إنهم يصادرون العقول.. و يشتطون.. أمَرَ الله سبحانه و تعالى أن نتركالبيع و التجارة أيام الجُمَع ( إذا) نودي للصلاة.. و الأمر موجه لناكافة المسلمين باعتبار أننا نطيع أوامر الله و رسوله.. و أننا قادرين علىتهيئة أنفسنا للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة كما ينبغي.. و ( إذا نوديللصلاة) توقيتٌ لترك البيع و التجارة واضح لكل ذي يصر و بصيرة، و الفرقبينه و بين ( قبل النداء للصلاة) شاسع.. فما بال زبانية نظام الانقاذتتهجم على المحلات التجارية و المهنية مرَوِّعين أصحاب تلك المحلات وزبائنهم كل جمعة!هل يعلمون خبايا الأنفس أكثر مما يعلم الخالق الباسط؟لم يكن يوم الجمعة ذاك الاسبوع، يومَ سعْدٍ ل( التوم) صاحب البقالةالكائنة في شارعنا.. مع أن أيام الجمع تسعده كثيراً.. فبعد الثانية عشرةظهراً بقليل، داهم متجره رجال شداد غلاظ: " قفِّل.. قفِّل!".. رجاليحرصون على زرع الخوف مجاناً في كل المحلات التجارية و المهنية قبلالساعة الثانية عشرة ظهراً و بعد ذلك بقليل.. رجال يعملون تحت إمرة نظاميلغي العقل و يتجاوز الشريعة لتأكيد الشريعة.. و لا يعترف بالمنطق.. و لايتقبل الواقع.. و يبالغ في تحدي الموجود.. فوق مقاصد خالق الوجود..ألم تسمعهم يغيَّرون معاني الكلمات في بداية وهمهم الكبير بحكم الدنيا:-" أمريكا روسيا قد دنا عذابها...." و يمثلون أدوار الآلهة فيالميثولوجيا الاغريقية.. و لا يعتقدون أن هنالك مستحيلاً في الدين و لافي الدنيا.. طالما بيدهم ( التمكين).. ليس تمكيناً لإقام الصلاة.. و لالإيتاء الزكاة.. و في سيرتهم الذاتية يشكِّل الاعدام شنقاً حتى الموتلوحة بشعة للأمر بالمعروف..فكم قتلوا باسم الدين.. و قتلاهم كثر.. و يا لسخرية الأقدار أن يكونالدولار محرماً لدرجة الاعدامً و هم عَبَدَتُه.. فكم قتل الدولار شباباًفي بدايات انقلابهم.. " يا بني، تخلَّص من الدولارات التي لديك.. زبانيةصلاح دولار قادمون ليقتلوك..!؟" قالت الأم لابنها الشاب مجدي.. و قبل أنتنتهي، سال لعاب الزبانية مصاصي الدماء.. فشنقوه في حُرِّ مالِه..كان ذلك قبل ربع قرن و نيف من الزمان.. أما الآن:إمتلكوا ناصية الدولار.. و الدولار لاعب أساسي في ملاعب الأسفار و الترفو الحج ( الفاخر) كل عام، بعد القتل و النهب و السلب.. فالحج سوف يفسحالطريق إلى جنات الخلد.. و بعد العودة من الحج يغوصون في بِرك الفساد مرةأخرى، و من ثم الاعداد للحج ( الفاخرً) كَرَّة أخرى لمسح ما علق بهم منأدران.. و الله غفور رحيم!مساكين، لا يعلمون أن الله شديد العقاب.. فربما- حِكمتُه- مدَّت لهممدَّاً و تركتهم يعمهون..و أكثروا من تكميم الأفواه و صادروا العقول.. فصارت الفتوى ( الشرعية) هيكل الدين و كل الدنيا.. فإذا أردت دخول بيتك عليك أن تستفتي عن أيالرِجلين تُقدِّم للدخول، الرجل اليمنى أم اليسرى.. و إن شئت أن تأكلالطعام عليك أن تستفتي عن كيف تدخل يدك في قصعة الطعام ( شرعياً).. و كيفتدخل الطعام إلى فمك و كيف تبتلع أو تزدرد الطعام ( شرعياً)، و إذا مججتطعم الأكل عليك أن تستفتي عن ماذا بوسعك أن تفعل ( شرعياً) هل تلفظ ما فيفمك أم مكرهاً تبتلعه ( شرعياً).. و عليك أن تستفتي علماء السلطان قبل أنتختلي بزوجتك ( شرعياً)..الهواتف لا تتوقف عن الرنين في محطات الاذاعة و قنوات التلفاز.. زبائنكُثرً يطلبون كلاماً من مفتٍ- أي كلام- و المفتي يرشدهم إلى السلوكالقويم في الأكل و الشرب و النكاح و الطلاق- و ما أكثر الأسئلة عن الطلاقفي زمن الانقاذ- و الخطوط تكاد تتوقف .. ساعات الذروة هي ساعات برامجالافتاء.. الخط مشغول.. الخط مشغول.. مشغول.. مشغول..!" سيبك ياخي! سيبك! اصبغ شعرك، أو فلفلو.. أو احلق زيرو.. أو اعمل زي ماداير.. سيبك منهم!"" أَفلا تعقلون؟!".. العقل في إجازة طويلة منذ أن يبلغ السوداني المسلمالحلم.. العقل خاضع لرؤية رهبان شريعة قوامها ( هذا أو الطوفان)، و عليكألا تفكر إلا حين يجيئ المفتي.. لا تفعل شيئاً إلا بعد استشارة سيدناالعارف بالله.. و اترك البيع و التجارة الساعة الثانية عشرة بالضبط قبلأذان صلاة الجمعة.. لعل زبانية الانقاذ يرحموك..قاتلهم الله!أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة