يا أيها المتمسكين بدولة الظلم العميقة، أنتم تدركون أن الثورة متى بدأت طلائعها فمن الصعب إيقاف مدِّها طالما أسباب قيامها لا تزال ماثلة تتحدى الثوار المغبونين في عنجهيةٍ.. و طالما ظللتم تنكأون الجراح مادياً و معنوياً كل يوم.. و الدماء تسيل أنهاراً.. ونزيف الحقوق يوجع القلوب باستمرار.. و الجبايات تكدر حياة ( الفقراء و المساكين)، و لا ترحم ( ابن السبيل).. و ( الغارمون) يملأون السجون في سجن الهدى بغرب أم درمان و مناطق أخرى لحين السداد.. و علماء السلطان يحرِّمون الحلال.. و يحلِّلون الحرام.. و ( التحلل) يمضي في ثقة المنتصر على الخُلق و الدين..
و طالما ظللتم تتطاولون على الشعب بتخويفه و كأنه مجموعة من الطيور المستأنسة، مذكرين إياه بالفوضى التي أعقبت الثورات العربية.. و أن ذلك النوع من الثورات مهدد خطير للاستقرار في السودان.. و طالما السيد/ نائب مدير الأمن يتوعدنا بأن المظاهرات خط أحمر لن يسمح لأحد أن يتجاوزه.. يهدد و يتوعد.. و لا يقف لحظة للترحم على أرواح ضحايا طغيان وتعسف نظامكم..
إن نائب مدير الأمن يعلم أن لا خط أخضر مسموح لنا عبوره في كل السودان ، فكل الخطوط أمامنا حمراء.. كل خطٍّ ينز في البلد دمٌ أحمر قانٍ.. و لا تتوقف الدماء .. و الثورة لن تتوقف كذلك.. قد تكون هناك استراحة للتدبر و التخطيط و اقتحام كل الخطوط الحمراء و تفتيت الدولة العميقة المهيمنة على إيقاعات الزمن و الساعية لتغيير مسار حركة أي فعلٍ مضاد لمطلوبات النظام الآيل للسقوط.. و لئن كان السيد/ نائب مدير الأمن صادقاً مع نفسه و مخلصاً للنظام، فليقم بمده بالمعلومات الحقيقية كلها.. معلومات يعرفها حتى أطفال مراحل الأساس، و ليقل للبشير أن نظامه بلا ظهير شعبي يُعتد به.. و كل ة المركب ى حاف و كل كظاهمن يريه مرتوخلصاً نة على الزمن كل الخطوط أمامنا خطوط حمراء.. ظاهرونه مرتزقة و بعض أرزقية سيهجرون سفينة القراصنة عندما تبدأ في الغرق قبل أن تصل المياه إلى الرُكب.. نعم، سوف تغرق سفينتكم.. حتماً ستغرق.. و لن يطول بها الانتظار أبداً.. و ها هو السيد/ حسن الميرغني أبو جلابية يتوعدكم بالانسحاب من الحكومة ما لم و ما لم... و يمهد للقفز من السفينة..
و نحن في عذابنا نقتات الصبر.. و نتسربل الأمل.. و الخوف قد هرب منا منذ دهور.. ونعرف أنكم تعرفون ذلك، و تلك المعرفة ترعبكم.. صدقني، يا صاحب الخطوط الحُمر، نحن في ثقة من قدرتنا على تخطي خطوطكم بثبات من لا يخشى الموت.. فلا تُقعقعوا لنا بالشنان.. لأن معرفتنا بقدرتكم تجعلنا ننظر إلى خطوطكم الحمراء نظرة من يعرف أن أقصى ما تستطيع قدرتكم أن تفعله عقاباً لنا عند تخطينا تلك الخطوط عقابان:- الموت أو التعذيب حتى الموت.. و ليس بوسعكم كسر الإرادة قبل القتل.. و مصيبتكم الأكبر أنه ليس بعد الموت موت..
و من المبكيات، في زمن الألم الممض هذا، غباؤكم و عدم إجادتكم حتى صناعة الكذب و الثبات عليه.. و تحاولون استغفال من هم أذكى منكم بمراحل .. و كم شعرنا بالإهانة تُلحق بنا حين يمارس مجلس وزرائكم الكذب المكشوف و يستصغر عقولنا التي لا تفتأ ترثي غباء أغبياء مجلس المافيا هذا و توابعهم إمَّعات جلسات المافيا.. و عقولنا تحلل دوافع كذبة الأغبياء السعداء بغبائهم و الإمعات الفرحين بما سينالون من عطايا بعد الجلسات السرية و العلنية.. أمثال وزير الاعلام ذاك الذي تخطى حدود المعقول في الدفاع عن القَتَلة..
