تشيعه لعنة التاريخ وضحايا حربه الاجرامية الدامية من الاموات والاحياء جلس السفاح الصربي في قاعة المحكمة الدولية يستمع الي حيثيات الحكم الصادر ضده يستعرضها القاضي الذي انتهي الي اصدار حكم بلغت جملته اربعون عام من السجن علي مجرم الحرب الشهير وذلك في حضور تمثيل رمزي من اسر ضحايا حرب الابادة الغير مسبوقة في التاريخ الانساني المعاصر منذ الحرب العالمية الاخيرة التي شهدت فظائع معروفة مثل مذابح الهولوكوست التي ارتكبها النظام النازي ضد اتباع الطائفة اليهودية. ظلت المحكمة الجنائية الدولية والنظام العالمي الذي يدعمها ويشرف عليها محل نقاشات وانتقادات متعددة تركز علي عدم شمولية العدالة الدولية خاصة بعد غزو واحتلال دولة العراق في بدايات الالفية الثانية وبعد وقوع انتهاكات خطيرة من جانب الغزاة والجماعات والمنظمات العراقية المتعاونة معهم في ظل فشل المنظمة الدولية في فتح مجرد تحقيق في العملية والكارثة الكبري التي اضاعت امن وسلام البشرية جمعاء خاصة في ظل التداعيات الكارثية لنفس العملية التي نتجت عنها حالة انفلات اقليمي خطير انتقل الي بعض دول المنطقة الي جانب ظهور اجيال جديدة وخطيرة من منظمات العنف والارهاب ويبقي الصمت والتجاهل مستمرا من كل الاطراف المتورطة والمراقبة لهذه العملية بمثابة حكم القوي علي الضعيف ويجسد حالة من الفصام والفشل الاخلاقي للدول والكيانات التي لها صلة بالقضية. النظام السوداني دخل علي خط الازمة الدولية بعد اتهام الرئيس البشير وبعض اركان حكمه بواسطة المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وابادة وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور ولم تجد حكومة الخرطوم وبعض اعوانها الداخليين والمتعاطفين معها علي النطاقين العربي وفي دول العالم الاسلامي الافتراضي في دفاعهم عن حكومة الخرطوم غير استخدام السابقة العراقية كدليل علي وجود عدالة انتقائية متناسين اصل القضية وعدم الاجابة القاطعة حول صحة الاتهامات الموجهة لهم في قضية جرائم الحرب والابادة في اقليم دارفور من عدمها. الحكم الذي صدر ضد زعيم الصرب السابق بهذا العدد من سنين الحكم يضع حجج بعض القائلين بوجود عدالة انتقائية والمدافعين عن نظام الخرطوم في خانة عدم المصداقية ويسقط منطقهم في هذا الصدد الي حد ما وسيفتح عليهم الباب امام انواع متعددة من الضغوط لان الزعيم الصربي المحكوم عليه في قضية مشابهة مسيحي الهوية والضحايا مسلمين ولم يحصل علي اي نوع من الحماية او الحصانة كما لم يسقط حق الضحايا الذين تم تمكينهم من حضور رمزي لجلسة النطق في الحكم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة