015 سودانيز اون لاين جعفر وسكة- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ضاق بنا الوطن هربنا منه كالجبناء تركنا امهاتنا واخواتنا لاندري مافعلوه بهم حتي الآن .. بعض ممن كانوا معنا لم يروا هذا الوطن في حياتهم .. كانت معسكرات اللاجئين بالنسبة لهم وطن نفس المعاناة التي دفعتنا للهروب وجدناها عندهم بل كانت اكثر .. هناك كنا نمتلك الاراضي الزراعية والمنازل قبل ان ينتزعوها منا عنوة ليعطوها لآخرين .. هنا وجدنا بعضهم يلتحف الارض والعراء . حقا كان شعر سليمان كليم يليق بهؤلاء البشر .. انهم جاعوا من اجل ارتريا وتحملوا كل المشاق .. لقد اصبحت تلك الاخت الصغيرة التي كانت لاجئة ام .ثم انجبت طفلا فقيرا لم تعرف كيف تربيه .. كبر هذا الطفل قبل ان تشبع معدته يوما .. سوء التغذية يجعل المروء ينمو نموا غير طبيعي .. كل الشباب اقزام مع ان اجدادهم كانوا عمالقة .. للجوع اثر كبير في بنية الانسان .. تخيلوا ان يكبر احدكم جائعا .. فقر، مرض، جهل ، انه الثالوث الذي ظل يلاحقنا اينما ذهبنا .. كيف النجاة من جحيم المعسكرات .. يقول احدنا الثورة واجتثاث العصابة من جذورها .. سهل هو الكلام الصعوبة دوما تكمن في البداية .. كيف نبدأ سؤال عجزت عقولنا ان تجد له الجواب .. جرح الاب العجوز والام الحنونة والاخت الصغيرة والطفل البريء جرح الحاضر والتاريخ ظل يلاحقنا .. من اين نأكل ونحن بلا عمل كيف الخلاص من وضع كهذا .. الهروب وقد تجرعنا مرارته .. نفس العذاب هنا يتكرر بل اسوء .. الثورة والخلاص كيف ونحن عاجزون عنها ان من سبقونا كتفونا وضعوا لنا كل الاشواك لو تحملنا طعنة الحزب تقتلنا طعنة القبيلة والتفكير .. ليس هناك حل سوي الهروب مرة اخري لعلها تكون النهاية لحياتنا الشخصية نريد ان ننهي هذا الالم باي شكل كان . افضل مكان في العالم ستحترم فيه آدميتينا يوجد في القارة العجوز هناك نستطيع ان نعيش كبشر هناك العدالة الاجتماعية التي فقدناها في الوطن .. هناك الجميع يحترم رغبتك فالقانون فوق الجميع .. هناك لن تجد من يقول لك لست ارتريا لأنك لا تجيد لهجة التغرنية ولن يغالط شخص في جذورك او اسمك .. وهناك القانون يسمح لك ان تغير اسمك لتختار ماتشاء بارادتك ولن تفرض عليك السلطة رغبتها ..هناك لن يزيفوا لك وعيك بالتاريخ والاحقاد .. ولن يعيبك المواطن لأنك لاجئ ولا يسجنك السجان لأنك لا تمتلك هوية .. هناك لن تموت بالجوع او المرض .. سنهرب لأننا لانريد ان نبقي وقودا للحرب تلك الوقود التي يستخدمونها عند الحريق لتشتعل الحرب اكثر ومن ثم ينعموا اصحاب الفنادق والسيارات الجميلة بدمائنا .. لن نعيش كالحيوانات مرة اخري سنهرب حتي و ان كان الموت مصيرنا فاحزاننا لاتغسلها سوي دموع الفجيعة او فرح لاموبدوزا او صقلية او مالطا .. هذه الجزر تحمل الحزن والفرح معا .. ونحن نحمل اقدارنا وفقرنا عذاباتنا ونكباتنا جبننا وعارنا ومستقبلنا في كف القدر ذاته .. من يموت ومن يحيا هناك في البحر آلآف القصص كل انثي تحكي مرارات عذابها الوقت يمضي ببطء الموت اقرب من النجاة .. فجأة يقع الحدث نسمع الصراخ والدعاء والرحمة بعضنا يدعو المسيح عليه السلام واكثرنا يرددون الشهادة .. الجميع كانوا يبكون اهلهم واحلامهم يندمون ولكنه ندم لاينقذ روحا ولايرجع المال الذي ساقنا الي الموت .. كنا نشاهد احتضار اخواننا ونسمع وصاياهم لبعضهم .. إن من حملوه الوصية كان يموت .. البحرية الايطالية اتت اخيرا انقذت منا عشرة اشخاص كنت انا وصديقي الذي ولد لاجئا من ضمن الناجيين .. اخبرنا اصدقاؤنا الذين كانو معنا في ليبيا ولم يتحركوا .. قلنا لهم ان الجموع قد ماتت .. هناك صورتنا الشرطة دون اذن وهنا كانت اول صدمة تليتها الفضائيات المختلفة ثم المنظمات التي لاحصر لها .. صورة تتبعها اخري ثم تحقيق يسألك فيه المحقق عن ادق تفاصيل حياتك الاسرية .. هناك اسرار نحتفظ بها في حياتنا الخاصة نضطر للكذب لنخفي اثرها هذا ماتعودنا عليه في حياتنا الطبيعية هنا كذبنا لنخفي اسرارنا وليتنا لم نفعل .. وفروا لنا مانمﻻء به معدتنا من اكل وشرب .. فحصوا لنا اعطو لكل شخص فينا سرير ولحاف .. ثم تركونا علي هذا الوضع .. وحين سألنا من سبقونا عن الوضع قالو لنا انها كذبة اروبا ! هل نستحق هذه الحياة وهل تستحق اروبا كل هذا الالم وكل هذا الضياع .. نحن في النهاية لانكتب سوي احزاننا .. الرحمة لمن ابتلعت البحر ارواحهم الطاهرة وهم يحاولون النجاة من جحيم النظام ومن جوع المعسكرات وعدم الامان فيها وفي ارضهم المقدسة . إن صمت العالم جراء هذا الوضع المحزن هو اكبر خيانة علينا ان نتذكر ذلك ونذكرهم بها .
جعفر وسكة
10/ 2015/ مارس .
أحدث المقالات
- كومة دبابيس (1) بقلم:نضال الفطافطة 09-07-15, 07:45 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- فساد بالكوم والمصريين قاعدين فى الزيطة بيسمعوا الزمبليطة بقلم جاك عطالله 09-07-15, 05:47 PM, جاك عطالله
- الانقاذ والمهدية شبه شديد 1 بقلم شوقي بدرى 09-07-15, 05:45 PM, شوقي بدرى
- العقوبات الاقتصادية – الأسد و النمر و القرد بقلم عمر عثمان 09-07-15, 05:42 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- الواقع أن احلام الشعب السودانى سقطت بين قوسى(العلف والنفايات) بقلم عبد الغفار المهدى 09-07-15, 05:41 PM, عبد الغفار المهدى
- قرار مجلس السلم الأفريقي بين معارضة مرتهنة ومشتتة .. وحكومة محاربة وفاسدة .... وشعب مغلوب علي أمره 09-07-15, 05:39 PM, هاشم محمد علي احمد
- أبكيك أيها الأمل بقلم الحاج خليفة جودة 09-07-15, 05:37 PM, الحاج خليفة جودة
- ريهام تكمل فصول المأساة ..! بقلم سري القدوة 09-07-15, 05:34 PM, سري القدوة
- دواء جيد ولكنه منتهي الصلاحية بقلم بشير عبدالقادر 09-07-15, 04:33 PM, بشير عبدالقادر
- غسل عائد الجرائم والأموال القذرة بقلم حماد وادى سند الكرتى 09-07-15, 04:30 PM, حماد سند الكرتى
- شهداءُ الإمارات بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) 09-07-15, 04:28 PM, أحمد إبراهيم
- إعادة السودان الى البند الرابع لمراقبة الوضع الإنساني عبر مقرر خاص ضرورة..!! بقلم عبدالوهاب الأنصار 09-07-15, 04:25 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- الشعوب السودانية تصبر لكنها لا تستجدي يا آل سعود اطلقوا سراح الصحفي السوداني 09-07-15, 04:22 PM, د.عبد العزيز سليمان
- اتصال من بلاد بعيدة!! بقلم عثمان ميرغني 09-07-15, 03:49 PM, عثمان ميرغني
- حبوب منع الكلام..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-07-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- (تاااني) يا عثمان؟! بقلم صلاح الدين عووضة 09-07-15, 03:41 PM, صلاح الدين عووضة
- أحلام الفتى الطائر! 1-3 بقلم الطيب مصطفى 09-07-15, 03:39 PM, الطيب مصطفى
- مواقع العمل ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-07-15, 03:37 PM, الطاهر ساتي
- تقرير أداء وزارة الصحة.. مخجل!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-07-15, 08:30 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- ما بين شركات الإتصالات والحكومه فى السودان ... المواطن المسكين مهبط عصا ... بقلم ياسر قطيه 09-07-15, 08:27 AM, ياسر قطيه
- حقيقة الجنجويد (قوات الدعم السريع ) بقلم فيصل عبد الرحمن السُحـــــيني 09-07-15, 08:24 AM, فيصل عبد الرحمن السُحـيني
- سقاية شجرة التسامح السياسي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-07-15, 08:22 AM, حيدر احمد خيرالله
- أنتم الباقُون فِينا يا شهداء (سبتمبر) الأبرار..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 09-07-15, 01:07 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- شوقي بدري: ضغينة مرتجلة على العرب المسلمين بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-07-15, 00:55 AM, عبدالله علي إبراهيم
- لا تحتمل التبريرات والعجز الإداري بقلم نورالدين مدني 09-07-15, 00:52 AM, نور الدين مدني
- الصبر على المبادئ ....هذا قولي !!! بقلم الكمالي كمال إنديانا 09-07-15, 00:51 AM, الكمالي كمال
- طريق المعرفة والحرية: حول السيرة الذاتية لحيدر إبراهيم علي بقلم محمد محمود 09-07-15, 00:47 AM, محمد محمود
- لأول مرة: سيدة سودانية تتولى تدريب فريق كرة قدم رجالي!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-07-15, 00:07 AM, فيصل الدابي المحامي
- العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء (5) بقلم عبد العزيز سام 09-07-15, 00:05 AM, عبد العزيز عثمان سام
- التخصصات الطبية إلي أين ؟؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-07-15, 00:03 AM, سيد عبد القادر قنات
- نحو تطوير منهج البحث العلمي القانوني بقلم د.أمل الكردفاني 09-07-15, 00:01 AM, أمل الكردفاني
- السيدة ميركل ....هنا غزة بقلم سميح خلف 09-06-15, 11:58 PM, سميح خلف
- الأخ الصحفي وليد الحسين . . بقلم آكرم محمد زكي 09-06-15, 11:55 PM, اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|