|
إن الله معنا
|
د. مصطفى يوسف اللداوي
أيها الشعب الأجلُ مكانةً، والأعظم مهمةً، والأسمى دوراً، والأنبل خلقاً، والأشرف نفساً، والأقدس معركةً، والأثبت موقفاً، والأرسخ قدماً،
يا حاضن القبلة الأولى، وموئل الحرم الثالث، مسرى الرسول الأكرم ومعراجه إلى السماوات العلى،
قاتل ولو كنت وحدك، فالله ناصرك،
وقاوم ولو تخلى عنك من ظننته أخاً لك، فالله لن يخذلك،
واصبر على ما أصابك واحتسب، فإن الله مع الصابرين،
وعض على جرحك، ولا تخضع لإرادة عدوك، فإن ذلك من عزم الأمور،
املك القوة، وحز على السلاح، واصدق النية وتقدم، فالله معك،
لا تلتفت إلى الوراء، فإن من تركت خلفك قد انهزموا،
ولا تنظر حولك فإن من كانوا يوماً معك قد هربوا،
أطالوا شعراً، ولبسوا فستاناً، ووضعوا شالاً، فكانوا خناثاً لا نساءً،
فهاك سيفك بيدك فاحمله، وبساعدك به اضرب، فلا يهتز إلا ليسقط رؤوس العدا،
لا تخف ولا تضطرب، وخذ ممن سبقك الدرس والعبرة،
وكن مثلهم أو سابقاً لهم، تكن لغيرهم مثالاً وقدوة،
النصر صبر ساعةٍ، وكزٌ بالأسنان لمن صبر، وعضٌ على الجراح لمن أراد الظفر،
فلا تستعجل الثمرة فتقطفها غضةً قد فاتها النضوج، أو حصرماً يعوزه الطيب،
ولا تعتسف الخطى فتزل بك القدم،
ولا تتداخل أمامك الصور فتزيغ منك العيون،
اعلم أن للنفق نهاية، ولعتمة الليل فجرٌ ينبلج،
وأن للحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ بالدماء يدقُ،
فلا تستعظمن التضحيات، ولا تبخلن على الوطن بالمهج والأرواح،
ولا تظنن أن الصبح لن يطلع، أو أن الشمس لن تشرق،
قاوم يا شعبي لا مستعظماً غير نفسك،
ولا منتظراً إلا لخالقك ناصراً حكماً،
وكن واثقاً أن النصر من عند الله وحده جلَّ شأنُه.
|
|
|
|
|
|