|
إن كنتم قادة أدخلوا السجون تقوم إنتفاضة بقلم عباس خضر
|
فقط يجب أن يكون دخول السجن ليس للحبس ونيساً ثم للقصررئيساً ولا للإستعراض في السيرة الذاتية كالكوزنة والأخونة للشيطنة: ودخل دبك ولبس الكبك وسافر ربك أو كوبر ثم جاء يبوبر وكأنها سيرك.
عودوا لدياركم ففي هذا توكل على الله، واستعانة به أن يثبت القلب على الإيمان والطاعة، وفيه صبر على المحنة والبلاء والأذى الحاصل إذا ثبت على الإيمان والطاعة. وهذا كقول موسى عليه السلام لقومه: {اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}؛ لما قال فرعون: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 127- 128].
وكذلك قوله: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:41- 42].
ومنه قول يوسف عليه السلام: {فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:90]، وهـو نظـير قـولـه: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران:120]، وقـوله: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران:186]، وقوله: {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:125]. فلابد من التقوى بفعل المأمور والصبر على المقدور، كما فعل يوسف عليه السلام: اتقى الله بالعفة عن الفاحشة، وصبر على أذاهم له بالمراودة والحبس، واستعان الله ودعاه، حتى يثبته على العفة فتوكل عليه أن يصرف عنه كيدهن، وصبر على الحبس. وهذا كما قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت:10]،وكما قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج:10 ـ13]، فإنه لابد من أذى لكل من كان فى الدنيا،فإن لم يصبر على الأذى فى طاعة الله، بل اختار المعصية،كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه بكثير.{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ}[التوبة:49]. ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز فى معصية الله، كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين، كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة، وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا، كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا.
فيوسف صلى الله عليه وسلم خاف الله من الذنوب، ولم يخف من أذى الخلق وحَبْسِهِم إذ أطاع الله، بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات، ونيل الرياسة والمال مع المعصية، فإنه لو وافق امرأة العزيز نال الشهوة، وأكرمته المرأة بالمال والرياسة، وزوجها فى طاعتها، فاختار يوسف الذل والحبس، وترك الشهوة والخروج عن المال والرياسة، مع الطاعة على العز والرياسة والمال وقضاء الشهوة مع المعصية.
بل قدم الخوف من الخالق على الخوف من المخلوق، وإن آذاه بالحبس والكذب فإنها كذبت عليه؛ فزعمت أنه راودها ثم حبسته بعد ذلك،إبن تيمية (منقول).
إن كنتم بجد قادة كان ركزتم من أول يوم ضد الناس العاثو فسادة
وإن كنتم بحق قادة لما خرجتم وجزء من شعبكم يباد إبادة
فالقادة صناديد لايخشون الحق ويتوسدون الجمر وسادة
فالقادة القادة لو زج بهم في السجن تلقائياً تقوم إنتفاضة
الشعب أكثر وعياً صبر صبر أيوب ليلقى مٌراده
فلا سكوتو رضاً لاجبناً ومستعد يلقى في الحال شهادة
لكن لمن يبذل نفسه ويموت والكل يلهث يبحث زاده
فالقادة صاروا جوالة سياحة والساسة صاروا السادة
لعبة كراسي كفاية قديمة قرفنا و بقت للناس معتادة
فالمعارضة الجادة وسط الشعب تخطيط توجيه وريادة
فلا يستحقون بذل الروح إن لم يكونوا كما يريد الشعب قيادة
والقائد وسط معركتو بقلمو وسيفو يمسك خيوط وزيادة
لايفر بعيداً عن ميدانه ويماري يتاوق كمن يريد عيادة
ولايتخاذل لا يتهاون لايتجادل في الفاضي هو نار وقادة
والجيش ياهو ذاتو الشعب وليس كل إنتفاضة معادة
والشعب قبل التغيير الجذري يبحث يصنف يريد قيادة
والقادة الطايرين وحايمين ديمة كيف يلقوا إشادة
وليس بالضرورة أن تدخلوا السجون فالسجون مرتادة
فيكفي الشعب إشارة من قائد مقدام يعانى كالدمقراطية ولادة فإن كنتم قادة أدخلوا السجون تقوم إنتفاضة
|
|
|
|
|
|