|
اتركوا الشرطة في حالها..!! بقلم عبدالباقي الظافر
|
03:07 PM Apr, 27 2015 سودانيز اون لاين عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قبل عامين انشغل الرأي العام بقضية محاولة اغتيال طالبة في داخلية مدرسة ثانوية في نهر النيل.. القضية تحولت إلى قضية رأي عام انتهت باعتصام حاشد في ميدان حمل لاحقا اسم الطالبة المطعونة غدرا.. حينما تم القبض على المشتبه به فرح الناس بذاك الإنجاز الشرطي.. ولأن العدالة درجات مضت القضية إلى القضاء وتم إطلاق سراح المتهم لعدم كفاية الأدلة.. الشحن الإعلامي الزائد كاد أن يحول يوم النطق بالحكم إلى كارثة وطنية. قبل شهدت مدينة عطبرة حدثا مأساويا مماثلا.. حيث داهم مجرم شابة صغيرة في أحد المتاجر وارداها قتيلة.. الحادث البشع شق على الناس.. اهتمت الشرطة بالأمر وكوَّنت فرقا للبحث والتحري.. بعد أيام قليلة تم القبض على شاب أقرَّ في التحريات الأولية بأنه ارتكب الجريمة بدافع السرقة.. الشرطة أعلنت خبر القبض على المتهم مما أشاع جوا من الاطمئنان في المدينة.. ليس هنالك اسوأ من أن يظل مجرما حرا طليقا.. ولكن المتهم برئ حتى تثبت إدانته بحكم قضائي نهائي وهكذا تقول القواعد القانونية. الحركة الإسلامية بعطبرة كوَّنت وفدا عالي المستوى ليقدم التهنئة لشرطة نهر النيل.. وفد الحركة قابل اللواء حسين نافع مدير شرطة الولاية مهنئا بجهود الشرطة في القبض على الجاني.. استخدم البيان الصادر من الحركة الإسلامية كلمة الجاني بدلا عن المتهم.. ذات الإشادة جاءت من المؤتمر الشعبي في نهر النيل الذي استغل أمينه العام منبر الجمعة ليهنئ الشرطة بإنجازها الكبير في القبض على المتهم في حادثة سوق عطبرة. بداية الفرح الشديد بالإنجاز الشرطي يوحي بأن ذاك الإنجاز أمرا استثنائيا.. الحقيقة أن معظم الجرائم التي ترتكب تفك الشرطة السودانية غموضها في وقت وجيز.. الاستثناء دائماً في الجرائم ذات الخلفيات السياسية مثل حادثة اختفاء الخاتم نجل زميلنا الصحفي موسى يعقوب.. هنا المراقب الحصيف يجد العذر والتبرير لفشل جهود الشرطة في الإيقاع بالمجرمين. الأمر الثاني بأي حق اقتحمت الحركة الإسلامية أسوار الشرطة لتجتمع بمديرها في نهر النيل.. الحركة الإسلامية ليست تنظيما سياسيا ولا جمعية دعوية مسجلة في وزارة الأوقاف والإرشاد.. الحركة الإسلامية كيان غامض تتوفر له إمكانات ضخمة.. حتى ولو كانت الحركة الإسلامية هذه حزبا سياسيا، القفز إلى حصون الشرطة ليس مسموحا به في هذه الحالة لأن الشرطة جهاز قومي محايد. لن تتضح الرؤية إلا إذا جئنا بمثال مقلوب.. ماذا لو تحرك وفد من الحزب الشيوعي أو الحركة الاتحادية وذهب لمكتب مدير الشرطة الفريق هاشم عثمان.. الوفد قبل أن يشرب الشاي عرف نفسه وسأل سيادة المدير لماذا فشلتم في القبض على الجناة في حادثة الاعتداء على الزميل الأستاذ عثمان ميرغني؟.. اغلب الظن سيسأل المدير عن التفويض الذي يجعل هؤلاء السياسيون يتحدثون في الأمر . بصراحة.. السياسة مثل ملح الطعام عدمه يجعل الطعام سيئا أما إذا زادت الجرعة فيصبح الطعام غير مستساغ تماماً.. ابعدوا السياسة عن الأجهزة العسكرية. altayar.sd/play.php?catsmktba=6268
التفويض
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- لجنة عبد الملك..!! بقلم عبدالباقي الظافر 04-26-15, 03:34 PM, عبدالباقي الظافر
- من قال نحن عرب؟! بقلم عبدالباقي الظافر 04-24-15, 03:11 PM, عبدالباقي الظافر
|
|
|
|
|
|