|
إهمال التعليم وتدمير العقول صفة أصيلة للإسلاميين وأمر مُدبّر بقلم أحمد يوسف حمد النيل
|
11:33 PM March, 26 2016 سودانيز اون لاين أحمد يوسف حمد النيل- مكتبتى رابط مختصر
صراع الأفكار والسلطة لن ينتهي ما بقي الإسلاميون في الحكم. ما نسمعه في الإعلام يبقى فقط للعرض ,ولكن الحقيقة تبرز في العقول المتحجرة وفي سياق الحياة اليومية. وللإسلاميين معيارين, الأول اتخاذ أسلوب الخداع كنوع من الحماية, والمعيار الثاني التخفي من أجل إنفاذ الخطط والبرامج التي يعتبرها الإسلاميون كأنها منزلة من السماء. في ظِل هذه الحكومة ظلّ الإسلاميون يسندون الوزارات الحساسة لغير ذوي الخبرة والكفاءة والدراية وضعيفي الشخصيات لكي يمرروا سياساتهم من خلالها. خاصة وزارة التربية والتي تعتبر من أهم الوزارات في كل العالم , لأنها هي التي تخطط لتنمية البشر والعقول. ولكن معيار إختيار وزير التربية ومعاونيه في المناصب الإتحادية والولائية بفوز بها فقط (المطبلاتية) وشروط التسابق والتنافس عليها هي الموالاة للحزب الحاكم.
وكما يقول المثل السوداني : "العود لو مافيهو شق ما قال طق" ومثل آخر يقول: "مافي دخان من غير نار" . ان الضجة التي حدثت في الأيام السابقة والتي تزامنت مع امتحانات الشهادة السودانية لم تأتي من فراغ. أنا لا ألوم أية جهة خارجية خصوصا من الأردنيين, إذا كان الصحفي الذي أثار الضجة أو وزير التربية الأردني الذي أعلن انهم لا يعترفون بالشهادة السودانية. فالسقوط في التعليم قد وقع منذ أن أتت هذه الحكومة إلى سدة الحكم. ولكن الأهم ان الأمر أصبح مزعجا ومدعاة للضحك والسخرية والجهل. فأنا سأذكر بعض المواقف عن قرب , خاصة الأردنيين فقد جاءوا الى بعض مدارس الخرطوم بالجماعات من الأردن وهم طلاب ضعاف, يأتون هربا من امتحانات التوجيهية الصعبة الى حيث الشهادة الثانوية السودانية (السهلة) وهذه الكلمة نضع تحتها خط أحمر, لأن وراء سهلة أمور كثيرة ستظهر بعد سبر غور هذه القضية الشائكة والمزعجة والتي جلجلت كيان وزارة التربية السودانية المحترمة عالميا كما كانت سابقا. فقد أتوا ومعهم أولياء أمورهم من الأغنياء وميسوري الحال ويسكنون في شقق مفروشة في الأحياء الراقية. يأتون في نهايات العام الدراسي ولم يبقى منه سوى ثلاثة أو أربعة أشهر والبعض يأتي في نهاية الزمن بالنسبة للعام الدراسي. تبدو عليهم علامات الرغبة والشره للعلم ولكنهم غير ذلك فقط هم قلقين يريدون أن يطمئنوا على أوضاعهم. فيدرسون كل المواد خلال شهر أو اثنين وهنالك من يطلب (فك المراقبة) كشرط للتسجيل في أي مدرسة يزورها, ولكن للحقيقة والتاريخ هنالك مدارس ترفض هذه الطريقة وبعضها يوافق بطرق ذكية وفيها من المراوغة.
وعندما أكتب في هذا الموضوع إنما يدفعني فقط حق المواطنة والدفاع عن حقوق الضعفاء والمساكين. وإذا رجعنا لتصريح وزيرة التربية, فالذي يحلل حديثها يجد انه غير حكيم, ولا يصدر من وزيرة تربية لأن التربوي لا يفرق بين الطلاب في المدرسة الواحدة عن طريق العرق أو الجنس. وبقولها ان التسريب قد تم من قبل أجانب هذا تصريح غير موفق تماما, ولو كان هنالك تسريب أو(فك مراقبة) فسيطول كل الطلاب من كل الجنسيات في المدرسة الواحدة. ولكن هذا التصريح نحلله من عدة أوجه. أولا: انها ورطت نفسها ووزارتها في هذا الشي ويجب التحقيق معها ومطالبتها بإظهار مستنداتها ومن ثم معالجة الموضوع بصورة جادة. ثم بعد ذلك ينبغي إعادة النظر في بقائها في هذه الوزارة الحساسة. ثانيا: انها أقحمت نفسها في جدل طويل وطال ذلك العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين (السودان والأردن) , وكان من باب أولى أن تتحقق في الأمر بسرية ثم تذيعة بعد التأكد منه, وهذا يدل على عدم الخبرة والدراية والإدراك. والوجه الثالث وهو الأهم ان مثل هذه التصريحات أو القرارات تشبه قرارات وزراء حكومة المؤتمر الوطني إذ انهم يقحمون كل شي في السياسة, ويجعلونه أمرا عاما ويبتعدون به عن التخصص والمعرفة والعلوم. ثم (يلوكونه زي اللبانة) ولا يهتمون بتبعات الموضوع. في عهد هذه الوزيرة أصبحت الفضائح تتكرر للمرة الثانية وربما ما خفي أعظم ان تمت التحقيقات الشفافة, ولكن هذا من المستحيل أن يحدث.
لدي الكثير من المآخذ والمواقف الفاشلة والتخبط في مجال التربية والتعليم لأقوله ولكن المجال لايسع لذلك والناس أصبحت تعرف الكثير المثير.
وكما قال الشاعر:
لقد اسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
لا حياة ولا أذن يصغون بها للشعب لأنهم يدبرون لإضعاف التعليم عبر خطط مدروسة ظانين ان التعليم في السودان مرجعيته الاستعمار البريطاني , وفي منظورهم هذا ينافي أمر التأصيل الذي يقولون به. ولو سألتم عن المهندسين الذين أسسوا لهذا الخراب فالكل يعرفهم من ( سبدرات الى ابراهيم أحمد عمر الفيلسوف وأمين حسن عمر المنظراطي) وفي نفس الوقت الذي يدعون فيه للتأصيل الإسلامي تجد ان هنالك غرائب وعجائب تتنافى مع ما ينادون به, إذ ان مدارس كامبردج الانجليزية تُنسب لأمين حسن عمر (كما يقول بذلك كثير من الناس), أما ابراهيم أحمد عمر فهو الذي أتى بطلاب البعثات الخارجية من الجامعيين من بلاد الكفر الى بلاد الإسلام , وفي الوقت نفسه بعث بأبنائه وأبناء (الكيزان) ليدرسون بالخارج. أليس هذا قمة العبط والاستهبال بعقول الناس؟ أما سبدرات فقد لعب بعقول الناس عندما أقنع حكومة الاسلاميين بورقته التي قدمها في مؤتمر التعليم في بدايات حكم الاسلاميين واستخدم فيها أسلوب المرافعات القانونية والاستعطاف , وقد أبرزت كثير من (الفزّاعات) ليقنع الناس والمؤتمرين بأن المناهج القديمة وخاصة مناهج بخط الرضا ما هي إلا صنيعة الاستعمار والشيوعيين. ولو نظرنا لهؤلاء المدبرين نجد أنهم غير ذوي الإختصاص في المجال التربوي والتعليمي , فقط معاييرهم الفلسفية المنتكسة والمتخلفة والتي تنم عن تخلف عقلية الإسلاميين التي تركن للحذر والخوف وعدم الثقة بالآخر والنظر للآخر بأنه الجاهل وغير المتدين وعديم المعرفة بالإسلام.
وقد مارسوا التمييزالطائفي والطبقي ما بين الشعب السوداني والمواليين للإسلاميين, حتى غدا لسان حال الشعب يقول:
حلال على بلابله الدوح حرام على الطير من كل جنس
وقد بدأ التدمير فعليا عندما برز لهم شيخهم الترابي بأفكار ساذجة, مفادها أن جامعة الخرطوم وحنتوب وخور طقت ووادي سيدنا وغيرها من المدارس ما هي إلا محرمات يجب تدميرها لأنها فيها نفس وبصمة المستعمر. والغريب في الأمر أن الترابي قد درس في جامعة السوربون معقل الاستعمار الثقافي في فرنسا. فهذا الفهم إما ضحك على الدقون أم سذاجة أو ضعف نفسي. ولكنهم قد ورطوا أنفسهم في سذاجات لا إنفكاك عنها, وشكلوا سلطتهم من المنتفعين والمرتزقة وكانت النتيجة ان انهار مشروعهم الحضاري وبقوا(في تولا) , لقد نسجوا خيبتهم وفشلهم بأيديهم منذ البداية وأصبحوا يبحثون عن المخرج والمتضرر الوحيد هو الشعب السوداني المحبط الذي حاربوه بفوهة البندقية وبيوت الأشباح و بالإغراءات والمال والسلطة, فصمد من صمد وهاجر من هاجر ومن صمت فضل حياة الذل مكرها بقوة البندقية وتكميم الأفواه أو الإستسلام للإغراءات أو الخنوع طواعية. فأصبح السودان سماء من الفضائح ومسرحا للاأخلاق واللامعقول.
فهل يا ترى سيصلح العطار ما أفسد الدهر؟ والإجابة فقط عند الشعب الذي اكتوى بويلات الأفكار الغريبة المنبعثة من الخارج التي لا تشبهنا ولكنها مكسوة بدثار الشيم السودانية المصطنعة والمزيفة.
ولكن في كل مرة نتطرق لحكم السودان بواسطة التكنوقراط الوطني المثقف المتسلح بالمعرفة والعلوم والتجارب والأفكار النيرة. لكي يبعدوا أصحاب الأفكار الفلسفية الغريبة التي لا تتسق مع روح المجتمع السوداني والعصر الحديث. ولكنهم كنبتة (الحسكنيت) تظهر تمسكهم بالسلطة كل يوم وتكبرهم وهذه من دواعي انهيارهم لأن طبيعة الحياة التغير , ولابد من الفجر وان طال الليل ولابد للأغلال أن تنكسر, وغدا ستأتي الأقدار بالجديد لأن دوام الحال من المحال. لذلك بدأ خوفهم من المشانق يظهر لأنه ضمائرهم وعقولهم بدأت تدب فيها الحياة بعد موت شيخهم وكأنهم لمسوا الموت لأول مرة ولم يسمعوا به من قبل. وبعد موته حسوا بأن معلمهم وسيدهم الذي يحسون معه بالدعم والإطمئنان قد رحل وترك لهم فراغا كبيرا فبدت لهم سوآتهم واضحة وضوح الشمس وحسوا بالخطر المحدق بهم بعد أن عاثوا فسادا في هذا البلد المظلوم أهله.
[email protected]
ود القيد
http://sudanreeves.org/2016/03/22/thabo-mkebis-latest-roadmap-for-sudan-an-analysis-of-rejection-by-the-sudan-revolutionary-forces-srf-march-22-2016/http://sudanreeves.org/2016/03/22/thabo-mkebis-latest-roadmap-for-sudan-an-analysis-of-rejection-by-the-sudan-revolutionary-forces-srf-march-22-2016/ pan style="font-size: 18pt;">أحدث المقالات
- جريمة .. السدود !! بقلم د. عمر القراي
- المجلس القومي للصحافة و المواقف الرمادية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
- البعد المكاني وصلة الرحم. بقلم نورالدين مدني
- أبرد .. معليش يا بشير..ما كنا عارفين !!!. بقلم .أ . أنـس كـوكـو
- إنفضت عذريتها.. بقلم خليل محمد سليمان
- سوء الأدب الجمهوري (2) بقلم محمد وقيع الله
- في لاهاي لا تعذيب .. لا عنصرية .. لا اغتصاب .. يا مشير بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
- تراجع فرنسي وحالة تيه فلسطيني بقلم سميح خلف
- الجهنمية !! بقلم صلاح الدين عووضة
- الانجليز ينعون الترابي ويتحسرون على سكب الويسكي في النيل!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (7) بقلم الطيب مصطفى
- الهارب مهدى مون فى مظلة الاستسلام بقلم محمد عامر
- على ذكرى حميد احتفال بيوم الشعر العالمي بالقضارف بقلم جعفر خضر
- الجمعة العظيمة بين المسيح و كاراديتش بقلم الشيخ الحسين
|
|
|
|
|
|