و نسمع عن نفي مجلس وزرائكم ما تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي حول الزيادات الخرافية في الكهرباء، و ادعائه بأن الأمر " محض شائعات يطلقها ضعاف النفوس لإحداث بلبلة وتشويش للرأي العام السوداني، مثلما روجوا شائعة فرض حظر التجوال في الخرطوم و هي المدينة التي يشهد العالم كله بأنها أكثر المدن أمناً.."
و يهدد المجلس بتحريك إجراءات قانونية " بنيابة جرائم المعلوماتية ضد العديد من الشبكات ( المرصودة) التي تروج لهذه الشائعات.."
أي إجراءات قانونية سوف تحركون.. و على أي قانون سوف ترتكزون، و أنتم الخصم و الحكم.. و الأحكام مفصلة تفصيلاً و قوانينكم ليست حماراً كما كل قوانين العالم الحر.. لأن قوانينكم فيها المستثنى و أدوات الاستثناء!
مجلسكم يكذب و يتوعد.. و كلكم تكذبون و تتوعدون.. و ما تنفونه في يومٍ، تؤكدونه في يوم آخر.. و قد سقطت مصداقيتكم في الحضيض.. و أنتم في أشد الحاجة إلى شراء مَن يصدقكم حين تكذبون.. و دائماً ما تطلقون شائعات في شكل بالونة اختبار تفتقر إلى ما يسندها، و تعتقدون أنكم تتلاعبون بعقولنا، و من ثم تتأكد الشائعات و تمشي على بساط رئاسي أحمر فخيم.. تمررون ما تريدون تمريره بالرغم من فشلكم في تهيئة الأنفس لقبوله عن طيب خاطر.. لكننا نتقبل الحقيقة المفروضة علينا رغم أنفنا.. لأننا لا نملك سوى القبول.. و يقيننا أننا سننقلب عليكم في غبن..
و لا زلنا نتذكر مسرحية من مسرحياتكم العبثية على مسرح مآسي ( الانقاذ).. مسرحية حدثت أيام أزمة الغاز و اختفائه من الأسواق.. و نتذكر الاشاعات التي انطلقت عن زيادة سعر الأنبوبة إلى ما بين 80 و 100 جنياً.. إذ جاء مقدم أحد برامج قناة الشروق بالسيد/ إبراهيم محمود، مساعد رئيس الجمهورية.. ليقدَّم لنا كشف حسابات و تقديرات.. و من ثم العديد من التبريرات غير المبرِرة محاولاً التذاكي علينا، و مقدم البرنامج يؤيده و لا يحرجه بالأسئلة المقنعة.. و أخيراً سأله عما إذا كانت لديه أنبوبة غاز في منزله و عن ثمن شرائها.. فأجابه السيد النائب بالإيجاب.. و أنه اشترى الانبوبة بمبلغ 80 جنيهاً.. أجابه و في وجهه ابتسامة رضاً ماكرة.. و تنبأتُ بعدها في مقال لي بالصحف الاليكترونية، بأن السعر الرسمي سوف يكون عند رقم ال 80 جنيهاُ.. و لم يمضِ اسبوع واحد إلا و كان سعر الأنبوبة الرسمي قد تم رفعه بالفعل إلى مبلغ 80 جنيهاً و ارتفع بعد ذلك إلى 100 جنيهاً و نيف.. و ما زال الارتفاع مستمراً
و ما أشبه أزمة الكهرباء بأزمة الغاز.. إذ يستمر انقطاع التيار الكهربائي لنصف يومٍ بالكامل يوماً بعد يوم.. و يستمر نفي الحقيقة ( بالونة الاختبار).. فيؤكد السيد وزير الكهرباء على عدم وجود أي نية لزيادة أسعار الكهرباء، و أن الغرض من القطوعات المبرمجة حاليا تقليل الآثار السالبة المتوقعة خلال شهر رمضان الكريم.. و يدعي بأن تخفيض السحب من سد مروي تم لمقابلة الخريف القادم في يونيو ليكون توليد الكهرباء أكثر فاعلية باستخدام أقل مياه واردة و لترقب السنة المائية الجديدة..
و لم نفهم شيئاً .. و لن نصدق شيئاً يأتي من أفواه كل كذاب أشِر..
و يومياً يكرر التلفاز مشهد البشير في قاعة الصداقة و هو يقول: "إن الرائد لا يكذب أهله"... و نحن لا نعرف منهم إلا الكذب! و هم يخادعون و لا يدرون أن أنفسهم يخدعون..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة