*كلما نرى أصحاب الجنسيات المزدوجة وهم يعتلون المشهد السياسي والتنفيذي والوزاري دون ان ترمش لهم عين ، والعجيب انهم لا يشعرون بأي حرج وهم يجلسون علي كراسي وزاراتهم ويتمتعون في ذات الوقت بجنسية دولة اخري أدوا لها قسم الولاء ولا ندري أي ولاء يحفظون ؟! وهذا ما جعلنا ننظر بكثير من الاسى للإنهيار الذي اصاب مفهوم وممارسة السيادة الوطنية منذ ان دخلت الدولة الوطنية فصارت هي السلطة العامة التي تحشد الموارد بشخصيتها الاعتبارية وسمعتها وصار يتيسر لها ان تستدين من منظومة النظام العالمي المتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات التمويل العالمية الخاصة ، وكل ذلك يعتمد علي كيفية ادارة البلاد في العلاقات البينية في الدولة والتي تاتي علي نهج (الكشف) في العادات السودانية الاصيلة في مجاملات الافراح والاتراح فلا نحن حافظنا علي تكافلنا الموروث اجتماعيا ولا آمنّا بضرورة مقاومة الانهيار الذي اصاب مفهوم وممارسة السيادة الوطنية .
*ومن صور إنهيار مفهوم السيادة الوطنية ما حملته الاخبار عن وصول وفد امريكي يزور السودان للوساطة في موضوع سد النهضة ، ومعلوم ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية تقوم علي مسارين اولهما : شعبة امنية وثانيهما: المسار الدبلوماسي ،فالمسار الامني ينتج دول التبعية العمياء ،والمسار الدبلوماسي يخص دول الشراكة، ودول التبعية تديرها الاجهزة الأمنية الامريكية واقصى ما تطمح له هذه الدول هو ان تستمر حكوماتها في الحكم برضاء الاجهزة الامنية الامريكية ومن خصائصها انها دائما مرعوبة وليس لها ثقة بنفسها بأنها دولة ذات سيادة ومثال علي ذلك نجد الحكومة الامريكية تتصرف في السيادة الوطنية السودانية كيفما إتفق لها أن تفعل ذلك دون ان تنتبه الى أنها تخرق اتفاق (فيينا ) في العلاقات بين الدول والذى يمنع ان تكون الحقيبة الدبلوماسية وسيلة لحمل الاسلحة او الاموال وهذا الخرق الفظ تمارسه امريكا احتراما لقرارات الكونغرس بمقاطعة النظام السوداني فهي تدخل اموالها بوسائل خارج النظام المصرفي السوداني وهذا انتهاك يصيب مفهوم السيادة الوطنية السودانية في مقتل ، كيف لا واصحاب الجنسيات المزدوجة في حكومة السودان ،هم سادة المشهد .
*إن قانوني (سلام السودان) (وسلام دارفور)هما المطرقة التى تقرع أي تحرُّك سوداني وتحرص الاجهزة الامنية الامريكية علي ان لا يكون هنالك أي قرار يخرق قرارات الكونغرس وفي نفس الوقت يحفظ مصالح السوق الامريكي في السودان والاجهزة الامنية الامريكية كأنها على يقين من أن الحكومة السودانية لا تقوم بأي عمل من اعمال السيادة الوطنية لتعطيل ما تريده امريكا من السلع المستثناة وهي الصمغ العربي والذي يُعد من السلع الاستراتيجية التي تحتاجها امريكا من السودان وتستثنيها من العقوبات الامريكية علي السودان ، لكن اصحاب الجنسيات المزدوجة يحافظون بشدة علي مصالح دولتهم الجديدة ،فمن الذي سيحافظ علي مصالح السودان؟! وسلام ياااااااا وطن .
سلام يا...
الاستاذ عمر عشاري الذي يقبع في محبسه ببطولة ليس لها مثيل ،قد افتقدناه وهو رجلٌ امة ، ظل يمثل دوماً حضوراً قوياً وفتياً .. اطلقوا سراح عمر العشاري ..اطلقوا سراح كل المعتقلين السياسيين ..اطلقوا سراح هذا الوطن المأسور ..وسلام يا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة