|
احلام الزوجة الثانية لود النمير وقدلة مغترب لم ترتسم فصولها بقلم عواطف عبداللطيف
|
06:40 PM May, 03 2015 سودانيز اون لاين عواطف عبداللطيف- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
للكاتب الناقد والخبير بوزارة الثقافة والفنون دكتور مصطفي مبارك صدرت المجموعة القصصية احلام الزوجة الثانية لود النمير كرباعية لمجموعته التي صدرت تباعا " ابناء حليب النيدو العشرة وديوان الشعر السوداني والدرس الاخير للبصيرة أم حمد " ومن يعرف د. مصطفي فهو من القلائل اللذين يملكون مكتبة غنية بنوادر وامهات الكتب ينسج حكاويه من حكايات الامهات والحبوبات ويمتلك ناصية المفردة السودانية التي تنقل القاريء الى هناك حيث الحواري والازقة وعمي حسن بياع الزيت .. او ذلك البائع المتجول الذي ينادي لى بضاعته التي يسوقها بترانيم كلمات جاذبة وبما يتاح من ملاليم .. هذا المصطفي قدم لمجموعته القصصيه بمقولاتان مقتبسة من رؤاية ثلاث سنوات للكاتب والمؤلف المسرحي الروسي انطون تشيخوف الصادرة 1904 يقول فيها " ان إقتناعي يزداد يوما بعد يوم بأن العصر الذي نعيشه الان انما هو عيشة إنتصار عظيم ، واتمنى ان يمتد بي العمر لاشارك في هذا الانتصار " ليقول إننا نعمل من اجل الاخرين حتى شيخوختنا وعندما يدنو اجلنا سنموت من غير ضجة وسنقول في العالم الاخر اننا تعذبنا تألمنا وذقنا اعواما طويلة من المرارة ولسوف يراف الله بنا " .
وان قال بهذا تشيخوف العام 1904 فان د. مصطفي يقول لنا في " احلام الزوجة الثانية " والتي صدرت في غلاف انيق لا يشابه إلا سمراء السودان بعنقها الطويل وثوبها المطرز كصفحة حمار الوحش الافريقي باقراض ذهب شديد اللمعان متدلية من حافة حلمة اذنها وتكاد لا تتكي على كتفها كناقة عربية اصيلة .. وبعقد مطعم بحبات الخرز السوداء تصميم الفنان المبدع خالد البيه ودققته لغويا شريكة دربه عواطف حسين داؤد وكأن د. مصطفي يريد ان يقدم توليفة هي من الغلاف للغلاف بنكهة الحكايات والقصص القصيرة والتي لا تجد منها فكاك من بين يديك إلا وقد التهمتها قصة قصة وراء حكاية .. هذا ان استطعت ان تمسك نفسك من الضحك والقرقرة بصوت عالي او انفككت من السرحان مع ابطال حكاياته التي يؤكد ان القاسم المشترك الاعظم بين شخصياتها هو المعاناة والاحساس بالقهر الذي يشعر به ابطالها قهر لا فكاك منه , وهو السمة الاساسية لعصرنا السوداني الراهن , ليقول لسنا سعداء ونشعر بالقهر لاننا لا نستطيع تحقيق طموحاتنا الوطنية منذ ان نالت بلادنا استقلالها العام 1956م . والدكتور مصطفي ان جالسته فهو ذو روح قصصية وذهن متقد يغوص في بحور الثقافة يبحر بك شرقا وغربا حيث درس ونال درجاته العلمية الى اساطير الحكاوي السودانية بكل ارثها وموروثاتها الغنية بمفردات لا تشبه إلا حكايات الخرافات واحلام اليقظة والخيال العفوي كسهول ارض البطانة او احراش افريقيا تلك التي ينسج بين شجيراتها الضخمة او احواض اللوبيا وشجيرات النخيل المخنوقة بطفيلات الطرفة والحلفا وهدير تدفق مياه النيل في دبة الفقراء او البرقيق وكورتي والتي تصدر اصواتا تماثل للاهالي انها اصوات اجدادهم والصالحين وربما حورية النهر تداعب عريسها على قيف شاطيء النهر المبلل اطرافه بطين القرير الاخضر المتعطش لحبيبات ذرة او فول تنغرس في جوفه . مصطفي مبارك اهتم باحلام المغتربين ولامس همومهم عن قرب فهو منهم ولهم وفي كثير من قصصه كما في " قدلة المغترب الاخيرة " يصور بحرفية شديدة تلك الاماني والاحلام التي ينسجها خيال الشباب قبل ان تحتضنهم اجنحة طائرة مغادرة لبلاد بره .. احلام الاغتراب الزائفة هي التي توسد الكثيرون تراب الارض او تلكم اللذين تبتلعهم المحيطات الهائجة والمتعطشة لكل من حلم بحلم بعيد المنال فتحولوا لغذاء لحيتان المحيطات تنقلها لنا الفضاءات نتاج لهجرات غير شرعية ما هي إلا هروب من المرارة للاكثر مرارة وفيما يعرف بتجارة البشر .. فعلوبة بطل قصته الاخيرة لم يركب امواج المحيطات بل انحشر في جوف طائرة قادمة للسعودية بعد ان دبر له شقيقة الذي الح في سؤاله بعد ان جفت حواشته وتراكمت عليه الديون زيارة للعمرة ما ان اداها علي عجل لإلا وانحشر في حافلة متجهة لمدينة الخبر بحثا عن رزق حلال ودراهم موعودة تمكنه من استجلاب عائلته وادخال ابنه مدرسة نظامية .. في الطريق طلب من سائق الحافلة ان يشغل مسجل الحافلة وقد كان له ما اراد وما ان صدح المسجل باغنية حماسية للمغني ابراهيم اللحو جعلت اخينا يندمج وينسى همومه ويطلب من السائق ان يقف لعشر دقائق فاذا بعلوية يقفز ويعدل عمامته ويعرض منتشي وكانه في وسط حفل زواج في ديرته .. وهو في قمة نشوته تجاورهم عربة شرة المرور تصادف مرورها لفت نظرهم شخص يقفز ويلف ويدور حول نفسه طلبوا منه جواز سفره وما ان تفحصوه وجه له سؤال يا زول اعتمرت ؟ نعم ويش موديك الخبر مفروض الحين تكون في جدة راجع السودان انحنى علوبه المشلخ والنحيل والمرهق على الارض التقط عمامته لم يمهلوه ليلفها حول راسه وضعها على كتفه اقتادوه الى العربة التي انلقت بسرعة في طريقها الى مدينة جدة والاغنية الحماسية تبتعد رويدا رويدا فقد كانت بقدلة علوبة قدلة المغترب الاولى والاخيرة التي سيخلدها التاريخ اذا عرفها الناس وذاع صيتها كانت قدلة فريدة مكانها الطريق الاسفلتي الذي يرقص عليه السراب الذي يتحدى رمال الصحراء وليس ساحة عرس في احد قرى شمال السودان . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر
ابناء حليب النيدو العشرة وديوان الشعر السوداني والدرس الاخير للبصيرة أم حمد
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الريس البشير .. ومن هؤلاء !! بقلم عواطف عبداللطيف 04-13-15, 02:49 PM, عواطف عبداللطيف
- النهضة بعيدًا عن المحرقة قريبًا من الحياة بقلم عواطف عبداللطيف 03-30-15, 02:48 PM, عواطف عبداللطيف
- مناظرات الدوحة خطوة استباقية هل تسود بقلم عواطف عبداللطيف 03-09-15, 06:37 AM, عواطف عبداللطيف
- سايشيرا رشة عطر قطري للعالم بقلم عواطف عبداللطيف 03-03-15, 02:57 AM, عواطف عبداللطيف
- حياة والقلم بقلم عواطف عبداللطيف 02-24-15, 06:57 PM, عواطف عبداللطيف
- بروف محمد احمد " نصير " مرضى السكري بقلم عواطف عبداللطيف 02-19-15, 04:04 PM, عواطف عبداللطيف
- د. الكواري في حضرة الكتاب بقلم د عواطف عبداللطيف 01-19-15, 08:17 AM, عواطف عبداللطيف
- الاستقلال قبل عامه الستين بقلم عواطف عبداللطيف 01-05-15, 07:05 AM, عواطف عبداللطيف
- دلالات فرحة شعب بماضيه بقلم عواطف عبداللطيف 12-22-14, 06:16 AM, عواطف عبداللطيف
- التني وبنت البيلي سفراء الزمن الجميل بقلم عواطف عبداللطيف 12-08-14, 06:33 AM, عواطف عبداللطيف
- الدبلوماسية تطفئ شرارة الخليج بقلم عواطف عبداللطيف 12-01-14, 02:37 PM, عواطف عبداللطيف
- سلطنة عمان (سفينة تبحر للأمام( بقلم عواطف عبداللطيف 11-24-14, 02:25 PM, عواطف عبداللطيف
- الجوع كافر 33 مليون عربي جائع بقلم عواطف عبداللطيف 11-17-14, 02:32 PM, عواطف عبداللطيف
- لا للإساءة "للبشير" بجرح المشاعر الإنسانية 11-03-14, 03:01 PM, عواطف عبداللطيف
- ادارة المرور القطرية تطلق منهج السلامة المرورية بقلم عواطف عبداللطيف 10-22-14, 07:28 PM, عواطف عبداللطيف
- هل تغادر الاعياد .. أم نغادرها 10-12-14, 04:47 PM, عواطف عبداللطيف
- شكرا الشيخة حصة زيارتكم دارفور/عواطف عبداللطيف 09-29-14, 01:49 PM, عواطف عبداللطيف
- فطومة بت خالتي ليلا/عواطف عبداللطيف 09-22-14, 05:40 AM, عواطف عبداللطيف
- ساتي ماجد .. كولمبس السودان .. ابن دنقلا العجوز الداعية الاسلامي بأمريكا 1904-1929 ( الجزء الاول ) 08-05-14, 03:57 PM, عواطف عبداللطيف
- الجمعيات الخيرية " وصيد الكاميرا 08-04-14, 03:37 PM, عواطف عبداللطيف
- اطفال غزة لايريدون عيدية/عواطف عبداللطيف 07-27-14, 05:10 PM, عواطف عبداللطيف
- فضيلة افطار " الشوارع " السوداني/عواطف عبداللطيف 07-22-14, 09:35 AM, عواطف عبداللطيف
- افطار " الشوارع " سوداني 07-20-14, 09:43 AM, عواطف عبداللطيف
- الخرطوم الجميلة " للخلف دور/عواطف عبداللطيف 06-30-14, 07:56 AM, عواطف عبداللطيف
- " الكارثة " نخر العظام/عواطف عبداللطيف 06-10-14, 05:00 AM, عواطف عبداللطيف
- د. ذكية مال الله .. المشموم للامهات بقلم عواطف عبداللطيف 06-02-14, 03:39 PM, عواطف عبداللطيف
- "الحق وجه للمسؤولية"/عواطف عبداللطيف 05-26-14, 08:32 AM, عواطف عبداللطيف
- يا هذا "الاغا" والصبي عمر 04-21-14, 02:56 PM, عواطف عبداللطيف
- زيارة أميرية .. مفصلة استراتيجية/عواطف عبداللطيف 03-31-14, 03:02 PM, عواطف عبداللطيف
- القدار .. بوابة دخول الاسلام للسودان.. وابنها البار اخله لامريكا /عواطف عبداللطيف 03-30-14, 06:33 AM, عواطف عبداللطيف
- أبناء كردفان "يتسورون "بالذهب"/عواطف عبداللطيف 03-24-14, 03:30 PM, عواطف عبداللطيف
- “آمنة “ نخلة إنحنت/عواطف عبداللطيف 03-09-14, 05:15 PM, عواطف عبداللطيف
- “ لنغلق" صافرة الحرائق/عواطف عبداللطيف 03-03-14, 07:25 AM, عواطف عبداللطيف
- "راعي معز" وقيم أضاعها بعضنا/عواطف عبداللطيف 02-24-14, 06:27 AM, عواطف عبداللطيف
- وهج المسؤولية الاجتماعية عند " دال " وطرفة " حليب الوالي مرفوض "/عواطف عبداللطيف 02-10-14, 06:38 AM, عواطف عبداللطيف
- وثبة ريس في حضرة عمامات " بيض " من للغبش !!!/عواطف عبداللطيف 02-02-14, 06:55 PM, عواطف عبداللطيف
- " المستديرة " وهج وعصي /عواطف عبداللطيف 01-20-14, 04:48 PM, عواطف عبداللطيف
- ضفيرة الصغيرة " جود " ملهمة للعطاء .. صفقوا لها/عواطف عبداللطيف 01-13-14, 04:41 PM, عواطف عبداللطيف
- " انتباه " لمغزي علم الاستقلال بكتارا بقلم عواطف عبداللطيف 01-05-14, 07:06 PM, عواطف عبداللطيف
- الامير الوالد " فن ممارسة الحكم والحياة "/عواطف عبداللطيف 12-23-13, 06:06 AM, عواطف عبداللطيف
- جامعة قطر .. بين البرتقالة وقشرتها .. للحقيقة وجه آخر/عواطف عبداللطيف 12-16-13, 04:07 PM, عواطف عبداللطيف
- الإمارات 42 "القومة ليك" عواطف عبد اللطيف 12-09-13, 05:23 PM, عواطف عبداللطيف
- دمشقية وأبنوسية.. بينهما حصة عواطف عبد اللطيف 12-02-13, 05:10 PM, عواطف عبداللطيف
- كرمكول .. كما القدار ودبة الفقراء ولتي .. القرى المنسية/عواطف عبداللطيف 11-24-13, 07:56 PM, عواطف عبداللطيف
- روضة " لابسة بردة عكاز بالدوحة/عواطف عبداللطيف 11-23-13, 09:16 AM, عواطف عبداللطيف
- حضور سوداني باهت في ملتقى " بزنس " دولي بقلم : عواطف عبداللطيف 11-21-13, 05:57 PM, عواطف عبداللطيف
- سرقتني " مستشفى النساء والولادة من د. امنة/عواطف عبداللطيف 11-04-13, 04:37 PM, عواطف عبداللطيف
- " الحاج " وماذا انت فاعل !!! بقلم عواطف عبداللطيف 10-28-13, 05:18 PM, عواطف عبداللطيف
- ادعوا لأم الجميع " د.امنه عبدالرحمن لتتشافي/ عواطف عبداللطيف 10-21-13, 04:53 PM, عواطف عبداللطيف
- عرفات " أرض الغسول الطاهرة "/عواطف عبداللطيف 10-19-13, 11:46 PM, عواطف عبداللطيف
- عرفات " أرض الغسول الطاهرة " بقلم عواطف عبداللطيف 10-13-13, 07:36 PM, عواطف عبداللطيف
- " ملح الارض " بين الماء والبارود/عواطف عبداللطيف 09-30-13, 07:36 AM, عواطف عبداللطيف
- " جاليري أنيما " يتصافف لابصار الفقراء بقلم عواطف عبداللطيف 09-28-13, 08:43 PM, عواطف عبداللطيف
- " جاليري أنيما " يتصافف لابصار الفقراء بقلم عواطف عبداللطيف 09-26-13, 05:37 AM, عواطف عبداللطيف
- عنف الأطفال" وفي السودان وجه آخر/ عواطف عبداللطيف 09-16-13, 07:26 AM, عواطف عبداللطيف
- لا " لرتق الثوب " نعم للاعمار/عواطف عبداللطيف 09-02-13, 06:58 AM, عواطف عبداللطيف
|
|
|
|
|
|