|
إنطباخات نسائية نظام البشير الأسوأ لنساء السودان بقلم امال جبرالله
|
03:36 PM Mar, 15 2015 سودانيز اون لاين آمال جبرالله سيد أحمد- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
نشطت الوزيرات والمستوزرات في إبراز دورهن في دعم مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية والفائز حتماً. الملفت للنظر ان منسوبات المؤتمر الوطني بالوكالة أشد حرصاً على هذا الدور من احتوائهن المنتميات بالأصالة.
حملة الوزيرات تم الحشد لها من أموال الدولة، نسيت الوزيرات في غمرة إنشغالهن بالثياب الخضراء والبواريك الصفراء والصور الملونة المصقولة الورق نسين أن نساء السودان وبناته خبرن حكومة المؤتمر الوطني لمدة أكثر من 25 عاماً، ولا يمكن إقناعهن بالشعارات الزائفة أو استغلال الدين. لذلك ارتكزت حملة الوزيرات النسائية على الحشد النسائي مدفوع الأجر أُستخدمت فيها البصات والمركبات العامة وذلك من موارد الدولة. ولقد أوردت بعض الصحف السخط الذي عبرت عنه الكثير من (المحشودات) بسبب عدم ترحيلهن لأماكن سكنهن بعد نهاية حفلة الإفتتاح الراقصة وأيضا بسبب عدم دفع استحقاقاتهن المالية.
نذكر نساء المؤتمر الوطني بحصيلة النساء تحت رعاية مرشحهن الرئاسي. فالحرب التي توسعت لتشمل خمس ولايات بعد انفصال الجنوب، جريمة تدفع النساء ثمنها يومياً من الموت والنزوح والإغتصاب والترويع والتفكك الأسري. يكفي أن عدد النازحين فاقت الـ6 ملايين أغلبهم من النساء والأطفال. وأن النساء في دارفور ومناطق الحروب الأخرى يَعُلْنَ الأسر في ظروف قاسية فلجأن للأعمال الشاقة مثل أعمال البناء والعتالة وغيرها. أين نساء المؤتمر الوطني من مأساة نساء دارفور وجنوب كردفان؟. لم نسمع صوتهن للمطالبة بالتحقيق فيما يتردد عن الإغتصاب الجماعي والفردي. ولا مطالبتهن بوقف الحرب.
إن نساء المؤتمر الوطني منشغلات بلقاء السيدات الأوائل، ومهرجانات الثياب المزركشة ومعارض العطور السودانية العالمية وإبراز دور سيدات الأعمال. في حين تلهث الملايين من النساء من أجل الحصول على حلة ملاح اليوم للأسرة حين تقلصت الوجبات إلى أثنين على أحسن الفروض، أو وجبة بائسة عند المغرب سماها الشعب السوداني الغشاء (لأنها تجمع الغداء والعشاء).
أن تدهور مستوى المعيشة للملايين من الأسر حتى داخل المدن ناهيك عن أطرافها أو مناطق الحروب، إرتفاع أسعار السلع الضرورية بشكل جنوني وعدم إنخفاض أسعار الخضروات حتى في فترة الشتاء وتحولت الفواكه البسيطة واللبن إلى نوع من الترف. كشف تقرير في الأيام السابقة أن 6 ملايين تلميذ يفتقرن لوجبة الفطور؟.
إِنَّ إرتفاع نسبة وفيات الأمهات في السودان ووفيات الأطفال دون سن الخامسة تعتبر من الأسوأ في العالم. وقبل عام تم إغلاق قسم النساء والولادة بمستشفى الخرطوم التعليمي وتصفيته وشهدت ولادة إمرأة عند باب المستشفى، هذا المشهد يتكرر يومياً. لقد أكد المسح الأسري لعام 2006م أن ارتفاع نسبة وفيات الأمهات تعود لإنعدام الرعاية الصحية للحوامل، الولادة بدون قابلات، أمراض الإنيمياء والتتانوس والنزيف وجميع هذه الأسباب يمكن منعها إذا وجدت الدولة المسؤولة والتي تعتني بصحة النساء عامة والأمهات خاصة. لذلك لا غرابة أن يأتي السودان من ضمن الدول التي فشلت في تحقيق أهداف الألفية الثالثة والخاصة بخفض وفيات الأمهات بنسبة ثلثين (⅔) ووفيات الأطفال دون سن الخامسة. إِنَّ خصخصة الخدمات الصحية والتعليمية واستبدال المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس الحكومية بتلك الخاصية حرم الملايين من النساء والبنات من الرعاية الصحية والتعليمية وتقف شاهداً على أن نظام المؤتمر الوطني لا يعني بأوضاع الفقراء والفقيرات بأي شكل كان. بل يكرس للتفاوت الإجتماعي بكل أشكاله ويراكم الثروات في يد القلة من رجاله ونسائه، ذلك لا يحتاج للخطب الرنانة ولا البرامج التلفزيونية المفبركة لأن ضيق الحياة يعيشه الناس في كل ثانية.
إِنَّ محاولات المؤتمر الوطني ونسائه لتجميل وجه نظامهم البائس هي محاولات فاشلة لأن النساء خبرن هذا النظام الذي أذاقهم الذل والهوان والمطاردة تحت مظلة محاكم النظام العام الجائرة التي عرضت بائعات الطعام والشاي، النساء العاملات من أجل لقمة العيش الشريف، للجلد والغرامات الباهظة. النظام الذي خصص إدارة للدرداقات كمجال إستثماري وفرض الضرائب على أطفال الدرداقات بدلاً من رعايتهم وإعادتهم للفصول الدراسية.
إن جماهير النساء لَسْنَ بهذه السذاجة والبساطة حتى ينجرن وراء حملة الوزيرات، فهنَّ يعلمن أن تحسين أوضاعهن وأسرهن مرتبطٌ بإسقاط هذا النظام واستبداله بنظامٍ وطنيٍ ديمقراطيٍ معنيٍ بمصالح الأغلبية من النساء والرجال والأطفال.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- البلدوزر بقلم الدكتورة آمال جبرالله سيد أحمد 01-29-15, 05:02 PM, آمال جبرالله سيد أحمد
|
|
|
|
|
|