|
إنت من قبيلة (....)..؟ زاهر بخيت الفكى
|
ضيق ذات اليد ومُتعة السفر بالبر حالا دونه والسفر جوا.. لملم أشياءه وتوجه راكباً إلى الأبيض ليتجه منها مباشرةً إلى نيالا كان سعيداً بهذه الرحلة الممتعة حقاً والخريف قد سبقه إلى تلك المناطق الجميلة أصلاً بلا خريف ، ذهب يُمنى النفس برحلة ما منظور مثيلا إلى دارفور عبر بوادى كردفان الخلابة وجميل رمالها النظيفة المغسولة بمياه الأمطار.. يا زول ما تمشى طيران ..؟ بى وين ياخ وتذاكر الطيران بقت نار.. والقطر ...؟...هو وينو أنا لقيتوا وابيتوا .. طيارات الجيش... ؟ ديل دايرات ليهن صبر .. يا زول أنا مستعجل وياما سافرت باللوارى.. عديلة عليك ربنا يحفظك... وصل الأبيض ومن السوق الكبير إتجه مباشرة إلى السوق الشعبى وقد وجد ضالته ومجموعة من اللوارى الهينو ( الزد واى ) تمتلئ بالبضائع تنتظر بعض الركاب لزوم مصاريف السائق ومعاونيه كان محظوظاً جداً إذ وجد مقعداً أمامياً يجاوره فيه رجل سبعينى من جهات المناقل فى الجزيرة حسبما أفاده أثناء الرحلة.... تحركوا عصراً من الأبيض والسحب تحاصرهم ورزاز من المطر لم يأبه به السائق كثيرا ، استمر فى رحلته من الأبيض ، الخوى النهود رغم الوحل والمشقة لكن كانت متعة مُحدثى كبيرة بهذه الرحلة الشاقة اللذيذة والشواء ولحوم الصاج والحِلل المسبوكة بوافر اللحوم بيد معاونى السائق المهرة لم تفارقهم .. لا حت أخر مدن كردفان غبيش ومنها إلى اللعيت جارالنبى أول مدينة فى دارفور وصلوها بعد مضى أيام من بداية الرحلة اتجهوا منها إلى (أب كارنكا) إحدى المناطق الغنية بالمحاصيل فى دارفور دخلوها صباحاً وخرجوا منها بعد المغيب وبعد أن تجاوزوها بعدة ساعات توقفوا للمبيت على أمل مواصلة السير فجر غدهم ذاك.. تنازل المعاون عن سريره المتواضع للرجل كبير السن لينام عليه وصاحبنا فوق سطح اللورى ولورى آخر ملئ بالركاب كان يقف بجوارهم كذلك والجو خريفى لم تمر لحظات من وجبة العشاء والصلاة حتى دخل الجميع فى سباتٍ عميق.. الثالثة صباحاً كان صوت الرصاص يملأ المكان هبَ الرجل السبعينى مذعوراً بعد أن ضربه أحدهم بمقدمة السلاح وسأله ورائحة الخمر تفوح منه..إنت من قبيلة (....) القبيلة المتناحرة معهم أجابه بلا لم يُصدقه وبدأ اطلاق النار بجواره ليعترف وذهب من معه لللورى الآخر وسألوهم نفس السؤال وقد شاءت الصدف أن أحد الركاب من قبيلتهم كان من ضمن الركاب سألوه هل معكم راكب من قبيلة (.....) أجابه بالنفى وحينها قال حامل السلاح لمن معه أمشوا قولوا لى فلان ما تقتل الراجل لقينا فلان راكب معاهم وبعرفهم كلهم.. هيا قوموا اتحركوا من هنا وما تجوا بى جاى تانى... عجباً والروح فى بلادى تُزهق وبلا ذنبٍ جنته.. يا دارفور سلام..........
بلا أقنعة.. صحيفة الجريدة...
|
|
|
|
|
|