|
ابو الصالح و المأمون:كلاهما مثال لانحطاط المجتمع ولكن ايهما اشد فتكا به ؟ بقلم ميرغنى احمد خليل
|
05:37 PM Oct, 03 2015 سودانيز اون لاين ميرغنى احمد خليل- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
فى مشهد يدمى قلب آى شخص به ذرة من انسانية تناقلته وسائط التواصل الاجتماعى، يظهر ابو الصالح مدججا بمدفعه الرشاش ومعه مجموعة من الرجال المسلحين يحاكمون امراة بائسة فى ناصية شارع عام بحلب، اتهمت بالزنا و يردونها قتيلة بطلقة فى الرأس. كتب على كتلة ضخمة من الاسمنت المسلح خلفهم: "جبهة النصرة". لم يستغرق الامر من ابو الصالح اكثر من دقيقتين او ثلاث من حيثيات و نطق بالحكم و تنفيذه. كان واضحا من لبس الرجال المسلحين ان الوقت شتاء وبرد قارس، خاصة احذيتهم التى تغطى حتى منتصف الساق، لكن المسكينة كانت تنتعل "برطوشا" يظهر جميع اصابع القدم مما ينبئى عن السبب الذى دفعها لان تقدم على ما اقدمت عليه. قبل ان تتحول حلب و سوريا باسرها الى وحوش كاسرة تفتك ببعضها البعض، حتى يكاد المرء لايعرف من مع من، او ضد من، عمل ابو الصالح فى الهيئة الشرعية بحلب. الا انه اختفى بعد ان انكشفت علاقته الحرام، وهو فى هذا الموقع، مع امرأة ساقطة يعرفها اهل المدينة. عاد جهاديا كاحد قادة جبهة النصرة. جهاديا يعمل قتلا فى الابرياء و المستطعفين فى الارض. و بالمثل، قبل ان تغتصب عصابة اللصوص القتلة السلطة وتستبيح الوطن الحبيب ارضا وشعبا، حاول د. مامون حميدة اغتصاب طبيبة امريكية شابة جاءت الى السودان ضمن برنامج خيري يغطى عددا من الدول الافريقية. ذهب اليها حيث تقيم فى استراحة بشارع محمد نجيب مساءا، فاشتكته. و تم التحقيق معه. لكن وكما هى العادة انتهى الامر ببساطة الى " عفى الله عما سلف". وهو مفهوم ان صلح لمجتمع عشائرى انتهت فترة صلاحيته، فانه لا يصلح لمجتمع حديث يفترض ان يقوم على المراجعة و اخلاق التمدن و الرقى الانسانى. لم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى جرى فيها استخدام هذا المبدأ تجاه تجاوزاته المهنية و الشخصية . عن تجاوزاته المهنية، انه حدث فى مؤتمر طبى حول اكتساب طفيلى الملاريا مناعة ضد الكلوروكوين وسط مواطنى شرق السودان، عقد فى الخرطوم سنة 1988، ان قام بوضع اسمه على بحث زميل اخر مستغلا موقعه كسكرتير للجنة المؤتمر مخالفا بذلك الامانة العلمية و المهنية. ثم اتى بما هو ابشع من ذلك وهو اضراره بالمرضى الذين يعانون من مرض النوم بمنطقة نهر الجور بجنوب السودان، اضرارا استمر اثره لاكثر من سنتين. فبعد اكتشاف ان عقار Ivermectin الذى يعالج الابقار بتخليصها من الديدان، يمكن ان يعالج ايضا مرض النوم، قامت الشركة المنتجة بالتبرع به لمنظمة الصحة العالمية بغرض استئصال المرض. و فى ذات السنة، 1988، اوكلت مهمة تجربته فى السودان لدكتور مامون حميدة و معه باحثين امريكيين. فعين معه فريق من الاطباء الجدد وقام بعمل تجربة على عدد من المرضى ونشرنتائجها فى مجلة طبية بريطانية مرموقة، ذكر فيها ان الدواء يسبب نزيف حاد للمرضى. وعطل بذلك علاج مرضى الجور، بينما كان الخطأ فى اداء التجربة بوضع مادة الهيبارين المسيلة للدم فى القسطرة باكثر مما هو مطلوب. مما دفع مشاركيه فى البحث للكتابة فى ذات المجلة لدحض ما جاء به د. حميدة وقدموا اعتذارا عن الخطأ. عن الامانة الشخصية، وايضا قبل مجئ العصابة، كان د. مامون حميدة الرصيف المالى فى مشروع بحثى طبى موله معهد البحوث الطبية الامريكى بالتنسيق مع وزارة الصحة و جامعة الخرطوم لدراسة الامراض المستوطنة فى السودان مثل مرض النوم و البلهارسيا و الملاريا، فكان يستلم الدولارات و يفكها فى السوق الاسود بسعر احدى عشر جنيها و يسلمهم بسعر اربعة جنيهات و يحتفظ بالسبعة جنيهات لشخصه. زملأؤه يعرفون عنه الكثير من مثل هذه التصرفات، لكنهم يحجمون عن فضحها تعففا او حماية لسمعة المهنة. عند اضراب الاطباء ضد الانقلاب كان يقدم اسماء زملائه لرجال الامن فى مقرهم بمبنى فاتح على شارع محمد نجيب فى الزهور فتحت. وكانت اول مكاسبه بعد استيلاء الجماعة على السلطة ان اسس منظمة خيرية وهمية، و طلب لها ارضا فى حى الرياض بالخرطوم بالمجان، ثم قام ببناء كليته على تلك الارض، و لا اثر حتى الان لتلك المنظمة الوهمية. الان وقد استتب الامر لجماعته، صار يغير ويعدل الاجهزة الصحية العامة كأنه ورثها من ابيه. و شرع ينشئ احهزة و ادارات فى وزارته كتلك التى اسماها " شكاوى الاطباء" والتى عين لها طبيبا اسلامويا من زمرته كان قد حاول هو الاخر اغتصاب معوق فى مصحة بالولايات المتحدة الامريكية، فاعتقل واطلق سراحه بالضمان. الا ان السفارة بواشنطن قامت بتسفيره الى السودان. بيد ان الاخطر من ذلك كله، والذى يلتقى فيه فكرا و فعلا برصيفه "ابو الصالح"، مثلما التقى معه فى السلوك الشخصى، فهو دفاعه عن التحاق طلبة و طالبات جامعته بداعش فى سوريا. وهنا اود أن اذكربداية، اننى، وربما مثلى مثل كثيرين غيرى، لا ادرى حقيقة دور الطالبات هنا! فهل هن يحملن السلاح و يشاركن فى القتل، ام هو نكاح الجهاد، او جهاد النكاح. لا ادرى ! فبعد ان مات الاف الشباب فى حرب الجنوب التى سموها جهادا و غطت الشعارات الشوارع و التلفزيونات "من جهز غازيا فقد غزا" و اقاموا اعراس الشهيد، ثم انقلبوا على كل هذا، تحت سطوة الشيطان الاكبر، امريكا التى دنى عذابها، و تحول الشهداء الى " فطائس"، يريد د. مامون حميدة و جماعته ارسال مجاهدين جدد الى بلاد اخرى فى حرب ما هى الا فتنة كبرى قديمة/ جديدة ، لتتاح له الفرصة اكثر و اكثر للهيمنة والسيطرة و جنى الدولارات تحت حماية نظام فاشى متجبر، و لكى يعيث فسادا فى مقدرات امة و فى مستقبل الأجيال. شىء منطقى لمن اتخذ منهج السيخ و الرصاص مع الذين لا يتفقون معهم فى الرأى فى دور العلم و الجامعات، ان يدافعوا عن ذهاب الشباب اليفع لياشاركوا فى فتنة فى بلاد غير بلادهم، يقتل فيها المسلم اخاه المسلم، لكن ما هو غير منطقى وضد طبيعة الاشياء، أن تسبق اسماء مثل هؤلاء كلمة "مفكر"، مثل المفكر حسن مكى ! ايهما اشد فتكا بالمجتمع، ابو"الصالح" أم " المأمون"؟ ارى ان الاجابة على السؤال واضحة. ابو الصالح ليس لديه سوى الكلاشنكوف الذى يحمله والمقاتلون الذين فى زمرته، وقد تصيبه طلقة، ولو طائشة، فتريح العالمين من شروره. بيد ان المامون قد بلغ من السطوة والسلطة والجاه، وهو فى برجه العالى، ما جعل احد اعضاء ما يسمى مجلس تشريعى ولاية الخرطوم يذكر، تزلفا ونفاقا، اثناء جلسة رسمية ان سيدنا محمد قد زاره فى المنام ليطلب منه ان يبلغ مامون حميدة السلام، وفق ما جاء فى الصفحة الاولى فى احدى صحف الخرطوم. شخص فاسد فى سلوكه العام وفى امانته العلمية و فى وشايته باخوانه زملاء المهنة وفى سرقة مال غيره. خاتمة: فى هاتفى صور عدد من القادة و الكتاب العرب وغير العرب وكلماتهم التى تمجد الشخصية السودانية وتميزها فى مجال الاخلاق و عزة النفس و الكرم والشهامة. وكمثال واحد فقط ، الكاتب و الصحفى الاماراتى احمد ابراهيم الذى ذكر انه و بسبب كتاباته على مدى عشرين سنة التى ظل يمدح فيها السودانيين، صار يعرف ب "احمد ابراهيم، اماراتى الهوية و سودانى الهوى". فهل بمقدور عصابة اللصوص القتلة محو كل هذا الارث التليد ؟
أحدث المقالات
- وقفات على مشارف الحوار الوطني .....!!!؟؟؟؟ بقلم محمد فضل ... جدة 10-03-15, 05:33 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- إحباطات مغترب بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 10-03-15, 05:32 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- أرباح رامي الحمد الله، وخسائر غزة بقلم د. فايز أبو شمالة 10-03-15, 05:27 PM, فايز أبو شمالة
- حادث منى وسُعار إيران بقلم عبدالعزيز التويجري 10-03-15, 05:26 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحركة الشعبية ولدت لتبقى بقلم كلول بور 10-03-15, 04:06 PM, كلول بور
- في السودان مافيا الغاز تفتعل الندرة و تتلاعب باوزان الانابيب بقلم ايليا أرومي كوكو 10-03-15, 04:01 PM, ايليا أرومي كوكو
- الأشياء تتداعى بقلم اللواء تلفون كوكو أبو جلحة 10-03-15, 03:58 PM, تلفون كوكو ابو جلحة
- إشكالية الثقافة و الهوية في لوحات الإبداع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 10-03-15, 03:56 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- الى رئيس المخابرات السعودية/ المحترم مع علم الاستلام/بقلم جمال السراج 10-03-15, 03:53 PM, جمال السراج
- كيف تتقن عملك؟!! بقلم عثمان ميرغني 10-03-15, 03:07 PM, عثمان ميرغني
- رسالة خاصة جداً إلى (شيخ) !! بقلم صلاح الدين عووضة 10-03-15, 03:05 PM, صلاح الدين عووضة
- ولكن سارة كانت تبتسم ..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-03-15, 03:03 PM, عبدالباقي الظافر
- السودانيون في عيون الآخرين بقلم الطيب مصطفى 10-03-15, 03:00 PM, الطيب مصطفى
- النفايات ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-03-15, 02:58 PM, الطاهر ساتي
- رجل كلمته الأرض !!! 10-03-15, 08:25 AM, الطيب الشيخ
- دولة الإمارات السودانية المتحدة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-03-15, 06:55 AM, فيصل الدابي المحامي
- عباس لا يفجر قنابل بل يعطلها بقلم نقولا ناصر* 10-03-15, 06:12 AM, نقولا ناصر
- يسألونك عن التجمع العالمي لنشطاء السودان؟ قل هو خير من عمل الإنسان السوداني 10-03-15, 01:28 AM, حسين إسماعيل أمين نابرى
|
|
|
|
|
|