يواجه رموز النظام الإيراني مجدداً الحقيقة التي يدورون حولها منذ انطلاق ماراثون أزمات ما بعد إحكام سيطرتهم على السلطة حتى تلاشي مفاعيل الشعارات التي رفعها الرئيس حسن روحاني للوصول الى الحكم.
خلال الأيام القليلة المقبلة تقف زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بين حشود أنصارها في باريس لإلقاء خطاب سنوي لا يتوقف في العادة عند البحث عن جذور أزمات بلادها ولا يخلو من محاولات لقراءة مآلات الأوضاع والاجتهاد في تحديد المخارج.
تجد رجوي في كل عام أحداثا إيرانية متراكمة تستحق الإسهاب وتثير حماسة جمهورها القادم من شتى أنحاء القارة الأوروبية ويترك التطرق لها صداه لدى العواصم ومراكز البحث الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن الإيراني.
في هذا العام لن تستطيع زعيمة المعارضة الإيرانية تجاوز ثلاث نقاط تشغل الشارع الإيراني المأزوم بفعل صراعات أجنحة الحكم ويدور حولها الجدل في المنطقة والعالم.
أولى هذه النقاط مرور ثلاثة أعوام على اعتلاء الرئيس حسن روحاني سدة الحكم دون توفير الحد الأدنى من الإصلاحات السياسية التي وعد بها واختير على أساسها مما يترك هامشاً واسعاً للتأكيد على صعوبة إصلاح النظام من الداخل.
ثاني النقاط مرور عام على ما بات يعرف بـ "الاتفاق النووي" الذي لم ينه توقيعه أزمة الثقة بين إيران والمجتممع الدولي أو يحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.
النقطة الثالثة التي لا تستطيع رجوي تجاوزها في المهرجان السنوي للمعارضة الإيرانية أو المرور عليها بشكل عابر اتساع تورط النظام الإيراني في إشعال الحروب الطائفية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.
النقاط الثلاث مترابطة حسب رؤية رجوي وأنصارها الذين يعتقدون أن نظام الملالي يحاول القفز عن هشاشته وصراعات أجنحته حين يبحث عن دور اقليمي أكبر بتوسيع رقعة حروبه في المنطقة.
وتنتهي هذه الرؤية إلى الإشارة إلى ضرورات حل الأزمات الداخلية الإيرانية من أجل إنهاء حروب المنطقة والتبشير بخيار الطريق الثالث الذي يفضي للتغيير الديمقراطي في إيران.
إعادة طرح خيار رجوي هذا العام يترافق مع اعترافات جديدة لبعض رموز الحكم الايراني حول ما آلت اليه الأوضاع حيث أضاف ناطق نوري مساعد المرشد الأعلى علي خامنئي لمراقبة الفساد وصفاً جديداً لاخفاقات مشروع الثورة الإسلامية بإشارته الى تقهقر مسار النظام على مدى ما يقارب أربعة عقود مضت وتلاشي إمكانية تقديمه نموذجاً للحكم.
يدرك صانع السياسة في قم وطهران أن الفشل في حل الأزمات الداخلية الإيرانية بتصديرها إلى الخارج ووصول الإصلاحات الداخلية إلى طريق مسدود يقابله خيار حل أزمات الإقليم بالتغيير الديموقراطي في الداخل الإيراني، لكن طريق الخيار البديل لخيار الملالي لا يبدو سالكاً على المدى المنظور لارتباط احتمالات تمريره بمتغيرات تأتي بروافع إقليمية ودولية توفرت قبل قرابة أربعة عقود مما يتطلب استمرارهم في إشعال الحروب الطائفية لإبقاء الحال على ما هو عليه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة